x

ياسر أيوب القاهرة والجودو وقواعد الحياة والحرب ياسر أيوب السبت 18-11-2017 21:50


بعد كل هذه السنين.. لايزال الجودو فى مصر مجرد لعبة ولم ينل ما يستحقه من اهتمام وفهم واحترام كاف لمعناه وفلسفته وقواعده.. وأهم تلك القواعد التى تأسس بها وعليها الجودو فى اليابان منذ مائة وخمسة وثلاثين عاما هى كيف تحقق أكبر انتصار ممكن بأقل جهد مبذول.. وكتاب سياسيون ورياضيون كبار أدركوا أن الجودو هو أكثر لعبة فى العالم تتضمن التجسيد الحقيقى لما نادى به المفكر والفيلسوف الصينى القديم.. صن تسو.. الذى أكد فى كتابه الشهير جدا بعنوان فن الحرب أنه من المهم جدا أن تهزم عدوك قبل أن يبدأ بينكما أى قتال.. أى تهزمه أولا بأنك لست خائفا منه وثقتك فى نفسك وقدرتك على تحقيق انتصار تؤمن فى داخلك بأنك تستحقه ولست فقط تحتاجه أو تريده.. ومنذ أيام قليلة كان رجل الإدارة والاقتصاد وأحد خبراء الأمن القومى الأمريكى.. ستانلى ويس.. يحلل العلاقة بين واشنطن وموسكو أو بين ترامب وبوتين وفقا لقواعد الجودو.. ونشر ستانلى رؤيته بعنوان كيف يمكن لترامب أن يهزم بوتين فى الجودو السياسى الجغرافى.. فبوتين حتى الآن هو الذى يربح دائما وبأقل قدر من الجهد.. وبعيدا عن رئاسته لروسيا يبقى بوتين أحد أبطال العالم فى الجودو.. وحكى لى ماريوس فايزر، رئيس الاتحاد الدولى للجودو، كثيرا عن غرام بوتين بالجودو، وأنه حتى الآن لايزال يمارس اللعبة كل أسبوع ملتزما بقواعدها وأفكارها.. وحين اختارنى ماريوس فايزر فى بودابست لتولى مسؤولية برنامج جودو من أجل السلام وهو لايزال رئيسا للاتحاد الأوروبى للجودو.. ثم انتقلت معه بنفس البرنامج والمسؤولية للاتحاد الدولى بعد فوز ماريوس برئاسته.. كان ماريوس يحكى لى كثيرا عن الجودو وعن أمنيته بأن يمتد برنامج الجودو من أجل السلام لمنطقة الشرق الأوسط.. ولهذا كان ماريوس سعيدا جدا بنجاح مطيع فخر الدين رئيسا للاتحاد المصرى للجودو منذ أيام.. فمطيع كان أحد المقتنعين بهذا البرنامج وأحد أشد المتحمسين له أيضا.. كما أن هناك بين الرجلين صداقة الود والاحترام منذ انتخابات الاتحاد الدولى للجودو التى أقيمت فى الماضى فى القاهرة وكان مطيع هو مسؤول الجودو الوحيد فى مصر الذى بقى يؤيد ماريوس رغم خسارته لهذه الانتخابات.. ولهذا جاء الوقت الذى تتلاقى فيه رؤية رئيس للاتحاد الدولى للجودو مع اقتناع وحماسة رئيس الاتحاد المصرى لتصبح القاهرة هى المركز الإقليمى للجودو من أجل السلام فى الشرق الأوسط.. ولكى تقوم القاهرة بتأسيس مراكز للجودو للأطفال والصغار فى مختلف المدن العربية التى يواجه صغارها طول الوقت الخوف والألم والحرمان مع إمكانات جديدة يمنحها الاتحاد الدولى لمصر من أجل أن تصبح صاحبة بطولات أكثر ونجاحات كبيرة فى الجودو كلعبة وكفلسفة أيضا.. والذى أعرفه عن مطيع فخر الدين أنه يريد ذلك ويقدر عليه أيضا هو ومجلس إدارة جديد للاتحاد المصرى.. فمطيع ومن معه لن يديروا الاتحاد كمجرد مباريات ومعسكرات وبطولات إنما قد تتغير معهم كل قواعد ومفاهيم اللعبة فى مصر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية