x

«هنية» طلب زيارة مصر لتقديم اعتذار ملائم .. وأبو الغيط يؤكد "مصر لن تسمح بتجويع غزة"

الثلاثاء 12-01-2010 12:42 | كتب: وكالات |
تصوير : other

أكد مصدر مصري رفيع المستوى أن «إسماعيل هنية» رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، طلب زيارة القاهرة للقاء المسئولين المصريين لإنهاء التوتر بعد ما حدث أثناء عبور مرور قافلة «شريان الحياة 3 »، لكن لم يتم الرد على هذا الطلب حتى الآن.

وقال المصدر في تصريح خاص لصحيفة «المدينة» السعودية نشرته اليوم الثلاثاء، إن هنية طلب إجراء الزيارة بشكل عاجل لتقديم الاعتذار الملائم عما حدث أثناء مرور قافلة شريان الحياة لكن مصر ترى أنه من غير المجدي إتمام هذه الزيارة ، لذا لم نرد بالإيجاب أو السلب.

ونبه المصدر إلى أن هناك حالة تخبط واضحة داخل حركة «حماس» ، وتساءل "كيف يريد هنية أن يأتي إلى مصر للاعتذار في وقت تخرج تصريحات من مسئولين فى الحركة تؤكد أن الجندي «أحمد شعبان» قتل برصاص مصري عن طريق الخطأ وليس لحماس دخل في الموضوع ؟".

ورأى المصدر أن حالة التخبط هذه تسري على باقي مواقف حماس من الملفات الأخرى كملف المصالحة الفلسطينية وصفقة تبادل الأسرى، وقال إن ما يتفق عليه خلال الاجتماعات التي عقدت بشأن الحوار سرعان ما يتغير بعد مغادرة وفد حماس إلى غزة أو إلى دمشق.

وأشار المصدر إلى أن "هنية أوضح انه يهدف من وراء الزيارة إلى بحث الملفات الأخرى كملف المصالحة الوطنية ، ونحن نعتبر ذلك نوعاً من التحايل لأننا لن نناقش ملف المصالحة مع حماس إلا بعد توقيع الورقة المصرية .. فالتوقيع أولاً، ثم بعد ذلك نناقش أية ملاحظات حول الورقة".

وانتقد المصدر المصري تصريحات «خالد مشعل» رئيس المكتب السياسي للحركة خلال زيارته للدوحة، والتي قال فيها إن حماس لم توقع على الورقة المصرية لأنها تغيرت عما كانت عليه أثناء جولات الحوار ، وقال :"نحن نعتبر أن ما يقوله أبو الوليد غير صحيح .. الورقة لم تعدل في حرف واحد منها وما اتفق عليه خلال جولات الحوار تمت صياغته في هذه الورقة دون أي تغيير .. للأسف كلام حماس وما يقولونه حول تغيير الورقة يعنى أمرا واحدا وهى أن هذه الذرائع كانت جاهزة للتهرب من المصالحة منذ البداية".

من جانبه ، قال الدكتور «محمود الزهار»  القيادي البارز في حركة حماس، وعضو وفد الحركة إلى حوار القاهرة للصحيفة إن حماس لم تتلق رداً على طلب رئيس الوزراء «إسماعيل هنية» القيام بزيارة إلى مصر لبحث الأزمة الأخيرة.

وأضاف الزهار للصحيفة، "إننا في حركة حماس لا نريد توتير الأجواء مع الشقيقة الكبرى مصر لأنه ليس مصلحة فلسطينية أو مصلحة لحماس حدوث هذا التوتر، ولهذا سعينا منذ اللحظة الأولى لحدوث تلك الاشتباكات إلى لقاء المسؤولين المصريين لكن لم يتم حتى الآن الرد على مطلبنا".
 
من جانبه أكد «أحمد أبو الغيط» وزير الخارجية، أن مصر تتمسك بضرورة قيام الدولة الفلسطينية على كامل أراضي عام 1967، وأن تكون القدس الشرقية عاصمتها.

وقال أبو الغيط ـ في مقابلة مع برنامج (البيت بيتك) على القناة الثانية بالتلفزيون المصري الليلة الماضية، ـ إن زيارته والوزير عمر سليمان الأخيرة إلى واشنطن مؤخراً كانت تهدف إلى تقديم الرؤية المصرية بشأن حل القضية الفلسطينية ومحاولة إقناع الإدارة الأمريكية بهذه الرؤية لحمل الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني
على القبول بها.

وأشار إلى أن مصر قالت للإسرائيليين إنه ليس أمامها سوى حلين: إما دولتان تعيشان جنبا إلى جنب، أو دولة واحدة ذات شعبين فلسطيني وإسرائيلي، محذراً من أن الإسرائيليين يفكرون في خيار ثالث لا يمكن تنفيذه وهو طرد الفلسطينيين عبر نهر الأردن.

وأكد وزير الخارجية أن الإدارة الأمريكية استمعت خلال زيارته والوزير عمر سليمان لواشنطن مؤخراً باهتمام شديد للطرح المصري، مشيراً إلى أن مصر أبلغت الولايات المتحدة بضرورة تفعيل دورها في العملية السلمية.
وأوضح أبو الغيط أن المسئولين الأمريكيين أكدوا اتفاقهم التام مع الرؤية المصرية، وأبدوا استعدادهم للمساعدة وتنسيق المواقف بين البلدين.

وردا على سؤال حول ما تم طرحه على الإدارة الأمريكية من رؤى، وهل هي رؤية مصرية خالصة أم رؤية حدث عليها نوع من التوافق العربي، قال «أبو الغيط »،  "إن مصر تحدثت مع الأخوة في فلسطين، وإن مصر لديها أفكارها وهم لديهم أفكارهم التي أطلعت عليها مصر والتي انطلقت بعدها من خلال مسئوليتها".

وتابع وزير الخارجية قائلاً، "مصر لها دور محوري لا ينازعها فيه أحد"، لافتاً إلى أنه لا يوجد أحد يذهب إلى واشنطن ويقول إننا نريد أن نعمل كذا وكذا، وبالتالي هذه هي الرؤية المصرية التي تنعكس في رؤى عربية، كون مصر هي المسئولة عن القضية الفلسطينية منذ عام 1948 وخاضت من أجلها 5 حروب وهي التي حاربت الحرب الرئيسية في هذه الحروب.

وأشار وزير الخارجية إلى أن هناك بعض الأطراف العربية التي تقول إنها تستطيع التحدث في القضية، لافتاً إلى ترحيب مصر بتلك الأطراف، شريطة أن يكون لديها القدرة على التحدث مع إسرائيل أيضا، بوصفها الطرف الثاني الذي يجب التحدث معه، منوهاً إلى أن تلك الأطراف ترفض التحدث مع إسرائيل، وتقول انها ليس لها حديث معها.

وحذر أبو الغيط من أن حالة الانقسام الفلسطيني الفلسطيني، مؤكداً أنها سوف تلحق بالغ الضرر بالقضية الفلسطينية ما لم تتحقق المصالحة الوطنية، مضيفاً أنه "لو لم يتحقق هذا الأمر سوف يأتي البعض ويقول: يا خسارة لو كنا قبلنا بهذا الجهد المصري وتجاوبنا معه".

وأشار أبو الغيط إلى أن فتح معبر رفح بشكل دائم وبصفة رسمية سيكون بمثابة اعتراف بحركة حماس كقوة مسيطرة على قطاع غزة، وهو ما سيعد كسراً لكل الالتزامات المصرية تجاه إسرائيل وتجاه المجتمع الدولي المتمثل في الاتحاد الأوروبي.

وقال إن مصر من ناحيتها ملتزمة بالقضية الفلسطينية وبالشعب الفلسطيني وبالمليون ونصف المليون فلسطيني الذين يعيشون في غزة، وأن مصر متحملة المسئولية تجاه القضية الفلسطينية وسوف تبقي على نصرتها للشعب الفلسطيني، موضحاً أن مصر لن تسمح للحظة واحدة بتجويع الشعب الفلسطيني.

ولفت وزير الخارجية إلى أن غزة تحتاج يوميا إلى 600 شاحنة مساعدات كان يدخل إليها من 300 إلى 400 شاحنة العام الماضي عن طريق مصر من معبر "كرم أبو سالم" أو من الجانب الإسرائيلي الذي يعطيهم الوقود واحتياجاتهم المدفوعة "أوروبياً"، موضحاً أن قافلة «جورج جالاوي» عبرت بـ 150 سيارة فقط أي ما يعادل استخدام ربع يوم فقط من احتياجات قطاع غزة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية