x

أكياس الدم من الهلال الأحمر.. والتوصيل على عربات خاصة

السبت 25-11-2017 22:48 | كتب: مي هشام |
تصوير : آخرون

مع انتصاف النهار، كانت قرية الروضة على موعد مع فصل حزين من تاريخها، تلك القرية التي يُقدر الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء سكانها بنحو 2011 نسمة، إذ تؤكد النيابة العامة أنه لا يقل بأى حال عن ثلاثمائة فقيد من الأهالى اغتيلوا بعد صلاة الجمعة مباشرة بمسجد القرية، فضلاً عن الجرحى.

وبالتزامن مع الحادث، شهدت مواقع التواصُل الاجتماعى مُناشدات أهلية لمد يد العون للتعامُل مع حالة الطوارئ تلك، ما بين دعوات للتبرُع بالدم في المستشفيات المُحيطة بالعريش والإسماعيلية، وتوفير المواد الإغاثية اللازمة للجرحى، وأهالى الضحايا. ومع ساعات الصباح الأولى، كانت عبارة «مستشفى الإسماعيلية العام اكتفى يا شعب مصر» تجوب مواقع التواصل، مُعلنة عن اكتفاء مؤقت من المُساعدات وأكياس الدم.

«سيارة دم متكاملة فيها جميع الفصائل، و200 كيس بلازما للإسعاف المُباشر».. بحسب نهال حفنى، نائب الأمين العام للهلال الأحمر المصرى، سارع الهلال الأحمر للتدخُل في الأمر بواسطة متطوعى فروع العريش والإسماعيلية، فضلاً عن إمدادات القاهرة. تؤكِد «حفنى» أن مستشفيات الإسماعيلية كانت في حاجة ماسّة لبعض التجهيزات الطبية اللازمة للإسعاف، وعمل الهلال الأحمر على توفيرها وفى نفس الوقت، أعلن الحساب الرسمى لـ«الهلال الأحمر» على «تويتر» دعوة مفتوحة للتبرُع بالدم في مستشفيات الإسماعيلية، لسد العجز في بنك الدم.

طفت احتياجات أخرى على السطح، تشرح «حفنى» الوضع الحرِج في هذه الليلة فتقول «الجرحى وصلوا المستشفيات هدومهم مقطّعة، والأهالى فوق حالة الصدمة باتوا في العراء»، في هذه اللحظة، كان فريق متطوعى الهلال الأحمر من العريش والإسماعيلية حاضرًا لتوفير كسوة للجرحى، وتجهيز المستشفيات بالنواقص الطبية.

«حالة من إنكار الواقع ولوم الذات والبكاء الهستيرى»، بهذه الكلمات تصف نائب الأمين العام للهلال الأحمر حالة الأهالى تحت تأثير الصدمة، الأمر الذي بدأت فرق المتطوعين في التعامُل معه بأنماط إسعاف أولية نفسية.

وتُجمل «حفنى» أشكال الدعم النفسى المُقدمة على أرض الواقع على النحو التالى «دعم ومواساة غير المتقبلين والتعامُل مع الأفكار السوداوية وتقديم حلول عملية». لم تتوقف أنماط دعم المتطوعين عند هذا الحد، فبحسب حفنى، ساعد المتطوعون الأهالى في تخطى المواقف الصعبة مثل التعرف على جثامين الضحايا واستخراج تصاريح الدفن، فيما يأتى الدور على مرحلة دعم نفسى أخرى للمتطوعين ذاتهم «بنقوم بعملية تفريغ نفسى للمتطوعين من المشاهد والقصص اللى سمعوها، عشان يقدروا يواصلوا ويقدموا الخدمة في الميدان،».

ورغم جهود المتطوعين المُدربين، لا تغفل «حفنى» جهود الأهالى في الغوث والنجدة «فى أي حادث»، والذين كانت تلزمهُم آلية توصيل سريعة لإيصال المساعدات والتبرُع بالدم، لتتجاوب شركة خاصة مع الأمر، بتوصيلات مجانية من وإلى مستشفيات الإسماعيلية العسكرى، وهيئة قناة السويس، وبورسعيد العسكرى، وبورسعيد العام، المستقبلة للمتبرعين على مدار يومين.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية