x

نور الدين الصايل رئيس المركز السينمائي المغربي: هدفنا التقاط «الذات المبدعة»

الأربعاء 26-10-2011 21:31 | كتب: رامي عبد الرازق |
تصوير : other

نور الدين الصايل هو رئيس المركز السينمائي المغربي، والرجل الأول في صناعة السينما المغربية منذ عام 2003. بدأ حياته ناقدا سينمائيا وعمل بالتليفزيون المغربي وكان له دور رئيسي في تقديم الأفلام السينمائية المغربية عبر قنوات التليفزيون في الوقت الذي انحسر فيه عدد دور العرض في المغرب.

بعدها رحل إلى فرنسا وعمل في «كنال بلوس» لسنوت طويلة، ثم عاد إلى المغرب ليتولى رئاسة المركز السينمائي «ccm».

ويجمع المهتمون بالشأن السينمائي في المغرب، أن للصايل دورا كبيرا في تطور صناعة السينما المغربية، ويشيرون إلى أنه ساهم في إقرار قانون لا يمنح الشركات الخاصة حق تصوير الأفلام الطويلة، إلا بعد تقديمها 3 أفلام قصيرة على الأقل، مما قفز بصناعة الفيلم القصير في المغرب من 7 أفلام سنويًا، إلى 60 فيلما.

وبشفافية متوزانة، تحدث الناقد المغربي لـ«المصري اليوم»، عن فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان طنجة للفيلم المتوسطي القصير، الذي يترأس اللجنة المنظمة لفعالياته.

* هناك توجه عام لأفلام المهرجان له علاقة بهموم الذات وهموم الآخر، وكأن هناك بُعدا متعمدا عن القضايا السياسية المباشرة.. هل هذا توجه لجنة الاختيار أم أن طبيعة الأفلام المقدمة للمسابقة فرضت ذلك؟

** هذا صحيح، ومسبب أيضًا، إن لجنة المشاهدة يتكون أكثرها من نقاد سينمائيين، ربما 3 أو 4. وهؤلاء، بلا شك، لديهم توجهاتهم في اختيار الأفلام وهي توجهات متفق عليها، وهم السبب الرئيسي وراء اختيار أفلام يصبغها «الهم الذاتي» أو المشاكل الإنسانية العامة.

تستطيع أن تقول إن المبدأ الأساسي هو أن هناك ذات مبدعة ومفكرة وراء صناعة الفيلم، واكتشاف هذه الذات والتواصل معها عبر الفيلم هو الهدف الأساسي للاختيار، وصناعة الفيلم القصير تعتمد في جزء كبير منها في العالم على العقول الشابة التي تمثل أفكار الغد وتصورات العالم في المرحلة المقبلة عن المستقبل، ولهذا سوف تجد أن هناك نسبة كبيرة من أفلام المسابقة هي لمبدعين شباب، بالإضافة إلى أفلام من أجيال أخرى تتسم أفلامهم بشبابية الأفكار وطزاجتها وهو أمر مهم بلا شك.

* ما هي معايير اختيار الأفلام المغربية في المسابقة، خاصة أنكم تشاركون بخمسة أفلام؟

** اللجنة المسؤولة عن اختيار الأفلام المغربية في المهرجان مختلفة عن اللجنة التي تختار أفلام المسابقة، حيث إن المغرب ينتج من أربعين إلى خمسين فيلمًا قصيرًا في العام، وهذه اللجنة تجتمع لتشاهد هذه الأفلام وتختار منها ما تراه صالحصا للمنافسة الدولية في المسابقة.

ربما تختار اللجنة فيلمًا واحدًا، أو 3 كما حدث في دورات سابقة. وبالمناسبة، فإن لائحة المهرجان تسمح لكل دولة بحد أقصى 5 أفلام وفرنسا تشارك هذا العام بنفس عدد الأفلام المغربية. ولكن أعود لأقول إننا لا نفرض على اللجنة أبدا اختيار عدد معين من الأفلام المغربية لأننا أولا حريصون على أن تكون المشاركة جادة ومميزة، وثانيا لأن الأفلام التي لا تعرض في المسابقة يصبح لديها فرصة للعرض خلال بانوراما الأفلام المغربية القصيرة، وهي الفعالية التي تأتي في المقام الثاني بعد المسابقة الدولية.

* لاحظنا أنكم لا تفرقون في المسابقة بين الأفلام المصورة على شريط 35مم وبين الأفلام المصنوعة بكاميرات الديجيتال، رغم أن هناك مهرجانات ما زالت تعتبرهما نوعين مختلفين؟

** منذ حوالي 5 سنوات دار نقاش مهم في اللجنة المنظمة حول هذه المسألة، البعض يؤيد الفصل، والبعض يرى أنه لم يعد هناك فرق. فبعد سنوات قليلة ربما تتحول السينما بأكملها إلى الديجيتال نتيجة أسباب كثيرة، ونحن في المغرب بالذات نقوم بتحويل الأفلام الديجيتال إلى نسخ عرض 35مم، أي لم تعد هناك مشكلة، لكن جوهر المسألة يكمن في الأسلوب والشكل الذي يختاره المبدع ليصنع فيلمه، البعض يلجأ للديجيتال كاحتياج اقتصادي خاص بالميزانية والبعض الآخر يعتبره احتياجًا إبداعيًا، للتعبير عن أفكاره بشكل وصورة معينة يراها هو مناسبة، وهذا تحديدا ما يهمنا.

 

* هناك تفاوت كبير في مستوى أفلام بانوراما الفيلم المغربي بالإضافة إلى أن بعضها يبدو مستواه أعلى فنيا من مستوى الأفلام المغربية في المسابقة فما تعليقك؟

** في الحقيقة تعتبر بانوراما الفيلم المغربي القصير أهم فعالية في المهرجان بالنسبة لي، خاصة أنها لم تكن معنا في الدورات الثلاث الأولى، أو بدأت مع الدورة الثالثة لا أذكر. كان هناك أيضا نقاش حول هذه المسألة، بين رأي يقول إنه يجب أن تتم فلترة الأفلام المشاركة في البانوراما من أجل الحفاظ على مستوى جيد أمام رواد المهرجان، ورأي آخر يؤيد عرض كل الأفلام من أجل إتاحة فرصة لصناعها، وأغلبهم من الشباب للاحتكاك بشرائح مختلفة من المتلقين، وبالتالي يتم تقييم تجربتهم بشكل عادل.

ويكفي أن يأتي ناقد من «المصري اليوم» ويشاهد فيلما قصيرا ويلتقي بمخرجه ليقول له إن فيلمك سيئ بسبب كذا وكذا، أو جيد بسبب كذا. بصراحة هذا هو الرأي الذي تبنيته أنا شخصيا فيما يخص البانوراما، أولا تلبية الاحتياج الفني لدى المخرج غير المشارك في المسابقة بعرض فيلمه على النقاد وتلقي ردود الأفعال، ثانيا يكفيني أن تخرج من هذه الأفلام الأربعين بعشرة أفلام جيدة، هذا مكسب لي كمسؤول عن السينما في المغرب.

ثم من قال لك إننا نريد تقديم صورة جيدة عن السينما المغربية القصيرة؟ إن ما نريده هو عرض إنتاجنا بكل مستوياته، الجيد والمتوسط وغير المميز، هذا هو الهدف الحقيقي من وراء البانوراما، العرض العام وليس تحسين الصورة وإبراز الجماليات.

* لماذا تكتفي إدارة المهرجان بالكتالوج والنشرة اليومية ولا يوجد مطبوعات ضمن كل دورة؟

** دعني أصارحك.. لست معنيًا أن تكون لكل دورة من المهرجان مطبوعات خاصة، وذلك لسبب مهم وهو أن أهم ما في المهرجان من وجهة نظري هو عروض الأفلام والمسابقة والندوات التي تتفاعل فيها عقول المشاركين.

إنني لا أرى أن المهرجان لا يكتمل إلا بمطبوعة! ولكن هذا لا يعني أنني ضد المطبوعات! لا، والمسألة لا علاقة لها بالميزانية، صحيح أننا لا نملك ميزانية كبيرة لكن صدقني في حال وجود أفكار لن نتردد في توجيه جزء من ميزانيتنا لطباعتها وتوزيعها أثناء الدورة.

المشكلة مشكلة أفكار، فالبعض يتقدم لنا بكتب عامة، مثلا «السينما في المغرب بين عام 1950 و1960». ساعتها أقول له هذا ربما يصلح لمهرجانات أخرى، أنا مهرجان للفيلم القصير المتوسطي، وحتى الآن لم يتقدم لي أحد بفكرة عن السينما القصيرة في المغرب أو حتى في الدول المتوسطية أو في مصر، نحن نبحث عن أفكار لكتب تخص روح المهرجان وطبيعته، السينما القصيرة المتوسطية تحديدا ولو ظهرت مثل هذه المشاريع فلن نتردد في دعمها واحتضانها ضمن دورات المهرجان.

*ما هو المشروع الجديد الذي يشغلك كرئيس للمركز السينمائي المغربي حاليا؟

** أهم مشروع بالنسبة لي هو المركبات السينمائية (الشاشات المتعددة)، حيث إنه في خلال عام واحد سنقوم بافتتاح 50 شاشة جديدة. هناك مركب يضم 12 شاشة في طنجة، و10 في أغادير، و10 في الرباط، بالإضافة إلى الشاشات الحالية التي تصل إلى 70 شاشة، وهذا معناه أنه في ظرف عامين سيكون لدي ما يقرب من 120 شاشة.

لقد استوعبنا التجربة المصرية التي نهضت بصناعة السينما في السنوات العشر الأخيرة، مع افتتاح نظام الشاشات المتعددة في القاهرة، ونحاول تطبيقها هنا.

* وهل سيخفض هذا من سعر التذكرة في المغرب وسيحارب القرصنة المستشرية؟

** لا يهمني محاربة القرصنة، لأنك لا تستطيع أن تحارب كيانًا شبحيًا ليس له ملامح واضحة، في فرنسا يتم قرصنة نصف مليون فيلم يوميًا، وهذا لا يمنع أن تبيع دور العرض 200 مليون تذكرة سنويا.

أما سعر التذكرة فمرهون بعقلية تسويق دور العرض، في المغرب لدينا نظام السعر الحر، أي أن كل مركب له الحق في وضع تسعيرته. مثلا «ميجا راما» أكبر مركب سينمائي في الدار البيضاء (14 شاشة) يحصل على 50% من إيرادات جهوية الدار البيضاء، وسعر تذكرته يترواح ما بين 7 و5 دولارات، رغم أن متوسط سعر التذكرة في المغرب دولارين. ولو أتى أحدهم في تطوان مثلا وأقر 15 دولارًا للتذكرة فلن يذهب له أحد. المهم بالنسبة لي أن أصنع سوقا للصناعة من خلال وجود شاشات عرض مجهزة ونظام توزيع ناجح، أما سعر التذكرة فهي مرحلة لاحقة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية