نظم المكتب الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في القاهرة احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة.
وخلال الاحتفالية التي اكتست باللون البرتقالي المميز للحملة عالميًا، وحضرتها نخبة من نجوم الإعلام والفن المصري والعربي، جرى إطلاق فعاليات حملة الـ16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة، تحت شعار «دون استثناء أحد: لا للعنف ضد النساء والفتيات».
وأكد محمد الناصري، المدير الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربية، أن الحملة تستخدم هذا العام أساليب مبتكرة لأول مرة في العالم العربي للقضاء على ما وصفه بالوباء الذي يؤثر على نحو مليار امرأة في جميع أنحاء العالم، مشددًا على الدور الكبير الذي يقوم به الإعلام كجهة مؤثرة على وعي الجمهور والرأي العام، داعيًا الإعلاميين للمشاركة في تسليط الضوء على حملة القضاء على العنف ضد النساء.
وتقود هيئة الأمم المتحدة للمرأة مبادرة عالمية تحت عنوان «لونوا العالم باللون البرتقالي: اقضوا على العنف ضد النساء والفتيات»، نيابة عن الحملة العالمية «اتحدوا» التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة من أجل إنهاء العنف ضد المرأة بحلول عام 2030، فيما وقع الاختيار على اللون البرتقالي عالميًا كلون للحملة باعتباره رمزًا للأمل ولعالم خالٍ من العنف.
وقال الناصري في كلمته الافتتاحية إن من أولويات الهيئة ودورها دعم الدول الأعضاء والمجتمع المدني، والنساء، والفتيات، من أجل تمكين المرأة، نحو عالم تحيا فيه النساء والفتيات دون تعرض للعنف.
وأضاف مدير المكتب أنه سيجري خلال الـ16 يومًا في مصر إطلاق نتائج الدراسة الاستقصائية الدولية الأولى من نوعها وحجمها بشأن الرجال والمساواة بين الجنسين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك في الأربع دول محل الدراسة «مصر ولبنان والمغرب وفلسطين»، والتي أعدتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالتعاون مع منظمة «بروموندو».
كما ألمح إلى أنه سيجري إطلاق حملة بعنوان «لأني رجل» تدعو الرجال إلى المشاركة في تحقيق تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين، التي يطلقها مكتب منظمة الأمم المتحدة من أجل المساواة بين الجنسين، لتضم العديد من الأنشطة، من بينها إطلاق حملة فيديو وتجربة اجتماعية باستخدام تقنية الواقع الافتراضي التي تدعو فيها الهيئة الرجال لتجربة مواقف تتعرض لها النساء تتعلق بالتحرش الجنسي والعنف،. وإطلاق حملة HeForShe العالمية في المنطقة العربية، كما سيجري تأسيس أجورا الابتكار في قضايا النوع الاجتماعي كمنتدى استشاري ومنصة للحوار الدائم مع الشباب.
وتشمل الـ16 يومًا –بحسب الناصري- إطلاق حملة #قصتها، التي تهدف إلى دمج المتطوعين في الكتابة عن شخصيات نسائية ملهمة وتناول قضايا المرأة على ويكيبيديا سعيًا لتعريف العالم بإسهامات النساء، ولفت إلى أنه ستشمل الفعاليات إضاءة مَبانٍ أيقونية في العالم باللون البرتقالي للدعوة إلى مستقبل خالٍ من العنف والحملات الإعلامية والمسيرات والحفلات الموسيقية لحشد الاهتمام والتوعية بقضية العنف ضد المرأة.
وتابع أنه «بفضل شجاعة النساء المتنامية، وأيضًا بفضل وسائل الإعلام التي تروي قصصهن، دون تدخل، ودون تحيز، يقع اللوم على مرتكب الجريمة، لا على الضحية، وبات لدينا مجتمع أطلقنا فيه العنان لحركة #metoo، التي تركز على قوة الناجيات، وليس على قوة الجناة، هذه هي القصص التي نحتاج لروايتها، وأن نرسل إشارة بأنه لا يمكن إعفاء أحد من عواقب انتهاك آدمية النساء والفتيات، ولا حتى أولئك الأكثر ثراء أو شهرة أو سلطة».
واختتم قائلا «يجب تحويل اللوم من الناجية من التحرش إلى الجاني، وألا نقبل أن يضرب زوج زوجته لأنها تأخرت في إعداد العشاء، ألا نقبل أن تُغتصب فتاة وهي تمشي للمدرسة لأنها تجرأت وسارت بمفردها، ألا نقبل تزويج طفلة في سن 12 سنة إلى جارها الذي يبلغ من العمر 45 سنة، ألا نقبل لامرأة شابة أن يحبسها أخوها في المنزل، ألا نقبل أن تتعرض فتاة لتحرش جنسي من رئيسها في اليوم الأول لعملها، ألا نقبل أن يقتل زوج امرأته بسبب شائعات للخيانة لا أساس لها، ألا نقبل العنف، في أي شكل أو صورة».