فكرة تصوير رأى سياسى يحرك ويؤثر فى الرأى العام فكرة عالمية «دون فوت» «done vote»، وتتم على أعلى مستوى من الحرفية فى دول العالم المتقدمة فى أوقات الانتخابات أو المراحل السياسية والاجتماعية المهمة.. وكان فيديو «قولا لأ لتعديل الدستور» أول فيديو مصرى يتم تصويره من أجل الإدلاء برأى سياسى.. وكانت الفكرة فى البداية لدى السيناريست والمخرج محمد دياب والإعلامى شادى شريف، وظهر الفيديو قوياً للدرجة التى جعلت الاتهامات تتوالى على صناعه من جهات متعددة أهمها موقع الإخوان المسلمين الذى أكد أن الفيديو صنع بأموال أجنبية وبالتحديد أمريكية، وأنه امتداد للتعاون مع الأجندات الخارجية.
محمد دياب وشادى شريف صاحبا فكرة الفيديو تحدثا لـ«المصرى اليوم» عن هذا العمل وتفاصيل صنعه. دياب قال: طرح على شادى الفكرة قبل الاستفتاء على تعديل الدستور بحوالى خمسة أيام، وتحمسنا جداً لتنفيذ المشروع لكن كانت المشكلة المادية هى الأهم بالنسبة لنا، ونحتاج أيضا كاميرات واستديو.. وبمجرد أن اتصلت وشادى ببعض السياسيين والنجوم فوجئنا بالحماس الشديد من الجميع عمرو موسى ومحمد البرادعى وعمرو حمزاوى ومعز مسعود وبسمة وأحمد حلمى ومنى زكى وباقى المشاركين، وعلى الفور اتصلنا بصديقنا المخرج محمد شاكر الذى تبرع بإخراجه للعمل بالكامل..وكذلك المونتير عمرو صلاح.. واستعرنا كاميرتين بسيطتين جدا دون أجر أيضاً من بعض أصدقائنا وتم التصوير فى 24 ساعة فقط.. وكل ما تكلفه الفيديو إيجار وحدة إضاءة ليلية لم تتعد 500 جنيه فقط.. لدرجة أننا لم نستطع إيجار معدات صوت وصورنا وسجلنا بأدوات بسيطة، لذلك خرج صوت بعض الضيوف ضعيفاً جدا وبه كثير من العيوب.. ولجأنا إلى استخدام الصورة الأبيض والأسود حتى نخرج من مأزق عيب الصورة، وما أزعجنا فعلاً هو ذلك الهجوم الذى وجدناه جاهزاً ومغلفاً بلهجة التخوين والعمالة والتمويل الأجنبى لكن اعتذار مرشد الإخوان كان لفتة متحضرة وراقية.
وقال شادى شريف: بعد أن انتهينا من التصوير والمونتاج كانت أمامنا مشكلة الإعلان عبر الصحف والمجلات ورغم أننا لم نصرف إلا حوالى 500 جنيه فى تصوير كل الضيوف فإننا حصلنا على تبرعات من بعض أصدقائنا المؤيدين لكلمة «لا» والمعارضين لترقيع الدستور وتراوحت التبرعات من ألف جنيه إلى عشرة آلاف جنيه، ولم يدفع أى ضيف مليماً واحداً فى دعم الفيديو لكن يحسب لهم أنهم تحمسوا وصوروا فى زمن قياسى ولم يعترضوا على مستوى الكاميرات أو الصوت أو الإضاءة.