«بابا الإسكندرية» لقب يطلق على رؤساء أساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية (بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية)، و«بابا» هي في الأصل كلمة قبطية تنطق «بى آبا» وتعنى الأب، ويقال إن أول من دعى بهذا اللقب هو القديس إنيانوس البطريرك الثانى لكرسى الإسكندرية الرسولى، ويقع المقر الأصلى للكرسى المرقسى في مدينة الإسكندرية إلا أنه انتقل إلى القاهرة في عصر الخلفاء الأمويين بعد دخول الإسلام مصر.
وفى عهد الوالى عبدالعزيز ويتم انتخاب بابا الإسكندرية من الرهبان، ويمكن أن يكون البابا من الأساقفة أو المطارنة، وتشترط لائحة انتخاب البابا المعمول بها حالياً فيمن يرشح للكرسى البطريركى أن يكون من الرهبان المتبتلين الذين لم يسبق لهم الزواج، ولا يقل عمره عن أربعين عاما، وتنص على إجراء قرعة هيكلية بين أول ثلاثة مرشحين في ترتيب الأصوات أما البابا شنودة الثالث فهو بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في مصر وسائر بلاد المهجر.
أما عن البابا شنودة الثالث فهو مولود يوم جمعة في الثالث من أغسطس ١٩٢٣ في قرية سلام بمحافظة أسيوط، وكان اسمه قبل الرهبنة (نظير جيد روفائيل)، وكان قد التحق بجامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليا)، في قسم التاريخ، ودرس التاريخ الفرعونى والإسلامى والحديث، وحصل على الليسانس بتقدير ممتاز عام ١٩٤٧، وفى السنة النهائية بكلية الآداب التحق بالكلية الإكليركية، وبعد تخرجه فيها بثلاث سنوات عمل مدرساً للغة العربية ومدرسا للغة الإنجليزية، كما أنه حضر دروسا في كلية اللاهوت القبطى، وكان يحب الكتابة، خاصة كتابة الشعر، وهو متميز فيه، ولقد كان ولعدة سنوات محررا ثم رئيسا للتحرير في مجلة «مدارس الأحد» وفى الوقت نفسه كان يتابع دراساته العليافى علم الآثار القديمةرسم راهباً باسم (أنطونيوس السريانى ) في يوم السبت ١٨ يوليو ١٩٥٤، ومن عام ١٩٥٦ إلى عام ١٩٦٢، عاش حياة الوحدة في مغارة نائية مكرسا وقته للتأمل والصلاة، وبعد سنة تمت سيامته قساً ثم أمضى ١٠ سنوات في الدير دون أن يغادره ثم عمل سكرتيراً خاصاً لقداسة البابا كيرلس السادس في عام ١٩٥٩.
ورُسِمَ أسقفاً للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، فلما توفى البابا كيرلس في ٩ مارس ١٩٧١ أجريت انتخابات البابا الجديد في الأربعاء ١٣ أكتوبرثم جاء حفل تتويج البابا (شنودة) للجلوس على كرسى البابوية في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة «زي النهارده» في ١٤ نوفمبر ١٩٧١ وبذلك أصبح البابا رقم (١١٧) في تاريخ البطاركة.