x

أزمة فساد مونديال قطر مستمرّة: الكشف عن رشوة جديد لمسؤول في «فيفا»

الخميس 16-11-2017 20:40 | كتب: بوابة الاخبار |
مونديال قطر 2022 - صورة أرشيفية مونديال قطر 2022 - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

نشرت صحيفة «الجارديان» البريطانية، تقريراً حول حصول مسؤول كبير في الفيفا على رشاوي لا تقل قيمتها عن مليون دولار أمريكي من أجل التصويت لملف قطر لاستضافة كأس العالم 2022، حسب إفادة شاهد في المحكمة يوم الثلاثاء، كجزء من التحقيق الموسع في الفساد في فيفا.

المسؤول الكبير الذي ورد اسمه في محكمة بمدينة نيويورك، هو الراحل خوليو غروندونا، نائب رئيس الفيفا ورئيس الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم حتى وفاته عام 2014، أما الشاهد فهو أليخاندرو بورزاكو، وهو مدير تسويق رياضي أرجنتيني سابق في شركة «تورنيوس» التي تبث بطولات كبرى في أميركا الجنوبية.

وحسب الصحيفة البريطانية، تحدث بورزاكو أمام المحكمة، قائلا إن غروندونا أبلغه أنه تلقى الأموال مقابل الحصول على صوته، في التصويت الذي جرى عام 2010 ومنح قطر حق استضافة البطولة.

وتم إجراء التصويت على أربع مراحل، بين أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا وعددهم 22، في عملية شابتها شبهات فساد وجرت بشأنها تحقيقات جنائية.

بورزاكو، اعترف فعلياً بدوره في تسليم ملايين الدولارات كرشاوى لمسؤولين كبار في اتحادات الكرة بأميركا الجنوبية، في قضايا متعلقة بحقوق بث بطولات كبرى في أميركا الجنوبية. وأقر أنه «بينما كان يحضر لرشوة بقيمة مليون دولار لغروندونا ومليون آخر لمسؤول كبير هو البرازيلي ريكاردو تيكسيرا، أبلغه الأول أنه تلقى رشوة بالفعل مقابل صوته في سباق استضافة مونديال 2022».

وقال بورزاكو إنه دبر دفع 15 مليون دولار رشاوى من أجل الظفر بحقوق بث بطولة «كوبا أميركا»، التي شهدت سابقاً منافسة شرسة شركات النقل التلفزيوني.

وأضاف أن غروندونا طلب منه في يناير 2011 أن يعطيه رشوة بقيمة مليون دولار، كان من المفترض تقديمها إلى تيكسيرا مقابل حقوق بث «كوبا أميركا»، لأن الأخير كان مديناً لغروندونا بهذا المبلغ منذ التصويت على مونديال 2022 الذي استقر في قطر، حسب شهادة الأرجنتيني.

وفي 2010، كان بورزاكو يرافق غروندونا وتيكسيرا ورئيس اتحاد أميركا الجنوبية آنذاك نيكول لويز إلى زيورخ، من أجل التصويت على البلد الذي سيستضيف مونديال 2022، وعرف نواياهم جميعاً بدعم قطر، حسبما اعترف قائلاً: «الأمر لم يكن سراً».

وقال بورزاكو إن غروندونا لم يخبره شيئاً بشأن إجمال الأموال التي تلقاها مقابل التصويت لقطر أو مصدر هذه الأموال، لكنه قال إنه شاهد «مشادة» بين غروندونا ومسؤولين قطريين في حدث تابع للفيفا بعد أشهر من التصويت، حيث ورد اسم المسؤول الأرجنتيني في قضايا فساد بعدة تقارير صحافية. وأوضح: «غروندونا قال لهم (المسؤولون القطريون): ستدفعون لي 80 مليون دولار أو تقرون أنكم لم تدفعوا شيئاً».

وفي يناير 2011، أبلغ غروندونا، بورزاكو أن يعطيه المليون دولار الخاصة بتيكسيرا بشأن أميركا الجنوبية، والتي يدين بها البرازيلي لغروندونا بعد تصويته لصالح استضافة قطر للمونديال.

واعترف بورزاكو، الرئيس السابق في شركة «تورنيوس أي كومبتنسياس» في محكمة فيدرالية في نيويورك، بدفع ملايين الدولارات لمسؤولي اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم (كونميبول)، لأكثر من عقد من الزمن لضمان حقوق بث أبرز بطولات كرة القدم.

