قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إن أى حكومة مصرية جديدة تأتي من انتفاضة ميدان التحرير ستواجه صعوبات فى علاقاتها مع الولايات المتحدة وإسرائيل، بالنظر إلى عودة القومية العربية إلى الظهور، والشكوك المثارة حول مصير معاهدة السلام.
وأضافت أن الكثيرين ممن ساعدوا فى الإطاحة بنظام الرئيس مبارك، بما فى ذلك العلمانيون المدافعون عن الديمقراطية، يقترحون وضع مصير المعاهدة فى أيدى المصريين، عبر برلمان منتخب ثم استفتاء عام.
وتابعت «واشنطن بوست»، أن الرغبة فى إعادة النظر فى اتفاقية السلام هى مؤشر على تغير واضح فى سياسة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذى أعلن احترامه لجميع الاتفاقيات المبرمة بعد رحيل مبارك.
وقالت إن جزءاً كبيراً من مستقبل السياسة المصرية مع إسرائيل سوف يعتمد على نوعية العلاقة التى ستنشأ بين القوات المسلحة والحكومة المدنية، التى ستنتخب فى وقت لاحق من هذا العام، والتى يتوقع أن تضم العديد من العناصر التى أسقطت النظام السابق.
ونقلت عن شادى محمد، أحد قادة حركة 6 أبريل، قوله إنه «لم تكن هناك على الإطلاق نهاية حقيقية للحرب مع إسرائيل، بل مجرد هدنة».
كما نقلت عن محمد ماهر، أحد نشطاء الإخوان المسلمين، قوله: «إنه حال اكتسبت الحركة نفوذاً عبر الانتخابات، فسوف تسعى مصر لتوطيد علاقتها مع غزة عبر فتح المعابر الحدودية، وتعزيز الرواج التجارى مع القطاع لتقويض الحصار الإسرائيلى المفروض عليه».
ودعا شادى الغزالى حرب، عضو حزب الجبهة الديمقراطية، إلى القيام بتحرك أقوى لتخفيف الحصار عن غزة، وقال إنه رغم تأييده الالتزام بالاتفاقية، فإنه يرغب فى سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
كما نقلت الصحيفة عن نادية مكرم عبيد، أحد مؤسسى مجلس العلاقات الخارجية المصرى، البرلمانية السابقة، قولها إن نظام مبارك كان يعتقد أن إسرائيل هى بوابة الحفاظ على متانة العلاقات مع الولايات المتحدة، إلا أن ذلك الوضع تغير حالياً.
وقالت «عبيد» للصحيفة، إن أكبر التغييرات المحتملة فى السياسة الخارجية المصرية، هو السعى لاكتساب الاحترام، ولفتت إلى أن الكثير من المصريين كانوا يشعرون بالمهانة، لما وصفته برغبة «مبارك» الشديدة فى تنفيذ ما تمليه عليه واشنطن، وأكدت أنها نقلت ذلك الرأى إلى وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون خلال اجتماع عقد منذ أسبوعين فى القاهرة.