فى حين يستعد المصريون للانتخابات البرلمانية، اختارت تونس «الدستور أولاً». وفى هذا السبيل، أنجزت أول اقتراع لمجلس وطنى تأسيسى منذ اندلاع الثورات العربية لتسبق نظيرتها المصرية بخطوة على طريق كتابة دستور جديد للبلاد.
ورداً على سؤال لـ«المصرى اليوم» حول أسباب حلول الحركات الإسلامية محل الليبرالية فى عدد من الدول العربية، قال راشد الغنوشى رئيس حركة النهضة الإسلامية: «هذه الشعوب ملت من القديم وتريد أن تجرب الجديد».
أما العجمى لوريمى، السجين السياسى، عضو المكتب السياسى للحركة، فجاء رده مغايرا وأكثر تعزيزا لموقف الإسلاميين، حيث قال إن «حركة النهضة أقرب الأحزاب إلى نبض الشارع وأكثر الأطراف السياسية إحساسا بشواغل المواطنين، وهى حركة لها رصيد من الثقة والشرعية كما برهنت بعد 14 يناير على التزامها التوافق ورفضها الإقصاء واحترامها التعاهدات، وبرهنت عن واقعية على مستوى خطابها السياسى وبرنامجها وخطها المتسم بالزيدية بالاعتدال». وعن سر النجاح الكبير الذى حققته النهضة أمام الأحزاب الأخرى، أكد العجمى أن الحملة الانتخابية لم تكن العامل الحاسم فى فوز حركة النهضة، مضيفاً: «يمكن أن نجزم أن حركة النهضة حاولت الوصول إلى كل بيت بما فى ذلك أعماق الأرياف كما أنها منذ اليوم الأول التزمت بالقانون الذى كاد يخنق الحملة الانتخابية.
وعن ملامح المجلس التأسيسى بأغلبية دينية، قال العجمى: «الخشية كانت أن تفرز الانتخابات مجلسا يضم فسيفساء من الأحزاب والقوائم المتنافرة التى لا يجمع بينها أى قاسم مشترك ويصعب معها التوافق أو اتخاذ قرار. الآن سيكون المجلس التأسيسى أكثر تفاعلا بين مكوناته. نحن كحركة نهضة نؤكد أننا ينبغى أن نقرر دستورا بمرجعية ثورية، أى أن يعبر عن القيم التى دافع وضحى من أجلها الشعب ومنها العزة والكرامة والحرية والعدالة والتضامن.
الدكتور عدنان منصر، مؤرخ ومحلل سياسى، وهو مرشح ضمن قائمة مستقلة علق لـ«المصرى اليوم» عن عدم قبول بعض النخب العلمانية بنتائج الانتخابات بقوله: «حان الوقت لأن يعود البعض لدراسة الحركات الإسلامية من أجل فهم الفروقات بين الحساسيات المختلفة والتطورات التى حصلت. البعض لايزال يستعمل قواميس الخمسينيات والستينيات، لفهم ظاهرة شهدت تغييرات كبيرة شكلا ومضمونا منذ ذلك الزمن. الفهم بداية الفعل، بعض كبار رؤوس العلمانيين لايزالون يخلطون فى حديثهم بين السلفية والصوفية والأحزاب الإسلامية، وعندما تشير إليهم أن الأمر أكثر تعقيدا يجيبونك بأنها جميعها إسلامية، وهذا يكفى، عفوا لكن ذلك لا يكفى».