«الحركة بطيئة وما فى بيع ولا شرا».. هكذا عبر التجار بـ«سوق المنامة»، التى تقع فى قلب العاصمة البحرينية، وتعد من أكبر الأسواق الشعبية فى الخليج ككل، عن حالهم بعد اندلاع الاحتجاجات فى 14 فبراير الماضى والتى تطالب بإصلاحات سياسية واقتصادية على رأسها تغيير الحكومة والتحول إلى النظام الملكى الدستورى. وعلى الرغم من تعدد المجمعات التجارية وتنوع البضائع التى تعرضها ما بين مشغولات ذهبية وملابس وأحذية وحلوى وبهارات وأجهزة إلكترونية وأدوات منزلية، فضلاً عن المقاهى التى تقدم المشروبات الشعبية والوجبات الخفيفة للمتسوقين، كانت الحركة داخل السوق، وعلى عكس المتوقع، بسيطة جداً، فلم يعد الناس يقبلون على الشراء والترفيه بعد الأحداث التى تمر بها البلاد، وفقاً لما أوضحه الباعة. ففى «مدينة الذهب»، التى تضم عدداً من المحال التى تبيع المشغولات الذهبية، جلس إبراهيم محمد الجلابى، صاحب أحد المحال، ينتظر دخول أى زبون، وقال لـ«المصرى اليوم» شاكياً من حالة الكساد التى تعانيها السوق «حركة الشراء تكاد تكون منعدمة، فالناس يفضلون العودة إلى منازلهم مباشرة بعد أوقات العمل خوفاً من حدوث أى مشكلة فجأة.. الشوارع هنا لم تعد آمنه كما سبق»، وتحدث الجلابى عن تميز البحرين فى سوق الذهب قائلاً «كنا نشترى الذهب خاماً ونصنعه هنا فى المملكة، ولذلك فنحن مميزون فى ذلك، وكان الزوار العرب والأجانب يحرصون على دخول السوق وزيارة مدينة الذهب لشراء الهدايا، ولكن بعد الأحداث الأخيرة لم يعد هناك زوار ولا سياح، الكل هرب واكتفى بما عنده وهذا أثر على مبيعاتنا وتوقفت تقريبا صناعة الذهب». ولخص الحال فى سوق المنامة بشكل عام بقوله «تجار كثيرون أغلقوا محالهم لأنهم يتحلمون تكاليف دون أى دخل.. ويتساوى فى ذلك تاجر الذهب وتاجر البهارات فالكل فى السوق يشعر بالأزمة». وفى أحد المقاهى بالسوق، قالت فتاة تدعى عائشة السلماوى (22 سنة) «سوق المنامة كانت مشهورة بازدحامها، فزوارها من كل الجنسيات لشهرتها العالمية بسبب تنوع محلاتها وبضائعها بالإضافة إلى أسعارها المتوسطة التى تناسب كل الفئات، كما أنها تشتهر ببيع العباءات الخليجية وأدوات الشيشة، وهى من المنتجات التى تلقى قبولاً عند زوار المملكة، لكن الآن اختفى السياح من البحرين، كما أن بعض الناس تركوا أشغالهم إثر تسريح العمالة فى كثير من المناطق بسبب الكساد الذى يضرب كل القطاعات، واقتصرت المشتريات نتيجة لذلك على الأغراض الأساسية، فسوق الخضروات والأطعمة هى السوق الوحيدة التى تعمل ولكن للأسف أصبحت أسعارها مرتفعة بسبب زيادة الطلب ونقص المعروض بفعل توقف الاستيراد».