x

مطلقات وأرامل فى عمر الزهور يكشفن الجانب الأسود لـ«الزواج المبكر»

الأربعاء 08-11-2017 23:28 | كتب: غادة محمد الشريف |
زواج القاصرات زواج القاصرات تصوير : غادة محمد الشريف

«زوجونا مبكرا وصرنا أطفالا نحمل أطفالا فى أجنتنا وكان مصيرنا الطلاق والتشرد بدون مأوى بعد رفض أسرتنا لنا».. بهذه الجملة بدأت ميرفت عاشور 23 عاما، حديثها، وهى مطلقة منذ ثلاث سنوات، ومن إحدى قرى مركز دهشور بالجيزة، وتضيف «ميرفت»: «زوجتنى أسرتى بعقد عرفى وعمرى كان 13 عاما وزوجى كان 16 عاما، وكان يعمل مزارعا باليوم، ونظرا لصغر سننا لم نتفاهم ولم نستطع تحمل المسؤولية فتم الطلاق».

«الشبكة الدهب وفستان وفرح وكوشة وزفة ده الجواز إللى أعرفه وكنت فرحانة بيه».. كلمات رددتها ميرفت لتعبر عن جهلها بمسؤولية الزواج الذى عكفت والدتها على إقناعها به وأجبرتها على ترك التعليم من أجله، وتقول «ميرفت»: «مكنتش فاهمة يعنى إيه جواز وخلفة كنت فرحانة بالفستان والشبكة لحد ما لقيت نفسى فى حضن عيل زيى ميعرفش يعنى إيه جواز ومسؤولية وتفاهم، أهلى جوزونى فى سن صغيرة 13 سنة بعقد عرفى لأنهم كانوا عايزين يخلصوا من مسؤوليتهم عن أربع بنات أنا الكبيرة فيهم، واتجوزت وكنت فرحانة بالدهب والفستان والفرح يومين وشوفت القهر كله».

وتكمل ميرفت: «مشاكل كثيرة وضغوط نفسية اكتشفت أنى اتجوزت حما وعيلة أشتغل عندهم خدامة وفجأة حصل حمل وتعرضت للإجهاض، لأن سنى صغيرة وعندى أنيميا وجسمى متحملش وجود طفل فى بطنى، وحصلى نزيف شديد كنت هاروح فيها، وبعد سنة من الجواز حصل حمل تانى كان عندى 14 سنة لكن فى الولادة حصلى نزيف شديد وخلفت بنتى الأولى، وبعد فترة حملت فى طفلتى الثانية، والمشاكل زادت وأهل جوزى بيعذبوا فيا، شغالة خدامة وجوزى طفل زيى ميعرفش يعنى إيه خلفة ومسؤولية وكل ما أشكى ليه معاناتى يضربنى، لكن بعد جواز 6 سنين اطلقت، لأنه ضربنى بشدة وكان هيموتنى وأنا حامل فى طفلتى التانية، لأنه اتعرف على شباب بيسهر معاهم ويشربوا ممنوعات».

واصلت ميرفت حديثها وهى تبكى: «تحملت عذاب سنين، لأنى خلفت عيلين وعجزت وأنا طفلة من كثرة الهم، ودلوقتى مش لاقية مكان يؤوينا.. عايشة فى جمعية تابعة للصحة الإنجابية عشان مش لاقية مكان أروح فيه، وأهلى بعد الطلاق رافضين أرجع ليهم تانى عشان معايا عيال مش هيرضوا يصرفوا عليهم، وبدأت أحاول أتدرب فى جمعية لتنمية المرأة على أشغال الكروشيه عشان أساعد نفسى، وأصرف على عيالى، وأعلمهم ومش هاسمح أن يحصلهم اللى حصلى، ويتجوزا وهما عيال زيى، كفاية البهدلة إللى أنا فيها، وأنا عمرى 23 سنة دلوقتى، ومطلقة ومعايا بنتين إيه ذنبهم وذنبى غير إن أهلى ظلمونى بجوازة وأنا عيلة وضحكوا عليا بالفستان والشبكة والفرح».

