فى ظاهرة تعد الأولى منذ اندلاع ثورة 25 يناير، استعانت قوات الجيش والشرطة باللجان الشعبية لمدينة 6 أكتوبر، وتم منحهم أكثر من ساعة لإقناع البلطجية بإخلاء الشقق، قبل تدخل قوات الأمن المركزى والشرطة العسكرية. واستعان أعضاء اللجنة الشعبية بميكروفونات مسجد النور الذى يقع فى منطقة الفصل بين حى بيت العائلة وحى المستقبل، وطافوا المنطقة لمطالبة البلطجية بمغادرة الشقق قبل اضطرار الشرطة والجيش لاستخدام القوة، كما طالبوا سكان حى المستقبل بالرجوع إلى مساكنهم حتى تتم السيطرة على الموقف، ونجحت اللجان الشعبية فى إقناع عدد كبير من البلطجية، وأصحاب العشوائيات الذين استولوا على الشقق، مستخدمين فى ذلك النصائح الدينية.
وأكد نصر عبدالصادق الذى يسكن فى الحى المقابل، المشروع الاستثمارى لبيت العائلة، أنه تعود أن يقضى إجازات الأعياد فى منزل العائلة بالجيزة، لكنه ألغى هو وزوجته الزيارة بسبب الأحوال التى تمر بها المدينة وخوفا من مجىء أحد البلطجية للاستيلاء على الشقة خلال فترة الإجازة.
وقال حسان مصطفى، أحد سكان المنطقة المجاورة لحى المستقبل الذى تم إقتحامه: «عشنا ثلاثة أيام فى خوف وفزع بسبب ما رأيناه من هؤلاء المواطنين، الذين أنشأوا موقفا لعربات التوك توك، واستوطنوا المنطقة وعاشوا حياة كاملة على مدار 4 أيام كاملة، فقمنا بتشكيل اللجان الشعبية مرة أخرى فى المنطقة لحمايتها، وتناوب الشباب السهرعلى مدار الأربع ليال».
من جانبها، تسلمت شركة «المقاولون العرب» المالكة لحى المستقبل، 1080 شقة من قوات الجيش والشرطة وجلبوا النجارين، وقاموا بغلق جميع الأبواب بالمسامير والقطع الخشبية، كحل سريع لإغلاق الشقق، واستمرت قوات الحى والشرطة فى حماية العمارات ومنع دخول المواطنين والبلطجية مرة أخرى، فقام المواطنون الذين احتلوا الشقق بفرش أمتعتهم، وجلسوا عليها أمام قوات الجيش والشرطة، ونظموا مظاهرة طافت الحى رافعين شعارات «سلمية»، حتى أمر مدير الأمن، اللواء عابدين يوسف، قوات الأمن المركزى بالتحرك لفض المظاهرة بالقوة، وهو ما حدث، واستعانت قوات الأمن بالقنابل المسيلة للدموع، والرصاص الصوتى لتفريق المتظاهرين.
وأكد وليد الشرقاوى، مدير أمن شركة المقاولون العرب لـ«المصرى اليوم» أنهم فوجئوا بمجموعة من المواطنين يستولون فى يومين متتالين على 2000 شقة فى حيازة شركة المقاولون العرب، وقام البلطجية، ومعهم مواطنون دون مساكن، بالاستيلاء على الشقق وقاموا بالشجار مع أمن الشركة، ورفعوا عليهم الأسلحة، فقمنا بالاتصال بقوات الشرطة والجيش، وقالوا لنا نتابع الموقف عن بعد ونعد خطة لإخلائها، وهو ما حدث.
وأضاف «الشرقاوى»: «تسلمنا الشقق بمعاونة اللجان الشعبية التى كان لها فضل كبير فى إخلاء كثير من العمارات، بالتعاون مع قوات الشرطة والجيش، ولكنهم مازالوا يحمونها حتى لا يتم اقتحامها مرة أخرى».