تمكن ضباط مباحث الإسكندرية من كشف غموض مقتل موظف والعثور على جثته مكبل اليدين أمام سكنه بمنطقة المنتزه شرق المدينة، حيث تبين أن المتوفى علاقته سيئة بأبنائه بسبب بخله الشديد، وأن زوج ابنته كان يمر بضائقة مالية واستعان باثنين من أصدقائه نفذا الجريمة وسرقا كمية من الذهب والأموال ولاذوا بالفرار إلى الصعيد.
البداية كانت بلاغا تلقاه اللواء مصطفى النمر، مدير أمن الإسكندرية، من «مينا.ر.م.ن»43 سنة، ميكانيكي سيارات، بوفاة والده في ظروف غامضة.
انتقل لموقع البلاغ اللواء شريف عبدالحميد، مدير إدارة البحث الجنائي، وقوة من ضباط مباحث قسم شرطة المنتزه، وتبين من المعاينة وجود جثة «رمزي.م.ن» 70 سنة، بالمعاش، مقيم بشارع ٦٥ منطقة سيدي بشر قبلي ملقاة على باب شقة الطابق الأول علوي يرتدي كامل ملابسه. وبفحص جثة المجني عليه تبين إصابته بكدمات بالرأس والعين اليسرى وسحجات بالرقبة ومكبل اليدين بحبل ووجود شريط لاصق على فمه، وكشفت المعاينة أن منافذ الشقة سليمة ووجود بعثرة بمحتويات شقة الطابق الأرضي «سكن المتوفّى».
وقرر ابنه في التحقيقات أن والده كان يقيم بمفرده بمنزله المكون من ثلاثة طوابق، ويوم الحادث توجه لزيارته ووجده بالحالة التي عثر عليها ولَم يتهم أحدا بالتسبب في وفاته، حُرر محضر إداري قسم شرطة أول المنتزه، وأخطر النيابة العامة للتحقيق.
وكثفت مباحث الإسكندرية جهودها لكشف غموض الحادث خوفا من أن يكون وراء الحادث دوافع إرهابية كون المجني عليه مسيحي الديانة، وبفحص علاقاته مع أسرته تبين أنها ليست على ما يرام بسبب بخله الشديد وكثيرا ما كانت تحدث بعد المناوشات بينه وبين أبنائه بسبب ذلك.
وتوصلت التحريات إلى أن زوج ابنته المدعو «روماني.ف. م» وشهرته هاني، 43 سنة، كان يمر بضائقة مالية قبل وقوع الحادث بحوالي شهر، ورفض المجني عليه مساعدته رغم علمه باحتفاظه بمبلغ مالي بمنزله من حصيلة عمله في إحدى الدول العربية، فقرر التخلص منه وسرقة الأموال، واتفق مع كل من «يعقوب.ن.م» 28 سنة نجار مسلح من محافظة المنيا وله محل إقامة بالمنتزه و«إبراهيم.ش» عامل مقيم بدير البرشا مركز ملوي محافظة المنيا للتخلص من المجني عليه.
ألقي القبض على المتهمين وأحيلوا إلى المستشار أشرف المغربي المحامي العام لنيابات المنتزه وكشفت التحقيقات التي أشرف عليها بنفسه عن أن المتهمين وضعوا خطة لإزهاق روح المجني عليه وسرقة أمواله، واستغل المتهمان الثاني والثالث فرصة عدم وجود سابق معرفة بينهما وبين المجني عليه وتوجها إلى منزله بحجة استئجار إحدى الشقق بالمنزل ملكه، وأثناء ذلك عاجله أحدهما بضربه بقبضة يده وعندما وقع على الأرض قاما بشل حركته وتكبيل يده ووضعوا شريطا لاصقا على فمه وخنقاه حتى تاكدا من إزهاق روحه، ثم قاما بسرقة بعض المشغولات الذهبية والنقود ولاذا بالفرار إلى بلدهما بمحافظة المنيا.
وعقب انتهاء التحقيقات اصطحب محمود الشيخ وكيل نيابة المنتزه المتهمين إلى موقع الحادث وقاما بإجراء المعاينة التصويرية للجريمة، والتي جاءت متوافقة مع ما أدليا به من أقوال فيما أصر زوج ابنته على إنكار الواقعة.
وأمر المستشار أشرف المغربي بحبس جميع المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد المقترن بالسرقة.