«إن الإنسان في حاجة إلى عامين ليتعلم الكلام، وإلى ستين عامًا ليتعلم الصمت، وأنا لست ابن عامين ولا ابن ستين عامًا.. أنا في نصف الطريق، ومع ذلك فيخيل إلىّ أنى أقرب إلى الستين؛ لأن الكلمات التي لم أقلها أغلى على قلبى من كل الكلمات التي قلتها»، كان هذا بعضا من الكلمات المأثورة للشاعر الداغستانى رسول حمزاتوف، التي تمثل لديه أيضا نهجا وقناعة إبداعية.
وحمزاتوف مولود في ٨ سبتمبر ١٩٢٣ بقرية تسادا في مقاطعة خونزاخ في جمهورية داغستان بجمهورية روسيا السوفيتية الاتحادية الاشتراكية بالاتحاد السوفيتى، وهو ابن الشاعر الداغستانى المشهور حمزة تساداسا، نسبة إلى تسادا قريته، وقد سماه والده باسم رسول، تيمنا بالنبى محمد- صلى الله عليه وسلم- وعمل مدرسا في شبابه، وفى عام ١٩٥٠ تخرج في معهد جوركى للآداب، وأصدر أول ديوان شعرى له في عام ١٩٤٣ كما صدرت له «حوار مع أبى ١٩٥٣ والبنت الجبلية ١٩٥٨ والنجوم العالية ١٩٦ وكتابات ١٩٦٣ ونجم يحدث نجماً ١٩٦٤ والسمراء ١٩٦٦ ومسبحة السنين ١٩٧٣»، كما كتب قصة شعرية بعنوان داغستان بلدى، ويتميز شعر حمزاتوف المكرس لحياة داغستان المعاصرة بالصبغة القومية الواضحة والنزعة الغنائية، وفى عام ١٩٥٩منح حمزاتوف لقب شاعر الشعب في داغستان، كما منح جائزة لينين، وأصبح منذ ١٩٧٤ شاعر الاشتراكية وبطل العمال، وشغل منصب رئيس نقابة الكتاب في داغستان، منذ ٥٠ عاماً، إلى أن توفى «زى النهارده» في ٣ نوفمبر ٢٠٠٣ في موسكو، بعد أن قضى معظم حياته في العاصمة الداغستانية «محج قلعة»