قالت صحيفة «ألجامينير» اليهودية الأمريكية إن دعوة قطر مسؤولين عن العديد من المنظمات اليهودية الأمريكية لزيارتها هي بمثابة نموذج لمحاولات الأنظمة الدكتاتورية تحسين صورتها خارجيا باستضافة زوار أمريكيين.
وضربت الصحيفة مثالا على ذلك استقبال الدكتاتور السوفيتي الراحل جوزيف ستالين للفنانين والمثقفين الأميركيين اليساريين في العشرينات والثلاثينيات. وفي الآونة الأخيرة الزيارات التي قام بها العديد من المشاهير الأمريكيين إلى كوبا، وزيارة نجم كرة السلة السابق دنيس رودمان إلى كوريا الشمالية.
وتابعت الصحيفة أن أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني يدرك أن سياسته في تمويل الجماعات الإرهابية المعادية لإسرائيل مثل حماس تضر بصورة قطر في الولايات المتحدة. وبدلا من تغيير تلك السياسة، استعانت قطر بخبراء للعلاقات العامة اليهودية في واشنطن (بتكلفة 50 ألف دولار شهريا)، وتسعى لاستضافة اليهود في زيارة إلى الدوحة، وبالفعل نجحت في الحصول على موافقة عدد قليل منهم على الزيارة.
وقالت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية في وقت سابق من الشهر الجاري إن مجموعة مختارة من الحاخامات والقادة اليهود البارزين سافرت إلى قطر في إطار دبلوماسية عامة في ظل توتر العلاقات مع الدول الخليجية.
وأضافت الصحيفة التقرير أن الوفد يضم مناحم جيناك، الحاخام الأرثوذكسي ورئيس اتحاد اليهود الأرثوذكس بالولايات المتحدة، مشيرة إلى الناشط الجمهوري اليهودي، نيك موزين، الذي قام بترتيب هذه الرحلة
ويرأس موزين شركة علاقات عامة «ستونينغتون ستراتيجيز» تتلقى 50 ألف دولار شهريا مقابل عملها لصالح قطر. ونقلت تقارير إسرائيلية عن موزين قوله إن تحسين العلاقات بين اليهود الأمريكيين والدوحة يصب “في مصلحة” الجالية اليهودية. وأضاف أن «التواصل مع قطر لا يمكن أن يكون إلا في مصلحة الولايات المتحدة والجالية اليهودية، حيث لا يمكننا السماح بأن تكون قطر منبوذة من قبل جيرانها ودفعها إلى مجال النفوذ الإيراني».
كانت أنباء قوية ترددت عن دعوة أمير قطر لرؤساء منظمات يهودية في نيويورك في سبتمبر الماضي خلال حضوره اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» وقتها إن محاولة تواصل قطر مع الجالية اليهودية الأمريكية جاء وسط نزاعها المستمر مع السعودية ومصر والإمارات والبحرين، الدول التي قطعت علاقاتها مع الدوحة في شهر يونيو بسبب علاقة الأخيرة مع إيران ودعمها لتنظيمات إرهابية، وتدخلها المزعومة في الشؤون الداخلية للدول العربية.