استقبل سامح شكري وزير الخارجية صباح اليوم، على هامش فعاليات منتدى شباب العالم الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ، وزير خارجية فنلندا «تيمو سوني» في أول زيارة لوزير خارجية فنلندي لمصر منذ عام 2009.
وصرح المستشار أحمد أبوزيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن الوزيرين بحثا سبل دعم علاقات التعاون بين البلدين وتبادلا الرؤى إزاء الأوضاع الإقليمية، لاسيما على ضوء نتائج الجولة الأخيرة للمشاورات السياسية التي عقدت على مستوى كبار مسؤولي وزارتي الخارجية في هلسنكي خلال شهر يونيو 2017.
وأوضح «أبوزيد»، أن الوزير شكري استعرض في مستهل اللقاء أهم التطورات الإيجابية في عملية تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تنفذه مصر منذ عام 2014، والذي حظت مراجعته الأولى على إشادة صندوق النقد الدولي ومؤسسات التصنيف الائتماني المعنية، الأمر الذي يطرح فرصا استثمارية كبيرة أمام الشركات الفنلندية بقطاعات الخدمة اللوجستية والمناطق الصناعية والموانئ بمحور قناة السويس. كما أكد شكري على تطلع الحكومة المصرية للتعاون والاستفادة من الخبرات الفنلندية في مجالي مراقبة الطرق والتعليم الفني بما يتوافق باحتياجات السوق المصرية.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية، بأن سامح شكري شدد خلال اللقاء على ضرورة تبني الاتحاد الأوروبي لرؤية شاملة إزاء الأوضاع والتطورات في مصر، بحيث تأخذ في الاعتبار جهود مصر لتحقيق الاستقرار والتنمية الشاملة ومواجهة التحديات الخاصة بمكافحة الإرهاب داخليا وإقليميا في ظل الأوضاع التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، معرباً عن تطلع مصر لقيام الاتحاد الأوروبي بدعم المساعي المصرية لتحقيق التنمية الشاملة في إطار إستراتيجية التنمية المستدامة 2030 وتعزيز جهود الحكومة المصرية في تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي، لاسيما عقب اعتماد وثيقة أولويات المشاركة بين الجانبين بعد اجتماع مجلس المشاركة الأوروبية في 25 يوليو الماضي، وتوقيع وثيقة إطار الدعم الموحد بقيمة 500 مليون يورو خلال زيارة المفوض الأوروبي لسياسة الجوار والمفاوضات التوسيع إلى مصر نهاية أكتوبر الماضي.
ونوه «أبوزيد»، إلى أن وزير الخارجية تناول الجهود المصرية لمكافحة الهجرة غير الشرعية على المستويين التشريعي والتنفيذي، فضلا عن جهود قوات حرس الحدود وخفر السواحل المصرية والتي كان لها انعكاس واضح على توقف تدفقات الهجرة غير الشرعية من السواحل المصرية عام ٢٠١٦، مشدداً على أن الثوابت المصرية الأساسية في التعامل مع هذه الظاهرة تعلى من أهمية المنظور التنموي الذي يسعي لمعالجة الأسباب الاقتصادية والاجتماعية للهجرة غير الشرعية.
من جانبه، أثنى وزير الخارجية الفنلندية في بداية حديثه على حسن تنظيم منتدى شباب العالم الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ، مؤكداً على حرصه على المشاركة في فعالياته المختلفة التي أتاحت المجال أمام شباب العالم بشكل غير تقليدي للتواصل وتبادل الرؤى مع كبار المسؤولين.
كما أعرب «سوني» عن تثمينه للعلاقات مع مصر وأهمية تطويرها ودعمها، لما تمثله مصر من ركيزة أساسية للاستقرار في الشرق الأوسط، مشيداً بما حققته مصر من تقدم على المستوى الاقتصادي، كون مصر معبرا هاماً للمنتجات الفنلندية إلى أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا، وتعد من أكبر مستوردي الخشب الفنلندي في المنطقة، معرباً عن تطلع بلاده تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي مع مصر.
واختتم «أبوزيد» تصريحاته، مشيراً إلى أن محادثات الوزيران تطرقت للقضايا الإقليمية، حيث حرص وزير الخارجية على الإجابة عن الاستفسارات التي طرحها وزير خارجية فنلندا بشأن رؤية مصر وتقييمها للأوضاع في ليبيا وسوريا والعراق، والتطورات الأخيرة في لبنان وجهود مصر في تحقيق المصالحة الفلسطينية، وما يمكن أن تمثله من فرصة لتشجيع الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني على استئناف المفاوضات.
وقد ثمن وزير خارجية فنلندا دور مصر الداعم لاستقرار المنطقة، وما تمثله السياسات والمواقف المصرية من توازن وقدرة على التعامل بحكمة مع كل تلك الأزمات.