x

ثوار ليبيا يواصلون تقدمهم غربا بعد استعادتهم أجدابيا والبريقة

السبت 26-03-2011 21:30 | كتب: وكالات |

 

حقق الثوار الليبيون انجازا كبيرا السبت حيث سيطروا على مدينتي أجدابيا والبريقة بعد أسبوع من بدء التدخل العسكري الدولي ضد قوات معمر القذافي، وهم يواصلون تقدمهم غربا.

ومع ساعات الفجر الأولى استعاد الثوار الليبيون مدينة أجدابيا التي كانوا فقدوها الأسبوع الماضي، وفرت القوات التابعة للزعيم الليبي معمر القذافي منها نحو الغرب على الطريق الساحلية.

وكان القصف الجوي لقوات التحالف استهدف عصر الجمعة مواقع قوات القذافي في أجدابيا التي تشكل محور طرق شرق البلاد، فاغتنم المتمردون هذا الدعم لشن هجوم مضاد ودخلوا المدينة التي تبعد 160 كلم جنوب بنغازي معقل المعارضة. وبذلك تصبح أجدابيا أول مدينة يستعيدها الثوار منذ بداية هجوم الائتلاف الدولي في 19 مارس الجاري.

وعصر السبت استعاد المتمردون السيطرة على مدينة البريقة النفطية، وأكدت صحفية ترافقهم أنهم باتوا موجودين في وسط المدينة الواقعة على بعد 80 كيلو متر غرب أجدابيا.

وقال عبد السلام المعداني في اتصال هاتفي مع فرانس برس: «نحن في وسط البريقة بعد انسحاب قوات القذافي منها».

بدوره، أكد رمضان البرقي أحد سكان المدينة السيطرة على البريقة، أن «الأمور لغاية 360 كيلو متر من بنغازي كلها تحت السيطرة»، موضحا أن «الثوار وصلوا إلى مدخل راس لانوف».

ولاحقا، أفادت الصحفية التي ترافق الثوار أن هؤلاء واصلوا تقدمهم غربا وسيطروا أيضا على منطقة البشر التي تبعد 30 كيلو متر غرب البريقة، لافتة إلى أنهم وصلوا إلى بوابة العقيلة حيث تستمر المواجهات وسمع إطلاق نار.

وكان المتمردون الليبيون اضطروا في 13 مارس الجاري إلى الانسحاب من البريقة إثر قصف كثيف من قوات القذافي، وأعلن التلفزيون الليبي يومها «تطهير» المدينة.

وصرح المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي «شمس الدين عبد مولاه» أن «قوات القذافي باتت في وضع دفاعي لأنها فقدت التغطية الجوية ودعم الأسلحة الثقيلة» بعد أسبوع من الهجمات الجوية التي يشنها الائتلاف الدولي.

وأكد عبد مولاه أن هجمات الائتلاف «جهزت ميدان المعركة» للثوار متحدثا عن انشقاق ضباط وجنود من صفوف قوات العقيد القذافي منذ الخميس، الأمر الذي لعب دورا حاسما في إسقاط أجدابيا. وأضاف أن العسكريين نسقوا هجماتهم مع الائتلاف وشنوا هجمات بين الغارة الجوية والأخرى.

وفي العاصمة طرابلس، هزت 3 انفجارات متتالية، منطقة تاجوراء واشتعلت النيران في موقع عسكري للرادارات.

ونقل تلفزيون الجماهيرية الرسمي عن مصدر عسكري، قوله «إن مواقع مدنية وعسكرية بمنطقة تاجوراء تعرضت لقصف العدوان الاستعماري الصليبي»، وأكد التليفزيون أن حصيلة الغارات الجوية على ليبيا أوقعت 114 قتيلا وأكثر من 450 جريح منذ بدء العمليات العسكرية.

