هددت قيادات ومريدو الطرق الصوفية بشن «حرب صوفية» على المسؤولين عن هدم أضرحة آل البيت، واصفين أنفسهم بجنود الله المكلفين بالدفاع علي المقامات والأضرحة.
ودعوا خلال الوقفة المليونية، التي نظمتها المشيخة العامة للطرق الصوفية، بساحة وميدان مسجد الحسين، مساء الثلاثاء؛ لتأييد المجلس الأعلى للقوات المسلحة والتنديد بهدم الأضرحة ودعم شيخ الأزهر: كما نادوا في جميع مريدي الطرق الصوفية بالاتحاد لوقف أعمال ما أسموه «البلطجة السلفية» على المقامات والاعتداء السافر عليها، مطالبين بتشكيل لجان صوفية حول كل مقام للدفاع عنه.
ورفعوا، خلال الوقفة، عددا من اللافتات منها «لا لهدم الأضرحة» و«الأشراف المغازية يستنكرون الاعتداء السافر والحملة الشرسة على أضرحة الأشراف والعلماء الصالحين والأولياء» و«نهيب بالحكومة المصرية والمجلس الأعلى للقوات المسلحة بالمحافظة على الأماكن المقدسة وهوية مصر الإسلامية»، بالإضافة إلى لافتات تأييد للدكتور أحمد الطيب وثورة 25 يناير والوحدة الوطنية منها «الأزهر مرجعيتنا وحصن الإسلام و"الطيب" شيخ الإسلام» و«الأزهر والتصوف جسد وروح» و«نعم للاستقرار» و«مصر أولا وشيخ الأزهر شيخ الإسلام» و«نؤيد شباب الثورة والإخوة الأقباط».
كما رددوا هتافات «صوفية صوفية مصر دولة إسلامية» و «لا إله إلا الله» و«بالحسن والحسين إحنا إحنا مصريين» و«الصحافة فين أهل البيت أهم»، فيما استقبلت إذاعة المنصة، التي أعدتها الطريقة الرفاعية، الشيخ عبد الهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، لإلقاء كلمة الطرق الصوفية بترديد صيحات منددة بهدم الأضرحة، وعلى رأسها ضريح سيدنا الحسين.
وحاول عدد من مريدي الطرق الصوفية الخروج بمظاهرة خارج ميدان الحسين، إلا أن عددا من قيادات الطريقة الرفاعية أوقفوها وطالبوا بعدم تجاوز الميدان، منعًا لعدم تعطيل مرور شارع الأزهر.
وفوجئ قيادات الطرق الصوفية بميدان الحسين بحضور عدد من قيادات الشيعة بمصر وعلى رأسها محمد الدريني، زعيم شيعة مصر، بالإضافة إلى مشاركة قيادات من نقابة الأشراف.
وقال الدريني إنه جاء لمشاركة الطرق الصوفية في وقفتهم المليونية ضد الهجمة السلفية الوهابية، التي لا تحترم معتقدات ولا أديانا، موضحًا أنه قدم مشروعا لإرجاع أموال صناديق النذور للطرق الصوفية من وزارة الأوقاف، متهما أن هذه الأموال كانت تصرف على الفكر الوهابي بمصر.
ووسط تهديدات مريدي الطرق الصوفية بملاحقة السلفيين ومنعهم من دخول مساجد أضرحة آل البيت، دخل العشرات من مشايخ الطرق الصوفية على منصة الميدان برئاسة الشيخ القصبي، الذي أذاع كلمة المشيخة العامة للطرق الصوفية، وقال: «الصوفية هم القوة الوحيدة المتغلغلة والمتأصلة في كل شارع وفي كل حي وفي كل قرية وفي كل مدينة، بل وفي كل بيت من بيوت مصر».
وأضاف: «الجيش الصوفي موجود بقياداته وكتائبه، بعدته وعتاده، الروحي، ليس في مصر فقط، بل من المحيط إلى الخليج».
وتابع: «نعلن في الاحتفال بذكرى الإمام الحسين عقب ثورة 25 يناير أن التصوف لم ولن يزج به في دهاليز السياسية ولن نسمح باستغلاله في تكوين أحزاب سياسية».
وطالب بوجوب تكاتف كل القوى من أجل عودة رجال الأمن الشرفاء لأداء مهمتهم في الحفاظ علي الأمن في ظل سيادة القانون.
ولفت إلى الإشادة بدور المجلس الأعلى للقوات المسلحة، مطالبا بوقف المطالب الفئوية بالإضافة إلى إعلان تأييد الدكتور «الطيب» كشيخ للأزهر.
وتسبب ضيق مساحة ساحة وميدان الحسين إلى ازدحام الآلاف داخل المسجد وبالشوارع الخلفية له واقتربت أعداد المشاركين الذين حضروا الوقفة والاحتفال بالليلة الختامية للمولد والاستماع إلى إنشاد الشيخ ياسين التهامي، إلى نحو مليون شخص، حيث ظلوا حتى الساعات الأولى من صباح الأربعاء موجودين في الساحات وفي سرادق الخدمة بشوارع وحواري الحسين.