حل الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، ضيفًا على برنامج «بصراحة» مع الإعلامي يوسف الحسيني، عبر إذاعة «نجوم إف إم» اليوم الأحد.
وقال عصفور، إن خطابات الأزهر الدينية التي يتحدث بها العلماء والأئمة لا يمكن أن ينتج عنها إلا إرهابيًا، حيث إنه إذا حللنا أسباب الإرهاب الديني سنجد أن السبب هي مناهج الأزهر.
وشدد وزير الثقافة الأسبق، على أن مؤسسة الأزهر لا تستريح لأي راغب حقيقي في تجديد الدين، مشيرًا إلى أنه لا يهاجم المؤسسة لأنها ملكه وملك للأمة المصرية جميعًا.
وتابع: «الدين الإسلامي قواعده مرنة وإحنا نتحدث عن الثوابت الخيرة في هذا الدين التي تحث على التكافل والتسامح ورعاية الأيتام والفقراء وعلى الرفق بالإنسان».
أمل دنقل
وتطرق خلال حديثه عن الشاعر أمل دنقل، قائلا: «دنقل شاعر ما يزال صوته قويا ومسموعا، وكان سابق عصره خاصة أن أبياته تحدثت عن عصرنا الآن».
واستطرد عصفور: «في أعقاب ثورة 25 يناير كان ضيفا على أحد البرامج في قناة تليفزيونية خاصة وسألني المذيع أين أمل دنقل، فقلت له إنه مع الملايين التي تصطف في ميدان التحرير، وكررت تلك الإجابة عقب ثورة 30 يونيو».
وبسؤاله هل تعاني الدولة المصرية من عصر الاضمحلال والانحطاط الفكري، شدد: «نعم هذا يحدث، وعلينا أن نرجع لنهاية الحقبة المصرية في عهد جمال عبدالناصر ودخل حرب 67 ولم يكن مستعد لها فتلقينا هزيمة لها، ثم عاد بمعجزات وبنى الجيش المصري وأحضر الجنود المتعلمين وهم السبب في فوزنا بحرب 73 وليس الجندي الأمي، وكان هناك الشروع الدولة الدينية الذي تمثله السعودية ومشروع الدولة الدينية في إيران ومشروع التقدم في أوروبا، وإحنا كان علينا أن نختار وللأسف اخترنا النموذج الأقرب هو السعودية بدعم منها وفتحنا الباب للسلفية السنية، وحصل ما يسمى الصحوة الإسلامية، وتوقفت عند هذا المصطلح فهل كان من يعيش قبل هذا المسمى هل كانوا كفارا، وحتى السبعينات بعد موت عبدالناصر وجاء السادات لاحظت حركة غير عادية وتأسيس جماعات إسلام سياسي وبدأ بهذه الصحوة المزعومة تطلع، وإلى الآن أسأل نفسي هل هي صحوة أم غفوة، وبدأنا ننسحب لأساليب جديدة وحتى انتشر وقتها الزي السعودي، الشيء الغريب من سنة 72 وإحنا ظهر الصراعات المرتبطة بالتعصب الديني وأظن هذا كان ظاهرا في قرية اسمها الكشح وبدأ الصراع بين المسلمين والمسيحيين وفي ظني أنه كان بفعل فاعل، وفي عام 81 كنت من الذين طردوا من الجامعة بدعوى إشعالي الفتنة الطائفية ولم يكن لي علاقة، ثم رحلت للسويد وعرفت هناك نظام الديموقراطي الاشتراكي، وعملوا نهضة هائلة ورأيت فعلا دولة الرفاهية، والمشكلة إن عبدالناصر كان يريد عمل اشتراكية بلا اشتراكيين وكان يريد ديموقراطية لم تتحقق أيضا».
وشدد عصفور: «نحارب الآن ومعنا الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يسعى لتأسيس الدولة الديموقراطية الحديثة، وهذه الدولة من حقها أن يتحقق فيها العدالة الاجتماعية ومن حقها تكون الضرائب التصاعدية حتى لا تتحول الرأسمالية للوحشية ونكون كلنا متساويين ونعيش في جو من المواطنة، وعبدالناصر عبقريته عمل مصنع ومدرسة وقصر ثقافة وهو مسلسل أتمنى يسير عليه الرئيس السيسي، ومهم طبعا يشتري سلاح ولكن أهم سلاح هو تنوير العقول بالفكر والفن، مش ممكن تعمل دولة حديثة دون ديموقراطية ونعطي حرية تفكير».
وأعرف جابر عصفور عن تخوفه من انتشار الأمية، قائلا: «نحن قمنا بعمل إحصائيات السكان الأخيرة وكان نفسي أعرف هل نسبة الأمية زادت أم نقصت وفي رأيي إنها زادت وأصبح لدينا تسربا كبيرا من التعليم، ومع ارتفاع الاسعار وغلاء المعيشة خايف ليكون التعليم اللي هو الماسورة التي تزود الأمة التي تنتج مستقبلا يكون حدث خلل في هذه المواسير يبقى فيه حاجة ناقصة، للأسف في مجالسنا النيابية يتواجد بها رجال غير متعلمين، هذا المجلس كان له مواقف لا ينبغي أن تحدث على الإطلاق وفي رأيي أداءه صفر، به مجموعة من المثقفين لا تقل عن 25 شخصيا أين أصواتهم يجب أن نوجه لهم اللوم، مصر تعاني من تضخم سرطاني لما ييمكن أن نسميه بالأمية الثقافية ومن هنا تنشأ كل الكوارث، لم يعد هناك أحزاب أو جرائد مهتمة بالثقافة، ولم يعد عندنا مناخ أو تعليم ينتج مثقفين جدد».
وأردف: «ظاهرة أشباه المثقفين عادية في كل لحظات الاضطراب ما نأمل فيه الآن أننا نسهم في إقامة ثورة ثقافية حقيقية، وكنت سعيدا بالسيد الرئيس لما قال نريد عمل ثورة في الفكر الديني نريد بجانبها ثورة في الفكر الثقافي، والأمل في الأحزاب أنها تنشط وللأسف هذا واقعنا وعليها أن تهتم بالثقافة وتقدم مشروعات ثقافية ويا نقلبها غم أو نتفاءل وطالما هناك غدا علينا أن نتفاءل وندعو المثقفين للتلاحم».