كما أفاد التلفزيون الليبي بأن الائتلاف الدولي شنّ غارات على مواقع عسكرية ومدنية في مدينة زليطن على بعد 160 كيلومتر شرق العاصمة وعلى منطقة الوطية جنوب غرب طرابلس والتي توجد بها قاعدة عسكرية أصابتها صواريخ بعيدة المدى، وقال مسؤولون إن الحكومة لا تزال تسيطر على مخزون كاف من الوقود وأن بعض المصافي عادت للعمل.

وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن قوات التحالف قامت بحوالي 150 مهمة جديدة في ال24 ساعة الأخيرة،منها صواريخ وغارات عسكرية وطلعات جوية ،وقال نائب الأدميرال وليام جورتني إن القذافي يوزع الأسلحة فيما يبدو على «متطوعين» مدنيين لمحاربة الثوار، وأن قدرته على قيادة قواته والاحتفاظ بالسيطرة عليها تتقلص، نافيا أن يكون تم استخدام يورانيوم مستنفذ في ليبيا.

يأتي هذا فيما أكدت قيادات التحالف أن مهامها العسكرية تنحصر في تعزيز منطقة «حظر الطيران» وحماية المدنيين، نافية اتهامات حكومية ليبية بتوفير غطاء جوي للثوار، وتم تعيين الجنرال الكندي شارل بوشار قائدا لعمليات حلف شمال الأطلنطي «الناتو» لفرض منطقة حظر الطيران وحظر الأسلحة تنفيذا لقرار مجلس الأمن رقم 1973.

وأعلن الناتو أن فرض منطقة حظر جوي قد يستمر 3 أشهر وحذرت فرنسا من أن الصراع لن ينتهي قريبا، بينما بدأت قطر الجمعة أولى مشاركتها بطائرتي ميراج 2000 لتنفيذ الحظر، وانضمت الكويت للدول المشاركة في تنفيذ القرار.

وبينما أبدت البرتغال التي ترأس لجنة عقوبات الأمم المتحدة ضد ليبيا تشككها بشأن إمكانية تعديل حظر على الأسلحة تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا للسماح بتسليح المعارضة الليبية، قال الناطق باسم المعارضة مصطفى القرياني إن المعارضة تشتري أسلحة لكنه رفض تحديد مصدرها أو أنواعها.

وقال السفير الأمريكي في طرابلس جين كريتز بعد عودته لواشنطن إن مسؤولي الإدارة يجرون مشاورات حول كل الخيارات المتعلقة بمساعدة ممكنة بما فيها تقديم أسلحة.

وأضاف كريتز أنه رغم ثقة بلاده في المجلس الوطني الانتقالي للمعارضة كونه يتبع المسار الصحيح لكنها لا تزال غير مستعدة للاعتراف به رسميا مثلما فعلت فرنسا، واعتبر أن الاتصالات التي تجريها السلطات الليبية في الخارج مع وسطاء محتملين لحل الأزمة تعكس «نوعا من الشعور باليأس».

بدوره، حاول الرئيس أوباما طمأنة نواب الكونجرس بشأن المخاوف وعدم الشعبية الكبيرة التي يعانيها التدخل الأمريكي في الغارات ضد ليبيا. وقال إن القوات الأمريكية لا تسعى لإسقاط القذافي ولكنها تشارك في جهد محدود، وأن المهمة في ليبيا واضحة ومحددة الأهداف وأنها نجحت في إنقاذ أرواح العديد من المدنيين،وأن ودفاعات القذافي الجوية عطلت.

ودعا الاجتماع التشاوري للاتحاد الأفريقي حول ليبيا إلى ضرورة مواصلة الجهود من أجل تيسير إجراء حوار بين الأطراف الليبية حول إقامة وإدارة فترة انتقالية شاملة تؤدي إلى إقامة مؤسسات ديمقراطية بما يشمل إجراء انتخابات وإصلاحات وحكم القانون والحكم الرشيد، وإنهاء الحظر الجوي والبحري ووقف القتال، وقال الاتحاد إنه يأمل لقاء وفد المعارضة الليبية في أقرب وقت، بينما أعلن وفد القذافي للاتحاد أن طرابلس مستعدة لتطبيق خريطة الطريق التي وضعها الاتحاد الأفريقي.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية