قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن تكلفة الدمار الذى صاحب النزاعات والحروب الأهلية التى اندلعت منذ 2011 تجاوزت 640 مليار دولار، وبالرغم أن البلدان التى تدور فيها النزاعات هى التى تدفع الثمن الأكبر، إلا أن الخسارة الاقتصادية تشمل المنطقة بأسرها.
أضاف أن استمرار النزاعات يغطى المنطقة كلها بسحابة من الغموض وانعدام اليقين بما يؤدى حتماً إلى تباطؤ النشاط الاقتصادى وتراجعه.
وأكد أن التكلفة المقدرة لعملية إعادة إعمار المناطق التى خربت وهدمت تتجاوز التريليون دولار، مما يعطى انطباع عن جسامة المهمة وخطورتها، وطبيعتها طويلة المدى، مضيفاً أن الانخراط فى جهد بهذا الحجم يتطلب تخطيطاً علمياً يبدأ من الآن، وعملاً مؤسسياً يضم خيرة الخبرات والكفاءات سواء من داخل العالم العربى، أو من العقول المهاجرة للخارج.
وأوضح أن الخروج من الأزمة لن يكون إلا بتكاتف المنطقة كلها، مضيفاً أنه يلمس رغبة واضحة لدى قطاع الأعمال والمستثمرين والشركات للانخراط فى جهود جادة لإعادة الإعمار، ويأمل ألا تكون هذه الجهود عشوائية أو تنافسية، بل تكاملية وتعاونية.
ودعا القطاع المصرفى فى العالم العربى لابتكار آليات تمويلية جديدة تلائم هذا الظرف الاستثنائى، لاقتناص الفرص القائمة وعدم السماح للآخرين من خارج العالم العربى بالاستفادة وتحقيق المكاسب، مطالباً بمنظومة تنموية متكاملة تضع الإنسان فى القلب منها، وخاصة أن تعمير البلدان لا يكفى من دون تنمية الإنسان.
ولفت إلى احتضان الجامعة العربية لمشروع التكامل الاقتصادى، الذى جاء تنفيذه بخطوات بسيطة متدرجة مثل ربط الدول العربية بشبكات سكك حديدية أو مشروعات الربط الكهربائى أو المبادرات الأخرى التى تهدف إلى توحيد معايير بيئة الأعمال فى العالم العربى مثل الاتفاقية الموحدة لاستثمار رؤوس الأموال العربية، وشدد على أهمية التخلص من داعش لاستقرار المنطقة.