ويروي بورزاكو أنه وخلال التصويت، أبلغه غروندونا بأن ليوز قد صوت في البداية لصالح اليابان ثم كوريا الجنوبية، وخلال استراحة أخذه غروندونا وتيكسيرا جانباً، وسألاه: «ماذا تفعل؟ هل أنت الوحيد الذي لم تصوت لقطر؟». وحينما عاد المسؤولون الثلاثة إلى التصويت، دعم ليوز قطر، بحسب بورزاكو.

ويخضع مسؤولون سابقون في الفيفا حالياً للمحاكمة، في قضية فساد كبرى انفجرت عام 2015، أوقف على إثرها لاحقاً الرئيس السابق للاتحاد جوزيف بلاتر، ورئيس الاتحاد الدولي ميشيل بلاتيني.

عندما بدأ شهادته صباح يوم الثلاثاء، طُلب من بورزاكو أن يشير إلى الثلاثة المُدّعى عليهم في قاعة المحكمة بينما يشهد بأنه قدم الرشوة لهم جميعاً.

ويصف الشاهد سلسلة من اللقاءات في فنادق ومطاعم في بيونس آيرس بدأت منذ عام 2012 ساهم فيها بإبرام صفقات لرشاوى سنوية تقدر بأكثر من مليون لمارين، الذي استبدل تيكسيرا كرئيس للاتحاد البرازيلي لكرة القدم، وبورغا الرئيس السابق لاتحاد البيرو لكرة القدم، ونابوت، الرئيس السابق لاتحاد باراغواي لكرة القدم.

ويقول بورزاكو أنه بعد أحد اللقاءات التي تمت فيها ترتيبات لتحويل جزء من رشوة بقيمة 2 مليون دولار لمارين، قام مارين «باحتضاني وعبر لي عن امتنانه.» وفي لقاءٍ آخر، يقول بورزاكو أن بورغا «أخبرني بأنه كان سعيدًا لاستلامه الرشاوي.»

وبعد اتهامه في عام 2015 – بعد مداهمة صباحية تمت في أحد الفنادق في زيورخ – اعترف بورزاكو بأنه ذهب ليختبئ لمدة قصيرة قبل أن يقرر بأن يُسلم نفسه وأن يتعاون.

ويقول بورزاكو حول ذلك القرار: «قلت (لنفسي)، إليخاندرو، اذهب إلى الولايات المتحدة وواجه العدالة. تحمل المسؤولية.»

ويدعي المسؤول التنفيذي السابق في التسويق كذلك بأن عددًا من القنوات الناقلة في المنطقة وأكثرها شهرة ممن كان لديه شراكة معها قد دفعت رشاوي لمسؤولين في كرة القدم لتأمين حقوق بث المباريات. ومن ضمن ذلك قناة فوكس سبورت، التي لديها شراكة مع بورزاكو في شركة تي ان تي سبورتس ماركتينغ، التي تملك حقوق بث كوبا ليبرتادوريس. وتملك فوكس 75% من الحصص في تي ان تي منذ عام 2005، وفقًا لبورزاكو.

وقُدم للمحكمة عقدٌ مزيف كتبته شركة تي ان تي سبورتس ووقع عليه جيمس غانلي كبير مسؤولي التشغيل السابق في فوكس بان اميركان سبورت، والذي يقول بورزاكو عنها أنت تم إنشائها لدفع رشاوي بقيمة 3،7 مليون لمسؤولي الاتحادي الامريكي الجنوبي لكرة القدم كي يضمنوا بقاء حقوق بث البطولة.

لكن شركة فوكس سبورتس تنفي بأن الشركة كان لديها علم بوجود رشاوي أو بأنها وافقت على إعطائها، حيث قالت في بيانٍ صدر عنها: «فوكس سبورتس لا تسيطر على عمليات الجهة التي كان يديرها بورزاكو. الجهة التي كان يديرها بورزاكو كانت متفرعة من فوكس بان اميريكان سبورتس، التي في عام 2008، في وقت العقد المذكور، كانت تملك غالبية حصصها شركة مالية خاصة وكانت تتحكم بالعمليات والإدارة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية