x

«شرف» و8 وزراء يستهلون أول جولة خارجية بزيارة «دولتى السودان».. ويبحثون إنشاء مزارع مصرية لتقليل «فجوة الغذاء»


يبدأ الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء،اليوم، أولى جولاته الخارجية إلى دولتى شمال وجنوب السودان على رأس وفد من 8 وزراء. ومن المقرر أن يعقد الوفد الوزارى مباحثات فى الخرطوم على مدار يومين مع الرئيس السودانى عمر البشير، قبل أن يتوجه إلى جوبا عاصمة جنوب السودان ويعقد لقاءً ثانيا مع قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان، والرئيس المتوقع لدولة جنوب السودان، سيلفا كير.

وكشف عبدالغفار الديب، السفير المصرى بالسودان، عن أن رئيس مجلس الوزراء سيبحث خلال الزيارة إنشاء مزارع مصرية بالسودان لتقليل الفجوة الغذائية فى مصر والمساهمة فى تحقيق الأمن الغذائى المصرى، لافتا إلى أنه تم تحديد ولايات الجزيرة والولاية الشمالية، وولاية نهر النيل، بالإضافة إلى مشروع التكامل المصرى السودانى فى النيل الأزرق. وقال الديب فى تصريحات صحفية، أمس، إن الحكومة المصرية ستبحث مزيداً من تنسيق المواقف بين مصر والسودان فى التعامل مع الجوانب الخلافية بين دول المنابع والمصب لنهر النيل، حفاظاً على موارد النهر، وأضاف أن التحرك المصرى تجاه التعامل مع الملفات الخارجية، منها ملف حوض النيل، أصبح يتسم بالشمولية فى الوقت الراهن، من خلال إشراك جميع المسؤولين والوزراء، كل فى مجال اختصاصه فى التحرك الداخلى والخارجى على حد سواء، لتفعيل برامج التعاون بصورة أوسع.

وأكد أن الزيارة الحالية ستركز على مناقشة عدد من الملفات الحيوية لتفعيل التعاون الثنائى بين مصر والسودان خلال الفترة المقبلة، منها مشروعات التعاون الصناعى والتجارى، والتعاون فى مجال التعليم من خلال ما تقوم به مصر من إنشاء جامعات ومدارس فى جميع أنحاء السودان، إضافة إلى مشروع الربط الكهربائى بين مصر والسودان مروراً بإثيوبيا.

ومن المقرر أن يركز شرف أيضاً خلال زيارته لجنوب السودان على تفعيل التعاون مع حكومة الجنوب والدولة الجديدة هناك بعد إعلانها رسميا من خلال المشروعات التنموية التى تقوم بها الحكومة المصرية فى جنوب السودان، منها مشروعات تنمية الموارد المائية. فى سياق متصل، رحبت الصحف السودانية الحكومية والمستقلة والمعارضة بزيارة الدكتور عصام شرف للسودان، ووصفت صحيفة «الرائد» التى تعبر عن حزب المؤتمر الوطنى، رئيس الوزراء المصرى بأنه «رجل شجاع أتى بشرعية الثورة المصرية وله تاريخ مشرف».

كما نشرت صحيفة «السودان» المستقلة صورة على نصف صفحة لرئيس الوزراء، وكتبت تعليقاً عليها: «الحكومة المصرية لماذا جاءت وماذا تنتظر، وهل سيكون ظل مبارك حاضراً؟». من جانبه، أعلن الدكتور حسن يونس، وزير الكهرباء والطاقة، أنه تم الانتهاء من تدريب أكثر من 3 آلاف سودانى فى قطاع الكهرباء، مشيرا إلى افتتاح ثلاث محطات توليد كهرباء لإمداد ثلاث مدن سودانية بالكهرباء، فى إطار المنحة التى قدمتها الحكومة المصرية التى تصل إلى حوالى 158 مليون جنيه.

من جهتهم، أجمع خبراء سياسيون لـ«المصرى اليوم» على حسن اختيار «شرف» لدولتى السودان خاصة بعد قرار انفصالهما، مرشحين زيارة سوريا وإيران والسعودية والأردن فى المرة المقبلة.

وقال الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاد العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن اختيار رئيس الوزراء للسودان «اختيار موفق»، لأن مصر تشعر بالقلق، بسبب التطورات التى تُجرى فى هذا البلد، مضيفاً أن زيارة السودان «مهمة» للتعرف على الأوضاع الجارية هناك وطبيعة العلاقة بين البلدين. ونصح السيد بضرورة التباحث حول التعاون الاقتصادى بين البلدين، فضلاً عن مناقشة ملف مياه نهر النيل، مضيفاً أن الدول المرشحة للزيارة القادمة قد تكون سوريا أو إيران من أجل بحث العلاقات المتوترة مع كلا البلدين. وأشار الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية، إلى أهمية الزيارة فى ضوء تطوير الوضع الجيواستراتيجى، مؤكداً أن «شرف» اختار «السودان» لبحث مسائل تأمين «الجوار الأمنى».

ورشح عودة السعودية والأردن ليكونا المحطة الثانية فى الزيارات الخارجية القادمة لشرف، موضحاً أن على رئيس الوزراء دراسة مسألة الجوار القريب أولاً، ثم دراسة «المحيط الخارجى» لمصر مثل سوريا وإيران.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية