شهدت منطقة «ترب اليهود» بالبساتين واقعة اختناق مثيرة وغريبة صباح الجمعه ، أفادت تحريات المباحث بأن عاطلين من المنطقة توجها إلى أحد المصانع القريبة، سرقا «خزاناً» لبيعه خردة، وأثناء محاولة تقطعيه تسربت بعض الغازات التى كانت بداخله مما أدى إلى إصابة أهالى المنطقة باختناقات ونفوق عدد كبير من الحيوانات والماشية التى تربيها الأهالى. ألقى القبض على المتهمين، وانتقلت أكثر من 30 سيارة إسعاف ونقل 52 مصاباً إلى مستشفيى البساتين والقصر العينى باختناقات، كما قامت القوات المسلحة بتأمين المنطقة والتحفظ على «الخزان».
قال شهود عيان لـ«المصرى اليوم» إن أهالى المنطقة فوجئوا بانبعاث رائحة «كلور» قوية بالمنطقة، وإنه بعد لحظات فوجئوا بإصابة العديد باختناقات وإغماءات، وإن بعض شباب المنطقة استخدموا كمامات حتى وصلوا إلى مصدر الرائحة، واكتشفوا أن «خزان» هو السبب، فقاموا بإغلاقه باستخدام قطع خشبية كبيرة منعا لتسرب كميات من الغاز جديداً.
وانتقل رجال المباحث بقيادة اللواء أسامة الصغير، مدير مباحث العاصمة إلى المنطقة، بعدما تلقوا إخطارا من الإسعاف بالواقعة، وتبين من التحريات أن شابين من المقيمين بالمنطقة علما بقيام مجهولين بسرقة مصنع قريب منهما، وأنهما توجها إلى المصنع بحثاً عن أى قطع حديدية لبيعها خردة.
وأضافت التحريات أن الشابين عثرا على خزان حديدى كبير وأنهما استخدما سيارة نقل لنقله إلى ورشتهما، تمهيداً لتقطيعه وبيعه، وأنهما صباح السبت بدآ فى عمليات التقطيع، ولكنهما فوجئا بانبعاث غازات كريهة ففرا هاربين.
وأصيب ما يقرب من 52 فردا باختناقات ونقلوا جميعا إلى المستشفى لتلقى العلاج، كما نفقت كميات كبيرة من الدواجن التى يربيها الأهالى إضافة إلى 5 خيول و3 حمير.
وألقى رجال المباحث القبض على المتهمين بالتنسيق مع القوات المسلحة واعترفو فى محضر التحريات بأنهما لم يعلما باحتواء الخزان على أى من الغازات، وأنهما حاولا منع الغازات من التسرب للمنطقة لكنهما فشلا، وأضافا فى اعترافاتهما بأنهما سرقا الخزان من أحد المصانع القريبة لتقطيعه وبيعه خردة.
وقال أهالى المنطقة لـ«المصرى اليوم» إن هناك العشرات من المصابين تم احتجازهم بالعناية المركزة بسبب استنشاقهم كميات كبيرة من الغاز.
وقال مصدر أمنى إنه تم انتداب لجنة من الكيمائيين لفحص الخزان وبيان ما كان به من غازات، وإن المعاينة المبدئية أكدت أن الغاز كان عبارة عن كمية من مادة الكلور المركز.