«مجرد عرائس خشب».. بهذه الجملة وصفت أحلام يحيى محمود 18 عاماً حالها وحال كل قاصر تزوجت فى طفولتها رغما عنها فى تجاهل لمشاعرها وعدم اكتمال نموها الجسمانى والنفسى، حيث تلاعبت بها أسرتها وخدعتها بالفستان والفرح بحسب تعبيرها.

«أحلام» الفتاة العابسة بمجرد أن يقع بصرك عليها تجدها نحيلة القوام هزيلة الجسد باكية تظهر بوجهها علامات الشيب كما لو كانت فى عمر الخمسين من شدة اليأس، رغم صغر سنها، فهى تبلغ من العمر 18 عاماً، وتحمل فوق ذراعها طفلتها، فقد أصبحت مشردة ولا يوجد معها ما يثبت زواجها لكونها تزوجت قاصرا، بعقد عرفى بدون توثيق، حيث أجبرها والدها على ترك المدرسة للزواج ليتخلص من إعالتها.

وتقول أحلام: «جوزونى بدرى وطلعونى من المدرسة وبقالى 3 سنين مشردة، لأنى اجوزت وأنا عندى 14 سنة، وجوزى كان عنده 17 سنة بيشتغل عامل بناء وخلفت منه طفلة وبعدها رمانى بسبب الخلافات والمشاكل مع أسرته ومعاه، لأنه مش بيتحمل مسؤولية ومش عايز يصرف على بنتى، وحياتى بقت جحيم معاه 3 شهور فى بيته و3 غضبانة عند أهلى وده كله استمر سنة و6 شهور».

وتضيف أحلام: «أنا ضعت للأسف بقيت مطلقة فى سن صغيرة وماعنديش شهادة أشتغل وأصرف بيها على بنتى شايلة مسؤولية أكبر منى، وأنا عمرى 19 سنة والمصيبة أنى مش عارفة أوثق الجواز عشان أطلق منه، مع إنه رمى عليا اليمين بس فين الورق اللى يثبت الجواز، ورافعين دعوى نسب وبقالى كم سنة فى المحاكم مش عارفة آخد حقى وأثبت الجواز».

وتكمل: «أنا كنت هاموت فى الجوازة دى، لأنى بعد شهرين حملت وحماتى أجبرتنى أشيل أنبوبة غاز أطلع بيها للدور التانى فى البيت وحصلى إجهاض وقتها كان عمرى 14 سنة، وتم إجهاضى وبعد فترة حملت فى بنتى اللى معايا دلوقتى بس مالقتش شفقة ولا رحمة، شغل فى البيت وفى الأرض وجوزى مش متحمل مسؤولية، وكان بيضربنى لما أشتكى، حتى إن حماتى نفسها ضربتنى، لو أعرف إن هايحصل لى كده وأتشرد وأدوخ وأنا لسة عيلة مكنتش اجوزت ولا سمعت كلام أهلى وتركت المدرسة وأنا كنت فى تالتة إعدادى وقتها، بس أبويا بياع خضار طلعنى من المدرسة وجوزنى عشان يرتاح من مصاريفى ودلوقتى بقيت ضايعة لا أنا مطلقة ولا مجوزة ومش معايا شهادة أشتغل بيها».

وتضيف: «أهلى عايزين يعملوا دلوقتى نفس اللى عملوه معايا مع أختى بس أنا بنصحها متتجوزش ولا تسيب التعليم حتى لو هتشتغل وتصرف على نفسها لأن أنا لو رجع بيا الزمن كنت اشتغلت واتعلمت بدل الجوازة اللى دمرت حياتى».

