x

وفد مصر في التحالف الإسلامي: عازمون على محاربة الإرهاب البغيض

الأحد 26-11-2017 14:43 | كتب: بوابة الاخبار |
 صورة أرشيفية صورة أرشيفية تصوير : other

قال اللواء توحيد توفيق، رئيس الوفد المصري في التحالف العسكري الإسلامي لمكافحة الإرهاب، إن «الجماعات الإرهابية لم تعد تهدف إلى تحقيق مصالح سياسية واجتماعية واقتصادية، ولكنها تسعى إلى تقسيم وإسقاط دول وطنية ذات سيادية، وإقامة ما يسمى بهتانا ولايات، دولة الخلافة على منطقة شاسعة في العالم»، مؤكدا عزم مصر على محاربة آفة الإرهاب «البغيض».

وأضاف «توفيق» في كلمة له خلال أعمال الاجتماع الأول لمجلس وزراء دفاع التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب،: «ومن القراءة الدقيقة لتاريخ الجماعات الإرهابية، سواء تلك التي تتخذ من الأديان ستارا، أو تلك التي تمارس الإرهاب بدوافع مختلفة، تؤكد عدم وجود فوارق في الأسس التي تنطلق منها كافة هذه الجماعات في الشرق أو الغرب، إذ ينطلق هؤلاء الإرهابيون المتطرفون من أفكار وتفسيرات مغلوطة، وانحراف عن تعاليم الديانات السموية السمحة، وينتهجون خطابا وسلوكا للتحريض والكراهية والعنف، لفرض رؤيتههم المغلوطة على مجتماعتهم».

وأشار إلى التحديات الاستراتيجية التي تواجه الدول المكافحة للإرهاب بشكل مباشر، قائلا: «ترتبط بشكل مباشر بتداعيات انتشار النزاعات المسلحة، وما توفره من بيئة خصبة لتنامي الإرهاب».

ولفت إلى أن ضعف وسقوط مؤسسات الدول الوطنية كما حدث في بعض الدول في المنطقة خلال السنوات الماضية، أسفر عنه فراغ تستغله المنظمات الإرهابية والميليشيات الطائفية.

لقد أصبحت مسؤوليتنا أكثر تعقيدا نتيجة للتطور الهائل في قدرات الجماعات الإرهابية وامتلاكها نظم تسليح تشابه الجيوش النظامية، وموارد ومصادر تمويل وقدرات تنظيمية وتكنولوجية وإعلامية، ووسائل اتصال للتواصل والتنسيق وإصدار التكليفات والمناورة بالإمكانيات ونشر الفكر التكفيري وتجنيد عناصر إرهابية جديدة من كافة مناطق العالم باستخدام أحدث تكنولوجيات عصر السماوات المفتوحة وثورة المعلومات والاتصالات«.

وأضاف «لقد أصبح الإرهاب ظاهرة عابرة للحدود لا يأمن عواقبها أي دولة في العالم سواء متقدمة أو نامية، غنية أو فقيرة، ويزيد من عمق المشكلة وجود أطراف تخالف الإجماع الدولي والإسلامي والعربي وتعادي قيم الإنسانية والحضارة وتهدد الأمن والسلم الدوليين، من خلال توفير الملاذات الآمنة والتمويل والتسليح والمساعدات اللوجيستية للجماعات الإرهابية وتكريس وسائل إعلامها لنشر الفتنة والتحريض ودعم فكر الإرهاب والتطرف بشكل مباشر أو غير مباشر، الأمر الذي يتطلب موقف دولي حازم يكشف حقيقة الأدوار وتداعيات تلك الممارسات ومن ثم المسؤوليات المترتبة على مخالفة الإجماع الدولي وتهديد الأمن والسلم الدوليين».

وتابع «يأتي اجتماعنا اليوم نحن أعضاء التحالف الإسلامي العسكري تجسيدا لإرادة وتصميم دولنا على محاربة الإرهاب عبر تحالف واسع يمتلك كافة المقومات اللازمة لدحر الإرهاب وحماية أوطاننا وشعوبنا».

وأكد أن «رسالة الإسلام هي السلام، ومن هذا المنطلق فإننا نرفض أي محاولة لربط الإرهاب بأي دين أو عرق أو ثقافة، ونؤكد على أن مسؤوليتنا في معالجة تلك الآفة البغيضة لا تقتصر فقط على البعد العسكري والأمني ولكنها معالجة شاملة تولي أهمية للتوعية ونشر ثقافة التسامح والتعايش والتعاون البناء بين مختلف الشعوب والأديان والثقافات».

كما أكد تصميم مصر والتزامها الراسخ بمحاربة الإرهاب بكافة أشكاله والتصدي لجذوره الفكرية وتجفيف مصادر تمويله، بهدف اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمنع ومكافحة الجرائم الإرهابية بالتعاون الوثيق مع الدول الشقيقة والصديقة في إطار التحالف الإسلامي العسكري وبالتنسيق بينه وبين المنظمات الداعمة للتحالف لتعزيز وتنسيق الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب.

ودعا إلى تبني مقاربة شاملة لمكافحة الإرهاب والتي لا تقتصر فقط على البعد العسكري والأمني ولكن تشمل الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية نظرا لما يوفره تراجع تلك المجالات من بيئة خصبة لانتشار الإرهاب والتطرف.

وأعرب عن ترحيب مصر ومتابعتها النتائج الإيجابية التي تحققت في الحرب ضد الإرهاب خاصة في العراق وسوريا، مشيرا إلى تطلع مصر إلى التعاون الوثيق لمنع انتقال العناصر والجماعات الإرهابية تحت ضغط العمليات العسكرية الجارية في مختلف المناطق في العالم.

وأضاف أن مشاركة مصر في اجتماع وزراء الدفاع يعبر عن تأكيد التزامها بالتعاون مع كافة الجهود الإقليمية والدولية لمحاربة الإرهاب وتعزيزا لأمن الخليج لارتباطه المباشر بالأمن القومي المصري، وتضامنا مع السعودية في الحرب ضد الإرهاب باعتباره تهديدا لا يستثني أي دولة في العالم.

وفي النهاية.. أعرب رئيس الوفد المصري عن شكره وتقديره لكافة الأعضاء لما قدموه من تعازي ومواساة في ضحايا حادث مسجد الروضة بشمال سيناء الذي أسفر عن استشهاد 305 وإصابة 128، مؤكدا أن هذا الحادث لا يزيد المصريين إلا إصرارا وعزما وصلابة في مواجهة آفة الإرهاب البغيضة.

يشار إلى أن التحالف الإسلامي شكل رسميا عام 2015 ضمن استراتيجية لتنسيق جهود مكافحة الإرهاب ويضم 41 دولة إسلامية بقيادة السعودية، ومركز العمليات المشتركة الخاص به.

وافتتح ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، اليوم الأحد، أعمال الاجتماع الأول لمجلس وزراء دفاع التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في العاصمة الرياض، بعد نحو عامين على تشكيل التحالف بمبادرة من السعودية في مسعى لتوحيد جهود الدول الإسلامية في مواجهة الإرهاب.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية