خيّم الهدوء على منطقة إسكان بيت العائلة بمنطقة المستقبل بمدينة 6 أكتوبر، بعد ليلة طويلة من الكر والفر بين البلطجية والمتعدين على الشقق وبين قوات الجيش والشرطة، التى نجحت فى إخلاء المنطقة من البلطجية والمواطنين الذين استولوا على 890 شقة، ولم يتبق سوى 6 سيارات أمن مركزى مصفحة، ومدرعة وحيدة و10 سيارات شرطة صغيرة، ويوجد بها 400 فرد شرطة وجيش لتأمين الشقق، ومنع البلطجية من الاقتراب منها مجددا، بعد تسليمها إلى أمن شركة المقاولون العرب المسؤولة عن الشقق رغم الانتهاء من تشطيبها منذ أكثر من عام ونصف العام.
من جانبه، قال مصدر أمنى، رفض الإفصاح عن اسمه، إن قوات الشرطة والجيش نجحت بالتعاون مع اللجان الشعبية فى المنطقة فى إخراج البلطجية والمواطنين الذين توافدوا من العشوائيات للاستيلاء على الشقق. وأضاف: ما قامت به اللجان الشعبية فى بداية الأمر ساهم بشكل كبير فى تسهيل المسؤولية على قوات الأمن، إذ أقنعوا عددا كبيرا منهم بالخروج واستجاب نصفهم ولم يستجب النصف الآخر، وهم الذين تم إخراجهم بالقوة.
وأكد المصدر أن تواجد قوات الشرطة والجيش فى اليوم الثانى يأتى لحماية المنطقة وتأمينها من عدم اقتحام الشقق مرة أخرى، خاصة بعد أن أصر عدد كبير من المواطنين على فرش أمتعتهم فى المنطقة المجاورة استعدادا للعودة لاقتحامها مرة أخرى.
وقال المصدر: لاتزال حملة قوات الأمن مستمرة على المناطق المجاورة لمشروع بيت العائلة، التى استولى عليها البلطجية أيضا وهى مشروع تجمع الشباب، ومنطقة 103 وغيرهما من المناطق الأخرى، لإخلائها وتسليمها لشركة المقاولون العرب.
من جانبه، قال وليد الشرقاوى، مدير أمن بشركة المقاولون العرب: قمنا بتسلم الشقق من قوات الأمن بعد أن تم تحريرها من البلطجية ومواطنى العشوائيات، وأضاف: نشكر قوات الأمن التى أعادت لنا الشقق بعد أن تمت سرقتها بالإكراه والقوة وتهديد السلاح من أمن منطقة بيت العائلة، لأنهم قاموا بجهد كبير لإخراجهم.
وفى سياق متصل، أمرت نيابة جنوب الجيزة الجمعة بحبس 15 متهما فى أحداث «بيت العائلة» 4 أيام على ذمة التحقيقات، وأمرت بضبط وإحضار متهمين اثنين هاربين. وأفادت التحريات والتحقيقات بأن المتهمين من مناطق إمبابة وميت عقبة واسطبل عنتر والدويقة وأعمارهم تتراوح بين 22 و 35 سنة، وأنهم استولوا على قرابة 500 شقة سكنية ومعهم آخرون فى هجوم على تلك العمارات التى لم يسكنها أصحابها بعد.
ووجهت النيابة للمتهمين عدة تهم أبرزها البلطجة ومقاومة السلطات وحيازة السلاح وقطع الطريق، واستمعت لأقوالهم، وكذلك لبعض أصحاب الشقق وبعض القيادات الأمنية الذين شاركوا فى حملة استرداد الشقق.
جرت التحقيقات بإشراف المستشار مجاهد على مجاهد، المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، وتولى التحقيق فريق من نيابة أكتوبر ترأسه محمد أبومسلم، مدير النيابة، واستدعت النيابة مسؤولين بوزارة الإسكان لسؤالهم حول العمارات والشقق وملاكها والمسؤول عن تأمينها.
وقال بيان صادر عن وزارة الداخلية، مساء الخميس، إنه شارك فى الحملة قطاع مصلحة الأمن العام وقوات الأمن المركزى بالتنسيق مع القوات المسلحة وجهاز مدينة 6 أكتوبر لإخلاء 1263 وحدة سكنية بمشروع بيت العائلة بمدينة السادس من أكتوبر استولى عليها بعض الخارجين على القانون.
وأضاف البيان: أثناء قيام الحملة بمهام عملها حاول بعض الخارجين على القانون التصدى للقوات بإطلاق الأعيرة النارية وزجاجات المولوتوف الحارقة، إلا أن القوات تمكنت من السيطرة على الموقف وضبط 15 منهم، وأكد البيان أن القوات أخلت 891 وحدة سكنية، وأنها تواصل حملتها حتى إتمام إخلاء جميع الوحدات السكنية المستولى عليها.
وقالت مصادر أمنية لـ«المصرى اليوم» إن الحملة مستمرة لاستعادة باقى الشقق وضبط المتهمين، وأنه سوف يتم توجيه حملات فى اليومين المقبلين فى الساعات الأولى من الصباح لضبط الخارجين على القانون وإعادة الحقوق لأصحابها وتسليم الشقق لملاكها، مؤكدا أن ذلك سيتم بمساعدة اللجان الشعبية للحد من الإصابات، مشيرا إلى وجود ما يقرب من 350 وحدة تحت سيطرة مجموعة من البلطجية سيتم مداهمتها قريباً.