لم تكن أسرة فاطمة محمد، تعلم أن موافقتها على تزويج ابنتها فى عمر 13 عاما، سيجعلها تعيش بعد ذلك فى عذاب وشقى وقهر، حيث تقول فاطمة والتى ترتدى الأسود حزنا على فراق زوجها الطفل، الذى قتل فى حادث فى عمر 18 عاما: «لا أتذكر سوى أن دخلت عليا والدتى فى ليلة وأنا ألعب بعروستى الصغيرة المكونة من القماش وقالت إيه رأيك يا فاطمة تكونى عروسة حلوة زى العروسة بتاعتك دى مفهمتش جملتها غير لما فهمتنى إنى هلبس فستان فرح وطرحة ودهب زى جارتنا اللى اتجوزت من كم يوم، بعد ما أهلها طلعوها من المدرسة واتجوزت ففرحت بعرض أمى عليا، وتركت لعبتى الصغيرة فى بيتى لأتحول أنا لعروسة لابن عمى وهو فى عمر 16 وتزوجنى فى عمر 13 عاما».

وتكمل فاطمة: «ماكنتش عارفة يعنى إيه جواز غير أنه فستان وطرحة وزفة ودهب، كنت فرحانة زى أى طفلة فرحانة بلعبة جديدة، وبعدها فوقت من الفرحة على كابوس عايشة فيه لحد دلوقتى، عشت فى بيت عيلة ظلم وقهر وشغل فى الأرض أنظف للمواشى وأشتغل فى الأرض الصبح، وبعد الظهر فى البيت ويا ريت الدنيا وقفت على حد كده لا كانت حماتى بتضربنى لو قصرت فى شغل البيت، ولحد الآن بتضرب فيا حتى بعد أن توفى جوزى اللى ما عاشرتوش غير سنة ومات فى حادث سير بعد جوازى، كنت وقتها عمرى 14 عاما، ومعايا ولد وأهلى رفضوا ياخدونى عندهم وأنا دلوقتى عايشة عند أهل جوزى غريبة ووحيدة متحملة مسؤولية أرملة وأنا عندى 17 سنة، وعلى إيدى عيل بشوف نفس المرار والقهر وأهلى نسيونى خلاص اتخلصوا منى وبيجوزوا فى إخواتى البنات بنفس الطريقة».

وتتساءل فاطمة: «أنا اتجوزت فى سن صغيرة معرفش إيه ذنبى اللى عملته فى حياتى عشان أعيش حياة ومسؤولية أنا مش أدها، أنا حتى جوازى لسه ماتمش إثباته، لأنه بعقد عرفى، لأن جوزى مات والحياة بقت صعبة جدا أدينى عايشة، وباشتغل فى بيت أهل جوزى زى الخدامين بلقمتى وماليش حد ينصفنى ولا يعطف عليا أنا وابنى وكل ده بسبب أهلى اللى جوزونى طفلة».

وتقسم فاطمة: «والله لو يرجع بيا الزمن قبل جوازى بليلة لكنت هربت من بيت أهلى قبل ما أكون فى الحياة اللى عايشها دى».

«أنا كنت فاكرة الجواز فستان فرح وعريس وخلاص بس اللى حصل غير كده».. بهذه الجملة عبرت شيماء محمد إبراهيم، 24 سنة، من قرية الزواية التابعة لمركز دهشور، ثم بكت قائلة: «أنا عجزت بدرى بعد شهر من جوازى. أهلى علمونى لحد تالتة إعدادى وفجأة خرجونى من المدرسة وجوزونى وأنا عمرى 14 سنة».

«يلا يا بنتى بلا علام ولا غيره الجواز سترة يلا اجهزى عريسك جاهز وصغير عنده 16 سنة، البت مالهاش غير بيتها وجوزها وبعدين هتلبسى فستان فرح وتقعدى فى الكوشة وتلبسى دهب» بهذه الكلمات سيطرت والدة شيماء عليها وسحرتها بفستان الزفاف والفرح فاستجابت «شيماء» اعتقادا منها أنها ستعيش حياة مرهفة ولا تعلم ما المصير الذى ينتظرها سوى بعد أن أفاقت من سحر كلمات والدتها على الحقيقة المؤلمة بمحكمة الأسرة تحاول إثبات نسب طفلها.

وتقول شيماء: «مش عارفة انسب ابنى لأبوه لأن الجواز غير موثق حتى الآن، عشان اتجوزت بعقد عرفى بقالى سنتين فى المحاكم، وكل ده لأن أنا وهو مش متفاهمين اتجوزت فى بيت عيلة وحماتى هى الراجل وهى من تتحكم فى علاقتى بجوزى وبتخليه يضربنى ويهنى وكل ما أروح أشكى لأهلى يرجعونى ليهم تانى ويقولى لى عيشى ده غير بهدلتى فى الحمل والجواز وحصلى النزيف فى الولادة كان هيموتنى لأنى ضعيفة والرحم غير مكتمل».

وتكمل شيماء: «إهانة وضرب مستمر فاض بيا، ولو رجع بيا الزمن كنت هربت من أهلى عشان ميجوزونيش بالشكل ده وأنا مش عارفة يعنى إيه جواز ومسؤولية»، مضيفة: «دلوقتى أنا فى وضع صعب مش عارف أنسب طفلى لأبوه اللى معاند معاى عشان رفضت أرجعله بعد ما فاض بيا وعشان أدخل ابنى المدرسة اضطريت أكتبه باسم أبويا وفعلا دخل المدرسة وأنا بشتغل فى أعمال منزلية عشان أصرف عليه وأبوه للأسف مش بيسأل عليه».

وتقول شيماء: «والدى وافق يكتب اسم ابنى باسمه لشعوره بالذنب إنه سبب الجوازة والظلم اللى حصلى ده بس أبو ابنى اجوز تانى وخلف بنت وولد ومش بيسأل على ابنه وبيعاقبنى عشان سبته وطلبت الطلاق ورافض يعترف بنسبه ورافض يعترف بالجواز وما فيش عقد إثبات للجواز وبقيت لا عارفة أنا متجوزة ولا مطلقة».

الحال لا يختلف كثيرا مع «ريهام ناصر»، 28 سنة، لتجد مصير غيرها من القاصرات، حيث تزوجت فى سن الـ15 عاما من رجل يكبرها بـ11 عاما وأنجبت له بنتين واستمرت معه أربع سنوات وتم الطلاق لعدم التفاهم وعدم تحملها للمسؤولية بجانب تعرضها للضرب والتعنيف، وفعلا تم الطلاق، وتقول: «معرفش يعنى إيه جواز ومسؤولية وجوزى كان دائما بيضربنى لأنه أكبر منى وبيعاملنى على إنى عيلة للمتعة فقط وراح اجوز عليا بعد ما ضربنى وعورنى فى وشى كنت هموت، فأهلى ساعدونى أطلق ورجعت عايشة معاهم لأنهم سبب الجوازة الفاشلة دى».

وتضيف ريهام: «أنا مطلقة ونفقتى 300 جنيه أنا والبنتين مع إنه دخله أكبر من كده لكن قدم ورق إنه أعمى ومش بيشتغل والمحكمة حكمت لى بنفقة 300 جنيه، يعملوا إيه فى حياة صعبة زى دى واعلم بيهم إزاى بناتى وأربيهم ولولا مساعدة أسرتى لى معرفش كان هيكون حالى إيه خاصة إنى مش معايا شهادة لكن دلوقتى بدأت أتعلم أشغال يدوية وبكمل تعليم مفتوح ومش هسمح لبناتى يحصلهم اللى حصلى».

أما «سهام. ع»، التى تزوجت فى عمر 13 عاما وهى طفلة، من طفل مثلها يدعى سيد عبد الغنى، 16 عاما، من زواية دهشور فقصتها انتهت بمأساة حيث تزوجت مبكرا ونشبت بينها وبين زوجها خلافات جراء تعاطيه بعض المواد المخدرة لتعرفه بأصدقاء السوء الذين جعلوا منه شخصا غيورا نظرا لشدة جمالها، وكانت النتيجة أن استغل أحد أصدقاء السوء كثرة الخلافات بينهم فوشى لدى زوجها أنها التقت شابا فى أحد الحقول وهو ما دفع زوجها لخنقها فجأة بعد مشادة شديدة بسبب الغيرة والشكوك فى سلوكها، وتوفيت سهام بعد ثلاث سنوات من العذاب مع الزوج ونتيجة لوفاتها تم الزج بالزوج فى السجن إلا أن أهلها يتوعدون بالثأر لها من أخيه، خاصة بعد اكتشاف أنها مظلومة وأنها ضحية الشك والغيرة، مما دفع الأم للإبلاغ عن ابنها ليتم حبسه حتى لا يتم قتله من أهل الزوجة.

