اتهم رئيس الوزراء الأردني، معروف البخيت، الإسلاميين المعارضين بالمسؤولية عن الاضطرابات التي تشهدها البلاد بعد أسابيع من الاحتجاجات المطالبة بالحد من سلطات الملك.
وتوفي محتج بعدما فضت قوات الأمن اشتباكات، الجمعة، بين أنصار العاهل الأردني الملك عبد الله ومحتجين مطالبين بالإصلاح.
وقال البخيت للتليفزيون الأردني: «ما حدث اليوم هو بالتأكيد بداية فتنة وغير مقبول».
وأضاف مخاطبا الإسلاميين الذين قال إنهم يتلقون تعليمات من مصر وسوريا: «كفاكم لعبا بالنار. إلى أين تريدون أن تأخذوا الأردن».
وقالت أسرة المحتج المتوفي إن قوات الأمن ضربته لكن وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) قالت إنه توفي بعد إصابته بذبحة صدرية خلال الاشتباكات مع الشرطة التي كانت تحاول تفريق المتظاهرين.
ونقلت قناة الجزيرة عن مراسلها أن محتجا ثانيا توفي.
وقال مدير الأمن العام اللواء الركن حسين المجالي إن قوات الأمن لم تستخدم القوة المفرطة وإن المحتج الذي توفي أصيب بأزمة قلبية. وقال إنه ليس لقوات الأمن علاقة بذلك.
ونظمت شخصيات إسلامية ويسارية وليبرالية وعشائرية احتجاجات واعتصامات على مدى الأسابيع الماضية طالبوا فيها بملكية دستورية.
وكانت المظاهرات على نطاق أقل مما تشهده بلدان عربية أخرى لكن التوترات الكامنة بين الأردنيين من أصل فلسطيني والسكان الأصليين للبلاد في «الضفة الشرقية» عادت للظهور ويمكن أن تهدد الاستقرار أيضا.
ولم تقمع السلطات المحتجين وتسعى لتجنب إثارة نوع من الاضطراب الذي أطاح برئيسي تونس ومصر.
لكن سرعان ما تحول احتجاج الجمعة إلى العنف بعدما استخدمت قوات الأمن الهراوات ورشت المياه لفض اشتباك بين المعسكرين المعارضين اللذين تجمعا في ميدان جمال عبد الناصر بالقرب من وزارة الداخلية في عمان. وأصيب العشرات وتلقوا العلاج في مستشفيات في جميع أنحاء عمان.
وقال سعيد جميل الذي توفي والده لرويترز في مستشفى الأمير حمزة بعمان: «ما الخطأ الذي ارتكبناه.. كنا نطالب بالإصلاح بطريقة سلمية».
وقال شقيقه عامر في وقت سابق لرويترز إن الشرطة ضربت والده خيري (57 عاما) وإنه لفظ أنفاسه الأخيرة بعد وصوله إلى المستشفى.
ورد الملك عبد الله على احتجاجات مناهضة للحكومة بإقالة رئيس وزراء لا يحظى بشعبية الشهر الماضي وحل محله البخيت وهو لواء مخابرات سابق، في خطوة نظر إليها على أنها ضربة لآمال الإسلاميين والليبراليين للإصلاح.
وقال المحتج محمود الحماوي لرويترز «البلطجية (المؤيدون للملكية) كانوا يلقون الحجارة من جانب وكانت الشرطة تهاجم المحتجين بالعصي لدفعهم للتراجع».
وتعرض مصور رويترز للضرب من قبل أنصار المؤيدين للملكية وقوات الأمن الأردنية. وتحطمت الكاميرا الخاصة به.
وقال المصور في مسرح الحدث ربيع زريقات إن قوات الأمن أخذت الكاميرا الخاصة به وضربوه بالعصي.
وقال أحد أفراد فريق طبي مع المحتجين الداعين للإصلاح الذين اعتصم بعضهم في الميدان مساء الخميس إن ما يزيد على 50 شخصا أصيبوا بجروح بعضهم إصابته خطيرة.
وهتف المحتجون ضد تدخل عناصر المخابرات في الأنشطة السياسية وطالبوا بإقالة مدير المخابرات محمد الرقاد، كما هتفوا أيضا: «سلمية سلمية» و«نحب الأردن».
وهتف الفريق المؤيد للملكية: «الشعب يريد إسقاط الأحزاب السياسية» ورفعوا صورا للملك عبد الله.
وفي وقت سابق الشهر الجاري أعلنت حكومة معروف البخيت تشكيل لجنة للحوار الوطني استجابة لدعوة من الملك عبدالله للإسراع بالإصلاحات.
وقالت المعارضة الاسلامية بالأردن إنها لن تنضم للجنة لأنها لن تناقش تعديل الدستور للحد من سلطات الملك.
وفي وقت لاحق الجمعة أعلن 15 عضواً من بين أعضاء اللجنة البالغ عددهم 52 استقالتهم احتجاجا على الاشتباك.
ونقلت وكالة الأنباء بترا عن سعيد ذياب عضو اللجنة قوله إن البيان يطالب باقي أعضاء اللجنة ورئيسها طاهر المصري بالاستقالة تحملا لمسؤوليتهم الوطنية والتاريخية وإكراما لدم المواطنين الذين كانوا يعتصمون سلميا.
وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة لتليفزيون سكاي إن الموقف تحت السيطرة، وأضاف: «هناك بالفعل إصلاحات في الموضع المناسب.. في الأسابيع القليلة الماضية تم تسريع هذا»، مؤكداً أن القوة المحركة وراء الاحتجاج هي قضايا اقتصادية، وقال: «لدينا صعوبة اقتصادية لكن لدينا استقرار سياسي الحمد لله».