رصدت «المصرى اليوم» جانبا آخر من جوانب الهجوم على مسجد الروضة فى شمال سيناء، حيث خلفت الجريمة التى هزت العالم مأساة إنسانية مروعة.
فى مستشفى قناة السويس الجامعى بمحافظة الإسماعيلية، التقت الجريدة، مجدى رزق أحمد، مدرس رياضيات بمدرسة «آل جرير الابتدائية» بقرية الروضة، والذى أصابته رصاصات الإرهابيين فى الفخذ، لكنه متمسك بالصبر وابتسامة يواجه بها من يدخل عليه متمنياً الشفاء ومعزياً فى نجله الأكبر أمير، 21 سنة، والذى استشهد فى الحادث.
مجدى قال أيضاً إنه اصطحب أولاده أمير، وأحمد، بالصف الثالث الابتدائى، إلى المسجد حيث وصلوا مع انطلاق أذان الصلاة، فيما كان نجله الثالث محمود، بالتعليم الثانوى، لا يزال فى المنزل القريب من المسجد يستعد للحاق بهم وأداء الصلاة.
حيث سمع المصلون صوت إطلاق رصاص مع بدء الخطيب فى الحديث وشاهدوا مجموعة بعضها ملثم وآخرون يرتدون ما يشبه ملابس عسكرية يرتديها عناصر تنظيم داعش، حيث صوبوا أسلحتهم تجاه المصلين وأطلقوا الرصاص عليهم.
عندما جلبوا له مقعداً ليجلس عليه استطاع مجدى أن يعرف حجم المأساة، 70% ممن كانوا فى المسجد استشهدوا، وعندما حملوه بعيداً عن حمام الدم، رأى ابنه محمود فقال له: «ادخل لأخوك»، وقال لزوجته: «أمير فى الجنة عند ربه».
«س»، 24 سنة، أحد المصابين من «السواركة» استشهد 3 من أشقائه، ويتلقى شقيقه الأكبر، الوحيد حالياً، العلاج بمستشفى دار الشفاء بالقاهرة، قال: «كنت أجلس وأشقائى الأربعة متجاورين بالمسجد وعندما قمت لأصلى ركعتى تحية المسجد شاهدت 7 مسلحين ملثمين ومقنعين يرتدون ملابس شبه عسكرية خاصة بأنصار داعش يطلقون الرصاص حيث أصابوا الخطيب أولاً فسقط من أعلى المنبر فتدافع الجميع وسقطوا على بعضهم البعض وسمع أصوات إطلاق رصاص وانفجار قنابل يدوية داخل المسجد وخارجه، حيث تلقى «س» ثلاث طلقات فى الكتف والظهر».
وفى الغرفه المجاورة لـ«س» يوجد، «محمد»، 7 سنوات، مصاب برصاصة فى ذراعه، ولم يعرف محمد بعد أن والده أحد شهداء الحادث ولا يزال يظن أنه الوحيد المصاب من أسرته، حيث أخفى أقاربه عنه نبأ إصابة أولاد عمومته واستشهاد أبناء أخواله.