أجرت شبكة «سي إن إن» الأمريكية، لقاء مع رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، ابن الملك بن سلمان، تحدث من خلاله عن نظام التأشيرة المقررة للسياح الأجانب لدخول المملكة 2018 واستعدادات المملكة في هذا الصدد.
وأكد «سلطان بن سلمان» أن المملكة العربية السعودية شهدت تغيرات جذرية في تدفق السياح الأجانب إلى المملكة، مشيرًا خلال لقائه مع «سي إن إن» مع الإعلامي ريتشارد كويست في برنامج «كويست اكسبريس»، إلى أن المنطقة تشهد تغيرات كبيرة من حيث الاهتمام بالسياح خاصة منطقة الخليج العربي.
وتحدث الأمير عن فتح التأشيرة السياحية إلى المملكة في عام ٢٠١٨، وقال: «المملكة العربية السعودية لديها تدفق كبير في أعداد السياح خلال الأربع سنوات الأخيرة مقارنة بالسنوات التي سبقتها، وقد قامت المملكة بتخفيف القيود على دخول السياح الأجانب إليها، وذلك من خلال نظام تأشيرة السياح والتوسع في رحلات الطيران المباشر إلى المملكة وكذلك زيادة أعداد الفنادق، فنحن نرغب في أن يستمتع السياح بأوقاتهم في بلدنا.
وتابع: «الإجراءات التي اتخذتها المملكة لسهولة تدفق السياح، وهي نظام الترانزيت وتنظيم عملية وصول ومغادرة الطائرات الذي تم إنشاؤه عبر المملكة بالإضافة إلى البنية التحتية السليمة من تقديم خدمات على أعلى كفاءة وكذلك الفنادق ونظام الاستقبال وشبكة المواصلات، وهي الإجراءات التي جعلت السياح منبهرين مما شاهدوه من تغيرات جذرية بالمملكة خلال الفترة الأخيرة».
وقال الأمير إنه يعتقد أن المملكة ستكون الوجهة المفضلة للسياح خلال الفترة المقبلة، مضيفاً أنه ستكون هناك تسهيلات في منح التأشيرة عبر الإنترنت، مشيرًا إلى أن المملكة العربية السعودية في الوقت الراهن لديها الكوادر الوطنية المدربة التي تستوعب التغييرات المستقبلية في قطاع السياحة وافضل بكثير مما كان عليه الحال في السابق.
وأثنى الأمير سلطان بن سلمان آل سعود على مجهودات السعودية في مكافحة الفساد، وقال ردًا على سؤال حول الاعتقالات التي شهدتها المملكة وطالت كبار المسؤولين والأمراء: «لا أعرف أكثر مما تسمعه في وسائل الإعلام.. لكننا تعلمنا من والدي (الملك سلمان) الحزم ضد الفساد».
وقال سلطان: «تعلمنا من والدي الملك سلمان، الذي كان حازمًا ضد الفساد، ألا نكتفي بمكافحة الفساد لكن أن نمنع حدوثه من الأساس».
ورفض «سلطان» التعليق على ما يتردد في وسائل الاعلام حول حملة الاعتقالات في السعودية، وقال: «لن أعلق على كلام المعلقين في الإعلام، لأن الناس تبدأ التخمين من هذه النقطة».
وأضاف: «لذا سأعود لأقول ما كنت أود أن أقوله وهو أن الحكومة هذه الأيام تقوم بالعديد من الأمور كي تضمن أن يتسم مجال الأعمال وإبرام الصفقات في هذه الحكومة بالشفافية».
وأشار الأمير سلطان إلى أن بلاده شهدت العديد من مراحل التحول عبر تاريخها، مضيفا: «نحن مبرمجون جينيًا على قبول التغيير وتنفيذه، والحفاظ على الأوضاع مستقرة».
وأكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في السعودية، أن كون 70% من السعوديين من الشباب هو فرصة عظيمة، وقال: «أعتقد أن السعى للتغيير من أجل التغيير فقط قد يتحول إلى أمر خطير، علينا أن ننظر إلى التغيير الذي يحقق الاستقرار الاقتصادي».
وشدد الأمير السعودي، الذي كان أول رائد فضاء عربي خلال رحلة مع وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، على أن السعودية «لم تكن أبدا دولة راكدة، والملك عبدالعزيز المؤسس هدم أرضيات واتفاقيات كانت مرفوضة من الناس، وسعى إلى احتواء الجميع منذ عام 1902».
وفيما يتعلق برؤية 2030 الاقتصادية، قال الأمير سلطان، إنها «وسيلة جيدة لوضع كل الأمور مع بعضها، وإدارتها بشكل جيد لأخذ هذه البلاد في اتجاه التعافي الاقتصادي»، وأضاف: «هنا في بلدنا أينما ستحفر ستجد الثروة، والآن نحن نحاول إدارة تلك الثروات».
وأوضح «سلطان» أنه على المملكة أن تركز على إدارة عائدات النفط، وتوجيهها إلى التعليم، وقال: «أؤمن بأن التعليم وحده ليس كافيا لكن يجب أن تُبقى الناس متجذرين في بلدهم، كي يعرفوا إلى أين يمكن أن يذهبوا، وهنا نحن نريد أن نأخذهم إلى تحقيق التغيير».
وأشار الأمير السعودي إلى أن «الناس هم أكبر وأهم سندات تلك البلاد»، وأضاف: «لا أقول الشباب أو كبار السن.. أقول كل الناس»، مضيفًا أنه عمل خلال السنوات الثلاث الماضية مع مجموعات عظيمة من السيدات.