إثر توقيع مصر اتفاقية كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل، وفي موقف ناجز هو الأول من نوعه بين مواقف العرب، دعا زعماء عشر دول عربية لعقد مؤتمر قمة عربي للتباحث فيما يمكن اتخاذه من إجراءات ضد مصر لموقفها الخارج على الإجماع العربي «آنذاك» بالتفاوض مع إسرائيل.
وكانت العراق هي التي تزعمت هذا الموقف، و«زي النهارده» في٢ نوفمبر١٩٧٨م عقد المؤتمر «فوراً» في العاصمة العراقية بغداد، ولم يصدرعن هذا المؤتمر بيان ختامي وإنما خلص لمجموعة من القرارات، كان منها عدم موافقة المؤتمر على اتفاقيتي كامب ديفيد، وتوحيد الجهود العربية من أجل معالجة الخلل الاستراتيجي العربي، ودعوة مصر إلى العودة عن اتفاقيتي كامب ديفيد وحظر عقد صلح منفرد مع إسرائيل، ودعم الجبهتين الشمالية والشرقية ومنظمة التحرير الفلسطينية مادياً.
وكان من أخطر هذه القرارات نقل مقر الجامعة العربية وتعليق عضوية مصر وتطبيق قوانين المقاطعة على الشركات والأفراد المتعاملين في مصر مع إسرائيل، والتمييز بين الحكومة والشعب في مصر، وإلغاء جميع القرارات التي اتخذها مجلس الجامعة العربية بشأن مقاطعة اليمن، وكان هذا المؤتمر العادي هو مؤتمر القمة العربي العادي التاسع.