وتؤكد فاطمة سالم، الشهيرة بـ«أم علاء»، أحد أقارب الزوج: «سهام كانت بريئة وطفلة لا تدرى ما هو الزواج والمسؤولية وأيضا سيد كان طفلا مدللا تعرف على أصدقاء السوء وتزوج مبكرا واعتمد على أهله فى الإنفاق على منزله فهو عاطل وهذا ما جعله ينحرف ويتعاطى مواد مخدرة مع أصدقائه بجانب أن طباعه الحادة وشدة غيرته على زوجته جعلته يشك فى تصرفاته وقتلها وهذا لأنه شخص غير مسؤول، طفل يجهل ما هو الزواج ومسؤولياته، والقضية الآن فى المحكمة وأهل الزوجة يتوعدون بالثأر رغم عرض أهل سيد عليهم فدية 150 ألف جنيه كتعويض، إلا أنهم يرفضون ويريدون الثأر لابنتهم من الزوج، وهو ما دفع والدته للإبلاغ عنه حتى تتم معاقبته بالقانون أفضل من قتله».

كانت هذه الحالات بعضا مما رصدته «المصرى اليوم» بقرى وضواحى «دهشور» وجمعيهن يلجأن للإقامة فى إحدى الجمعيات، وهى جمعية تنمية المجتمع والأسرة، التى تساعدهن على تعلم صناعات صغيرة لإعالتهن وإعالة أسرهن بجانب توعيتهن لمنع تكرار ما حدث معهن مع أقاربهن أو بناتهن حتى يكن عبرة لغيرهن.

يقول أشرف منسى، مدير تنفيذى لجمعية تنمية المجتمع بدهشور، التى تخدم هؤلاء الفتيات وتواجه ظاهرة الزواج المبكر التى تتوحش يوما بعد يوم فى قرى وضواحى الجيزة، إن زواج القاصرات أكثر انتشارا بنسبة لا تقل عن 50% بجميع قرى دهشور وضواحيها ودور المجتمع المدنى ضعيف للأسف.

وأضاف: «يأتى إلينا سنويا أكثر من 100 حالة زواج مبكر تطلب دعمنا وهناك حالات كثيرة ترفض المجىء إلينا خوفا من أسرهم رغم المعاناة التى يعيشون فيها»، مضيفا أنهم يقدمون خدمات توعية للفتيات والمطلقات بجانب توعية الحموات والأمهات والآباء بخطورة الزواج المبكر لمنع انتشاره، كما أن عرض مأساة الحالات على الآباء يجعلهم يفكرون بعض الشىء فى تجنب الإقدام على تزويج بناتهم فى سن الطفولة.

وتابع: «الجمعية تقدم خدمات للقاصرات ممن تزوجن وتدهور بهن الحال وطلقن من خلال عمل مشاريع صغيرة لتمكينهن اقتصاديا، كما تتدخل الجمعية لحل أى خلاف بين الزوجين اللذين تعرضا لزواج مبكر لمحاولة إنقاذهما وحال صعوبة العشرة بينهما تتم مساعدة الزوجة على الانفصال من خلال تقديم دعم قانونى ونفسى، والأغلب من الزيجات يتم بشكل عرفى وغير موثقة وتضيع حقوق القاصر فيها».

أما إسراء سعد، أحد ممثلى شباب مثقفى الأقران، والتى تكون مهتمها الجلوس مع 10 من الشباب لتدريبهم على الصحة الإنجابية وكيفية مواجهة الزواج المبكر بالقرى والنجوع، فتقول إنها تجد صعوبة بالغة فى إقناعهم، نظرا لوجود عاداث وثقافات مسيطرة على عقولهم بسبب الجهل والفقر، مضيفة أنها تعقد ندوات بالمدارس وللأسر فى منازلهم لتوضيح الأضرار والنتائج المترتبة على الزواج المبكر وأضراره الفسيولوجية على الفتيات.

