"إذا كان الشخص لا يؤمن بالعذراء ولا بشفاعتها، فالعذراء أيضا تمنعه من رؤيتها لأنه لا يستحق، فالرؤية تتعلق بالإيمان الشخصي، والشخص البسيط يستطيع أن يراها، أما المعقد فتمنعه عُقده عن الرؤي" .
بهذه الكلمات بدأ البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، حديثه عن ظهور العذراء بمناطق متعددة في القاهرة الكبرى في نفس الوقت، وأضاف :"السيدة العذراء حبيبه لنا وحبيبة لمصر، التي جاءت إليها أثناء طفولة المسيح وقضت بها ثلاث سنوات ونصف السنة، لذلك فهي تشتاق إلي مصر بين الحين والآخر، فهي باركت أرضنا ولازالت تباركها بالظهور".
وأشار البابا - خلال عظته الأسبوعية الأولي بعد عودته من رحلة العلاج بالولايات المتحدة الأمريكية، والتي خصصها كلها للحديث عن ظهور العذراء – إلى إن الأمر الذي يشغل الناس حالياً هو النور والحمام والعذراء، وقال :" نحن نعيش علي الأرض في عالم مادي ولكن هناك عالم آخر فوقنا، هذا العالم اسمه سكان السماء أو عالم النور، لأن كل ما به نور، الله نفسه نور لا يدني منه، والمسيح نور من نور، والعذراء اسمها أم النور، وهذا النور يشمل أيضا كل نفس بشرية من النفوس البارة التي صعدت السماء".
وشدد البابا علي إمكانية حدوث زيارة من العالم الآخر علي شكل نور، لذلك العذراء تظهر – حسب قوله - في شكل نور، لكن لها ملامح، إضافة إلي أن الحمام الذي يصاحب ظهورها هو حمام مضيء بنور مبهر ورائع، وليس حمام عادي من الذي يراه الناس .
وقال :"يجب علينا أن نفرح بمجيء هذه الرسالة من السماء لتفقدنا والاطمئنان علينا".
وأشار البابا إلي إمكانية ظهور العذراء في شكل حمامة لأنهم يقولون لها أثناء الصلاة، السلام عليكي أيتها الحمامة الحسنة، موضحاً أن سرب الحمام الذي يظهر معها من الممكن أن يكون بعض الأنفس البشرية البارة التي تتبعها لتحييها أثناء ظهورها.
وأكد البابا علي أن المسلمين هم من شاهدوا ظهور العذراء أولاً .وقال:" الإخوة المسلمون يؤمنون ببتولية العذراء وقدسيتها ويمجدونها أكثر من بعض البروتستانت"، موضحاً أنه لا يقصد القول بأن البروتستانت كلهم أنكروا ظهور العذراء، فمنهم – حسب قوله - من شهد بالظهور مثل راعي كنيسة قصر الدوبارة.
وأبدى البابا استيائه من محاولة البعض إنكار الظهور بطريقة نظرية،متجاهلاً في الوقت ذاته الوضع العملي المتمثل في مشاهدة عشرات الآلاف له.
وقال :"العذراء ظهرت في أماكن متعددة من قبل مثل ظهور الزيتون عام 68، وأيضا ظهرت في أسيوط بأنوار فائقة للطبيعة وظهرت فوق كنيسة بابا دبلو بالقاهرة، وكل هذه الظهورات كتب عنها تقارير حتي الظهور في الوراق صدر عنه قراراً من مطرانية الجيزة وشهد له الأنبا سيؤديوس الأسقف العام بالجيزة".
وأشار إلي ان الإنجيل لم يتحدث عن ظهور العذراء،لأنه تحدث عن القرن الأول الميلادي فقط، وظهور العذراء كان بعد ذلك وأحداث كثيرة وعجائب كثيرة لم يتحدث عنها الإنجيل ولكن تحدث عنها التاريخ.
وشدد علي أن من ينكرون المعجزات والأعاجيب، إنما ينكرون الواقع لأن الله يرسل الأعاجيب والمعجزات والظهورات، ومن ثم فمن ينكرها يتعدى على قدرة الله.
وكشف البابا في نهاية كلمته عن أنه لم يذهب الي أماكن الظهور للمشاهدة ولكنه شاهد برنامج نبض الكنيسة بقناة أغابي المسيحية، والذي رصد الأحداث كلها إضافة إلي تقرير مطرانية الجيزة عن أحداث الوراق
وقال:"رغم كل ذلك إلا إنني لازلت في مرحلة دراسة الأمر وسوف القي بيانا رسميا خلال الأسبوع المقبل، أما أنتم فاستمروا في فرحكم وتهليلكم وإيمانكم".