شهدت الجلسة العامة لمجلس النواب، الإثنين، مأزقًا دستوريًا ولائحيًا، تسبب في اعتراضات كبيرة من النواب، تمثل في أن الجلسة العامة طارئة تم الإعلان عنها لمناقشة قوانين خاصة بالمحطات النووية لتوليد الكهرباء، وهو ما لا يجوز معه التحدث في غير جدول الأعمال المعلن، ما تسبب في اعتراض النواب بسبب أنهم يريدون التحدث عن حادث مسجد الروضة الإرهابي.
بدأت المشادات عندما طالب النائب مصطفى بكرى الكلمة للحديث عن الحادث، وهو ما رفضه رئيس المجلس، قائلًا: «الجلسة طارئة مخصصة لمناقشة مشروعات قوانين مقدمة من الحكومة عن تنظيم الأنشطة النووية والقوانين الأخرى المتعلقة بها، وبعد تحديد جدول أعمال الجلسة الطارئة ظهر الحادث الأليم، وحيث إن الإجراءات تحتم الالتزام بجدول الأعمال، وعدم الخروج عليه سألقي كلمة نيابة عن الجميع، وسيتم تخصيص الوقت الكافي للحديث عن العمل الإرهابي الجبان في جلسة الأحد المقبل».
وازداد انفعال النواب بسبب إصرارهم على أخذ الكلمة عن الحادث، فرد «عبدالعال» موجها حديثه لأحد النواب: «اتفضل أجلس، النصوص واضحة، ورئيس المجلس طبقا للائحة يمثل ويتحدث باسم المجلس بأكمله، وأعلم أن الحادث مؤلم وموجع وبشع»، وأشار إلى أن «المجلس أصدر بيانًا فور وقوع الحادث أعرب فيه عن حزن جميع الأعضاء، وتضامنهم مع الشعب، ودعمهم للجيش والشرطة، وسيقوم المجلس بدوره التشريعي في إصدار القوانين اللازمة والتشريعي في متابعة إذا كان هناك تقصير من عدمه».
واعترض النواب، ووقف نواب سيناء في أماكنهم معترضين، مطالبين بالانتهاء من القوانين، ثم الحديث في الموضوع.
وحاول الدكتور على عبدالعال، رئيس المجلس، إيجاد حل حتى لا يكون هناك بطلانًا للقوانين إذا ما تم إقرارها، وقال موجهًا كلامه للنواب المعترضين: «أنا أمام مشكلة دستورية، لأننا أمام جلسة طارئة لمناقشة أمور محددة، وفى نفس الوقت هناك حادث مؤلم، لذلك سأجتهد من الناحية الدستورية لإخراج الجلسة بإجراءات صحيحة، وفي نفس الوقت لا أغفل هذا الحادث».
واقترح «عبدالعال» أن يعبر كل نائب خلال مناقشة القانون من حيث المبدأ عن تعازيه، قائلًا: «أنا أبحث عن حلول قانونية، وإلا البطلان سيكون حتميا، وسأمنح الأولوية للحديث لمن تلقوا الضربة الأولى وهم أبناء محافظة شمال سيناء».
واستشهد «عبدالعال» بحديث الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في «نكسة 67»، عندما قال إنه «رغم بشاعة ما حدث فهذه ليست ساعة للحزن، ولكن ساعة للعمل الجاد»، وتابع: «الحادثان ارتكبهما أعداء للوطن، والعمل جزء من التحدي».