وتؤكد إسراء أنها تجد استجابة كبيرة من الفتيات، خاصة ممن خضن تجربة الزواج المبكر وهو ما يجعلهن يقفن أمام أسرهن لمنع تكرار هذا مع بناتهن أو إخواتهن، إلا أن الصعوبة الأكبر مع الأمهات والحموات والآباء الذين يرون أن الزواج المبكر سترة للفتاة وخلاص من عارها بحسب ما يذكرونه ردا على النصائح خلال الندوات والتدريب.

من جانبه، قال الدكتور أيمن صادق، مدير منظمة برامج الصعيد بمؤسسة بلان انترناشول ايجيبت لحماية الطفولة، إنه على الرغم من تعديلات قانون الطفل المصرى والتى شملت رفع سن زواج الفتيات إلى 18 سنة، إلا أن معدلات الزواج المبكر لا تزال مرتفعة نسبياً، حيث إن حوالى 17٪ من الفتيات المصريات يتزوجن قبل بلوغهن سن 18، خاصة فى المناطق الريفية، وكذلك 18.2 % من الفتيات يتسربن من التعليم قبل إكمالهن التعليم الثانوى.

وأضاف، لـ«المصرى اليوم»: «يمكن أن يكون سبب الزواج المبكر فى بعض الأحيان الضغوط الاقتصادية على أسرة الفتاة، ويؤدى الزواج المبكر للكثير من الآثار الضارة ليس فقط على الفتاة بل على أطفالها والمجتمع بشكل عام يشمل ذلك آثارا طبية واجتماعية ونفسية سيئة».

وتابع: «هناك علاقة طردية واضحة بين الزواج المبكر واستكمال التعليم حتى المرحلة الثانوية، فالفتيات غير المتعلمات أو اللاتى لم يستكملن تعليمهن معرضات للزواج المبكر بنسبة تصل إلى 3 أضعاف مقارنة بالفتيات اللاتى استكملن تعليمهن للمرحلة الثانوية».

وأوضح صادق: «المؤسسة ملتزمة بشدة بمناهضة الزواج المبكر (زواج الأطفال) والذى نراه ليس فقط عاملا يؤثر على نتائج التنمية ولكن نراه انتهاكا شديدا للحقوق الأساسية للإنسان، كما ندعم مبادرات متعددة الأوجه للعمل ضد الزواج المبكر ويتم هذا العمل كجزء من حملة (لأننى فتاة)، وهى مبادرة عالمية لإنهاء عدم المساواة بين الجنسين وتعزيز حقوق الفتاة وانتشال الملايين من الفتيات من براثن الفقر، ونحن نهدف إلى مساندة الفتيات للحصول على التعليم والمهارات والدعم الذى يحتجن إليه لتحويل حياتهن والعالم من حولهن، حيث نرى زواج الأطفال واحدا من المعوقات الخطيرة لتعليم الفتيات».

وقال: «نهدف لتقليل الضغوط الاجتماعية على الأسر التى تزوج بناتها قبل سن 18 سنة من خلال تدخلات لرفع الوعى للأسر والمجتمعات المحلية، وإعطاء فرص للفتيات لإكمال تعليمهن وتمكين الفتيات والأمهات وبناء قدراتهن ومهارتهن ليكن أعضاء فعالات فى أسرهن ومجتمعهن والعمل مع القيادات الطبيعية ومؤسسات المجتمع من جمعيات ومؤسسات حكومية وإعلامية على المستويات المحلية والوطنية لدعم أنشطة رفع الوعى والدعوة لمناهضة الزواج المبكر».

وأضاف: «تعليم الفتيات فى بيئة داعمة هو مفتاح أساسى لإنهاء ظاهرة الزواج المبكر، كما أن العمل مع كل أفراد الأسرة شاملاً الآباء والإخوة الذكور هام جدا لإحداث تغيير مجتمعى»، وأوضح أن الإعلام بكل وسائله وكذلك وسائل التواصل الاجتماعى لها دور هام ورئيسى فى القضاء على هذه الظاهرة، مطالبا بسرعة إقرار قانون لمكافحة زواج القاصرات.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية