x

سعد الحريري.. يحمل 3 جنسيات بينها السعودية وثروته أكثر من 1.5 مليار دولار

الثلاثاء 07-11-2017 20:33 | كتب: غادة غالب |
سعد الحريري والوليد بن طلال سعد الحريري والوليد بن طلال تصوير : آخرون

سعد الحريري، اسم تصدر الصحف والمواقع الغربية، منذ السبت، لما أثاره من جدل واسعاعلى مستوى العالم، بعد تقديمه استقالته من منصب رئيس الوزراء اللبناني في خطاب متلفز بثته قناة «العربية» السعودية، السبت، موجها اتهامات غير مسبوقة لإيران وجماعة «حزب الله» ودورهما في المنطقة.

الاستقالة التي يرى محللون أنها دفعت بلبنان مجددا إلى واجهة الصراع الإقليمي بين محوري إيران والسعودية، خاصة أنها تفتح الباب أمام ضربة عسكرية لـ«حزب الله»، جعلت «الحريري» رجل الساعة، وأعادته إلى صداره الصحف والمواقع الغربية، التي وصفته بأنه «رجل الظل» و«السياسي الأكثر غموضا في لبنان»، الذي لا يمكن التنبؤ بخطواته، ولا أحد يعلم مواقفه الحقيقية.

و«الحريري»، المولود في العاصمة السعودية، الرياض، في 18 أبريل 1970، هو نجل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، الذي اغتيل في بيروت 2005، ما دفع نجله للدخول في الحياة السياسية.

ويحمل «الحريري»، البلغ من العمر 47 عاما، الجنسيتان السعودية والفرنسية، إلى جانب اللبنانية.

ودرس الابتدائية في مدرسة «الأخوة المريميين»، في الرميلة قرب مدينة صيدا بلبنان، فيما أنهى دراسته الثانوية بين فرنسا والسعودية. وفي العام 1992، حصل على إجازة في إدارة الأعمال الدولية من جامعة «جورج تاون» في واشنطن.

و«الحريري» الذي يعد أبرز أغنياء لبنان والعالم إذ تقدر ثروته بأكثر من 1.5 مليار دولار، وفقا لوكالة «دويتشه فيلله» الألمانية، دخل عالم الأعمال من باب شركة «سعودي أوجيه»، التي أسسها والده، ثم تولى منصب المدير العام فيها بين عامي 1994 و2005.

كما كان «الحريري» عضوا في مجلس إدارة شركات «أوجيه الدولية»، وبنك الاستثمار السعودي، وتلفزيون المستقبل.

تزوج «الحريري» من لمى بشير العظم، وهي سورية الأصل ابنة بشير العظم أحد أهم المقاولين السوريين في السعودية، ولديهما 3 أبناء، حسام الدين، ولولوة، وعبدالعزيز، يعيشون في السعودية حتى بعد عودته إلى لبنان بدءا من عام 2014.

بعد اغتيال والده رفيق الحريري في تفجير ضخم وسط العاصمة اللبنانية، بيروت، في 14 فبراير 2005، ودخول البلاد مرحلة من الاضطرابات والتوتر، اضطرت خلالها سوريا إلى سحب قواتها من لبنان، بعد 3 عقود من الوجود العسكري والأمني السوري هناك، بسبب اتهامات بضلوع النظام السوري و«حزب الله» في عملية الاغتيال.

يعد سعد الحريري أحد أبرز خصوم «حزب الله» والحكومة السورية، اللذان يحملهما مسؤولية اغتيال والده، الأمر الذي كان له الأثر الأكبر في التحاقه بالحياة السياسية، إذ دخل الانتخابات النيابية للعام 2005 وفاز فيها، وترأس أكبر كتلة برلمانية ضمت 35 نائبا من أصل 128 مقعدا.

أسس «الحريري» «تيار المستقبل» عام 2007، وهو بمثابة تجمع سياسي يمثل السنة في لبنان. وشكل «تكتل قوى 14 آذار» بزعامته الذي يضم حزبه «تيار المستقبل» إلى جانب الحزب التقدمي الاشتراكي، وحزب الكتائب، والقوات اللبنانية.

وفي يونيو 2009، حقق «الحريري» فوزا ثانيا في الانتخابات التشريعية، وحصل مع حلفائه على 71 مقعدا، وبذلك تولى منصب رئاسة الوزراء لأول مرة في مسيرته السياسية ما بين 2009 وعام 2011.

وسقطت حكومته آنذاك بفقدان نصابها الدستوري، إثر استقالة 11 وزيرا، بعد قرار «حزب الله» سحب وزرائه منها على خلفية الجدل السياسي في البلاد، بخصوص المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، على خلفية الجدل حول المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، التي تحقق في اغتيال والده. إذ اتهم «تكتل 14 آذار» الحكومة السورية وحلفاءها في لبنان بالوقوف خلف عملية اغتيال رفيق الحريري.

وعاش «الحريري» بعد سقوط حكومته في 2011 متنقلا بين باريس والرياض لأسباب قال إنها أمنية لا تسمح له بالبقاء في لبنان.

و«الحريري» الذي يعد من أبرز المدافعين على «الدور السعودي في استقرار لبنان»، يرى المراقبون أن تأثيره تراجع منذ وفاة العاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في يناير 2015، إذ كانت تربطه علاقة قوية بالحريري الأب، بالإضافة إلى انتقادات وجهت إليه من داخل المجتمع السني في لبنان بسبب غيابه الطويل، وفشله في دعم تماسك المكون السني الذي ينتمي إليه.

وفي إطار صفقة تسوية أدت إلى انتخاب ميشال عون، المتحالف مع حزب الله، رئيسا للبنان، في أكتوبر 2016، رغم العداوة والخصومة الطويلة بين «حزب الله» و«الحريري»، كلف «عون» «الحريري» بتشكيل حكومة جديدة بعد تأييد معظم النواب والكتل البرلمانية. ونال «الحريري» 110 صوتاً من نواب البرلمان البالغ عددهم 126 بعد استقالة أحدِ النواب، وشكّل حكومته الثانية بعد 40 يوما من التكليف.

وفي صباح الرابع من نوفمبر، أعلن «الحريري» استقالته من رئاسة الحكومة، قائلا إن حياته في خطر، معربا عن خشيته أن يلقى مصير والده. ومن جهة أخرى، نفى وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، الاثنين 6 نوفمبر، ما قيل حول إجبار السعودية للحريري على الاستقالة، وحمَّل «حزب الله» مسؤولية الأزمة السياسية في لبنان. وقال «الجبير» في حديث لشبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية، إن «حزب الله» دفع «الحريري» للاستقالة «بأفعاله وباختطافه العملية السياسية في لبنان، وبتهديده الزعماء السياسيين»، وأن «الحريري» يمكنه مغادرة المملكة في أي وقت.

وفي يوم الثلاثاء 7 نوفمبر 2017، ذكرت صحيفة «المُستقبل» اللُبنانية، المملوكة لـ«الحريري»، أن رئيس الوزراء المستقيل غادر الرياض متجها إلى أبوظبي في رحلة استغرقت بضعة ساعات، للقاء ولي العهد الإماراتي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، قبل أن يعود إلى الرياض في اليوم نفسه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية