مبنى السفارة المصرية فى العاصمة الكندية «أوتاوا»، هو عبارة عن فيلا عادية وبلا أسوار مغلقة ولا تستطيع أن تميزها كثيراً عن البيوت القديمة فى المنطقة السكنية إلا بالعَلَم المصرى الذى يرفرف فوق واجهتها.. وللعلم، فعدد من الدول العربية، خاصة السعودية والكويت والإمارات، تمتلك مقار حديثة وفى مناطق راقية للغاية وتتوسط المقار الحكومية الرسمية.
المستشار أشرف منير، الذى استقبلنا بمقر السفارة، نظراً لوجود السفير وائل أبوالمجد فى مهمة عمل أخرى داخل كندا، أكد لنا أن المبنى ملك الحكومة المصرية منذ عام 1954، وهو كان مناسباً ومتميزاً فى هذا التوقيت.. بل كانت مصر أول دولة عربية تقيم علاقات سياسية مع كندا.. والآن هناك تفكير فى شراء مبنى آخر ليكون مقراً للسفارة التى تتواجد معظم الملحقيات خارجها. وهدف الزيارة لمقر السفارة هو الحصول على معلومات حول الجالية فى كندا وتخصصاتها، لكن لم نحصل على الكثير لافتقار السفارة لقاعدة معلومات حديثة. «لأن عدداً محدوداً من المصريين يحرصون على تسجيل البيانات هنا.. والأهم أن معظم الجالية هنا لديهم جنسية كندية وبالتالى لا يحتاجون خدماتنا».. هذا ما قاله لنا منير، لكنه أكد لنا أن عدد المصريين فى كندا يتجاوز الـ300 ألف، وهى معلومة توثقت لنا أيضاً من القنصل المصرى العام فى مونتريال أيمن مليكة وكذلك من رموز الجالية هنا.
فى المدخل الرئيسى للسفارة صالون بسيط.. حيث كانت جلستنا، وتحدثنا مع المستشار أشرف منير.. لفتت نظرنا صورة دافئة ومعبرة لشهداء الثورة تعلو أريكة تتوسط المكان وإلى جانبها دفتر أسود اللون، الصورة تحمل عنوان الصفحة التى نشرتها «المصرى اليوم» لشهداء الثورة: «الورد اللى فتح فى جناين مصر». منير قال: «فى وقت مبكر جداً وعقب قيام الثورة بأسبوعين فقط قررنا وضع هذا السجل لتلقى العزاء فى شهداء الثورة ووضعنا خلفه صورة الشهداء». وأضاف: «كندا وحكومتها اهتمت بالثورة.. ووزير خارجيتها كان من أوائل الدبلوماسيين الذين زاروا القاهرة وحرصوا على الالتقاء بالثوار فى ميدان التحرير». وأشار إلى أن أوتاوا رصدت نحو 11 مليون دولار لدعم التحول الديمقراطى فى مصر.
وحول تأثير الثورة على الجالية، قال: «السفير أبوالمجد وباقى أعضاء السفارة يبذلون جهوداً مكثفة لجمع أطياف الجالية.. الكل هنا مسلمون وأقباط تجمعوا فى اتجاه واحد.. وتلقينا طلبات عديدة تدعو للسماح للمصريين فى الخارج بحق التصويت.. والسفير يكتب توصيات للخارجية بهذا الشأن، ولكن هذا الإجراء يحتاج إلى تغيير محدد فى قانون مباشرة الحقوق السياسية».
أما مقر القنصلية المصرية فى مونتريال، فهو فى الدور الثلاثين من مبنى إدارى رائع وحديث فى قلب المدينة الأغنى والأشهر فى كندا.. وطوال الأسبوعين الأولين من الثورة، كان مئات المصريين يتظاهرون فى الشارع الرئيسى الذى تقع فيه القنصلية رغم أن درجة الحرارة فى هذا الوقت كانت تحت الصفر بـ15 درجة تقريباً، والقنصل العام أمين ملكية تسلم مهام عمله هنا قبل 4 شهور فقط، وتربطه علاقات مميزة بالجالية، واستطاع أن يجمع لنا عدداً مميزاً من العلماء ورجال الأعمال فى ندوة رائعة، لكننا سألناه عن عدم وجود صورة للشهداء فى مدخل القنصلية كالتى هى موجودة فى مقر السفارة فناقشنا الرجل فى تفاصيلها وأين يعثر عليها فى المواقع المصرية ووعدنا بتنفيذ الفكرة فوراً.