خلال الأسبوع الثالث من المساءلة القانونية لثلاثة مسؤولين كرويين بشأن احتيال دولة قطر للفوز بتنظيم كأس العالم 2022، أدلى لويس بيدويا الرئيس السابق لاتحاد الكرة الكولومبي بشهادته أمام المحكمة أمس الإثنين، متهمًا قطر بعرض 15 مليون دولار كرشوة لتنظيم كأس العالم لكرة القدم.
وأفاد بيدويا في شهادته، وفقًا لما أوردته وكالة «أسوشيتد برس»، بأن مسؤولًا تنفيذيًا مختصًا في مجال التسويق الرياضي أخبره أن «أصحاب المصلحة في قطر» عرضوا مبلغًا يصل إلى 15 مليون دولار كرشوة على المسؤولين الكرويين من أمريكا الجنوبية،قبل تصويت اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» لتحديد موقع تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2022.
وأوضح المسؤول الكولومبي السابق أن القصة بدأت حين قدَّمه ماريانو جنكيز، المسؤول التنفيذي بمجموعة «فول بلاي» الأرجنتينية المعنية بحقوق البث الرياضي، إلى ممثل للتليفزيون القطري خلال اجتماع بفندق مدريد قبيل نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
جنكيز أضاف إلى الشهادة أن لويس تشيريبوجا، الذي أصبح فيما بعد رئيسًا لاتحاد كرة القدم بالإكوادور، كان معهم بتلك المقابلة، وأن جون أنجيل نابوت، الذي أصبح فيما بعد رئيسًا للاتحاد في باراجواي، كان موجودًا على طاولة مجاورة لهم.
وشهد بيدويا أنه ونابوتوتشيريبوجا كانوا ضمن ستة رؤساء لجهات حكومية بأمريكا الجنوبية وافقوا قبل هذا الاجتماع على قبول الرشاوى من مجموعة «فول بلاي» في 2010 للتوقيع على عقد حقوق البث والتسويق للبطولات المستقبلية لدوري الأبطال بالقارة «كوبا أمريكا».
ورغم أن أيًا من الرؤساء الستة لم يكن ضمن اللجنة التنفيذية للفيفا أثناء التصويت على حقوق بث «كوبا أمريكا» في 2010؛ لكن جنكيز أوضح أن رشاوى «فول بلاي» هدفت إلى التأثير على الثلاثة الآخرين القادرين على التصويت، وهم جوليوجرودونا من الأرجنتين ونيكولاس ليوز من باراجواي وريكاردو تيكسييرا من البرازيل، كما أشار بيدويا إلى أن «فول بلاي» عيَّنته مديرًا عامًا لشركة «فليميك» التي أنشأتها «على الورق فقط.
لم يستطع بيدويا تذكُّر اسم الشخص القطري أمام المحكمة، لكنه تذكر أنه حادثه بالإنجليزية وتولى جنكيز الترجمة، وبعدما انصرف هذا القطري أخبره جنكيز أن قطر تسعى إلى كسب دعم دول أمريكا الجنوبية في اللجنة التنفيذية للفيفا، وأن «بإمكانه أن يطلب منها مبلغ 10 ملايين أو 15 مليون دولار ثم يقسِّمه بين جميع الرؤساء الستة»، ثم أضاف جنكيز، وفقًا لبيدويا: «يمكن لكل منا أن يفوز بمليون أو مليون ونصف دولار».
وأوضح بيدويا أنه أرسل خطابًا في وقت لاحق من نفس العام إلى الأرجنتيني إدواردوديلوكا، السكرتير العام للاتحاد الأمريكي الجنوبي لكرة القدم، ذكر فيه أن الاتحاد الكولومبي لكرة القدم يدعم التصويت لصالح إسبانيا لتنظيم كأس العالم في 2018، ولصالح الولايات المتحدة لتنظيم كأس العالم في 2022، فرد عليه ديلوكا: «أنت توالي الخاسرين دائمًا». وحين فازت قطر بتنظيم الكأس في ديسمبر 2010 مازج جنكيز بيدويا بقوله: «كان بإمكاننا أن نجني بعض الأموال ها هنا».
يُذكر أن بيدويا هو أول الشهود في محاكمة نابوت، ومانيوال بوركا الرئيس السابق لاتحاد بيرو لكرة القدم، وجوزيه ماريا مارين الرئيس السابق للاتحاد البرازيلي، المتهمين أمام المحكمة الفيدرالية في مدينة بروكلين الأمريكية بالتآمر للابتزاز والاحتيال في المعلومات الاقتصادية وغسيل الأموال.
وكان الرئيس الكولومبي السابق لاتحاد كرة القدم قد اعترف في 2015 أنه مذنب بالتآمر للابتزاز والاحتيال في المعلومات الاقتصادية، حيث قبل رشاوى بأكثر من 3 ملايين دولار ما بين عامي 2007 و2015؛ لكنه لم يستخدم سوى مبلغًا قليلًا من هذه الرشاوى فيما آلت بقيتها إلى أعضاء النيابة العامة بالولايات المتحدة. واعترف خلال شهادته الرسمية أمس بتفاصيل هذه الرشاوى السابقة.