افتتح حلمي النمنم وزير الثقافة، مساء اليوم الأربعاء، فعاليات الدورة الـ26 لمهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، دورة الراحل محسن فاروق، الذي تنظمه دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتورة إيناس عبدالدايم، على المسرح الكبير.
قال وزيرالثقافة «كنا في السابق نقول يد تبني ويد تحارب، أما اليوم فإننا نقول يد تعزف ..ويد تقاوم الإرهاب» مضيفا، أن اليد المرتعشة التي لا تواجه الإرهاب لن تتمكن من العزف، والصوت الذي لا يستطيع أن يقول لا للإرهاب، لا يمكن أن يرتفع صوته بالغناء».
وأكد وزير الثقافة، أن «هذا اليوم أصبح عيدا سنويا لدى عشاق الفن والثقافة الراقية، وهذا اليوم هذا العام له معني خاص، ففي فجره تمكنت قواتنا المسلحة من القضاء على البؤرة الإرهابية بمنطقة الواحات البحرية وحررت النقيب محمد الحايس، موضحا أن هذه البؤرة كانت تخطط لعمليات إرهابية كبيرة في القاهرة والأسكندرية والجيزة ومناطق أخرى تستهدف آلاف المواطنين».
ونوه وزير الثقافة، على أن هناك علاقة بين عملية فجر اليوم، واحتفالية الليلة، فنحن في هذه اللحظة نمثل جانبا من جوانب قوة مصر، قوة مصر الناعمة التي يمثلها اليوم، الموسيقى والغناء.
وشدد وزير الثقافة، على أنه في أي بلد أو ثقافة أو حضارة، لا معنى لوجود قوة ناعمة بدون وجود قوة خشنة، تتمثل في جيش قوى وشرطة باسلة وأجهزة معلومات تحمي الدولة، وتمهد الطريق لقوتها الناعمة.
من جانبها قالت الدكتورة إيناس عبدالدايم، رئيس المهرجان، إننا اليوم نحتفل بمهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية في دورته السادسة والعشرون، والذي يضئ مسارحنا في القاهرة والأسكندرية ودمنهور، بشتى ألوان الغناء العربي.
وأضافت «عبدالدايم»، أن المهرجان يحافظ على مورثنا الفني العظيم من الإندثار، فالموسيقى بها نسموا ونعلوا ونحلق في فضاءات جميلة.
وأوضحت أن «دورة هذا العام متميزة، فقد حرصت فيها إدارة المهرجان على أن تقتطف وردة من شتي بساتين النغم، بداية من الافتتاح واستلهام موسيقى الدراما، إلى جانب معرضا للخط عربي، ولأول مرة في المهرجان يوجد 3 أقسام في المسابقة، اولها الإبداع الفني من خلال أغنية جديدة في اللحن والتوزيع والغناء، وثانيهما مسابقة الربابة، وثالثهم في مجال مسابقة الدكتورة رتيبة الحفني في الغناء العربي للأطفال، إلى جانب تكريم 24 فنانا مختلفا».
ووجهت «عبدالدايم»، الشكر والتحية للراحلة الدكتورة رتيبة الحفني أول رئيس لدار الأوبرا ومؤسسة المهرجان، وأهدت الدورة لروح الفنان محسن فاروق الذي أثرى الموسيقى العربية بفنه. مختتمةً «يحيا الفن.. وستبقى دار الأوبرا المصرية منارة نرفع منها صوت الموسيقى والغناء عاليا».
وأوضحت الدكتورة جيهان مرسي، أن المهرجان يهدف إلى تعريف جيل الشباب برواد هذا الفن في وطننا العربي، في ظل إنهيار الكلمة واللحن والأصوات هذه الأيام، والذي إنعكس على المجتمع، ففي الماضي كانت الأغاني تهدف إلى الإرتقاء بالذوق، أما الآن فهي تجارة.
وأضافت مرسي، نطمح أن نصحح تلك الصورة، ونؤكدا أن وطننا العربي قدم روائع كثيرة في الموسيقى والغناء.
وشددت على أن مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية أخذ على عاتقه الحفاظ على تراثنا وهويتنا العربية، وأن يقول للعالم أن مصر هي قبلة الغناء الجيد.
ثم قام وزير الثقافة بتكريم اسم المطرب الراحل محسن فاروق، اسم المطرب السعودى الراحل طلال مداح، اسم الموسيقار الرحل على إسماعيل، اسم المطرب الراحل عماد عبدالحليم، اسم عازف الكمان الراحل محمود الجرشة، اسم الشاعر الراحل سيد حجاب، الموسيقار الدكتور راجح داوود، الإعلامية الرائدة إيناس جوهر، الموسيقار العراقي الدكتور سالم عبدالكريم، الموسيقار السوري رعد خلف، الموسيقار التونسي أمين بو حافا، الموسيقار تامر كروان، عازف الأكورديون فاروق محمد حسن، الموسيقار وعازف الدرامز وجدي فؤاد، عازف البيانو والموزع الموسيقى عمرو سليم، عازف العود مدثر أبوالوفا، الشاعر عزت الجندي، الموسيقار محمود طلعت، المايسترو هاني فرحات، الموزع الموسيقي والمايسترو وليد فايد، عازف الإيقاع ايهاب عباس، عازف الإيقاع محسن الصواف، الباحث الدكتور عبدالله الكردي، وفنان الخط العربي أحمد عبدالفتاح، بتسليمهم أوسكار المهرجان وشهادات التقدير.
تضمن الحفل، افتتاح معرض صور فوتوغرافية تتناول مشوار المطرب الراحل محسن فاروق، إضافة إلى عرض فني موسيقي بعنوان ( الدراما الموسيقية ) قدمها أوركسترا تم تكوينه خصيصاً لهذه المناسبة، بقيادة المايسترو أحمد عاطف بمشاركة عازفة الفلوت الدكتورة إيناس عبدالدايم، مع المطربان نهال نبيل ووائل الفشني من إخراج حازم طايل والديكور والاضاءة والصوت للمهندسين محمود حجاج، وياسر شعلان وياسر أنور.
كما تضمنت الفعاليات افتتاح معرضين لفنون الخط العربى الأول بقاعة صلاح طاهر للفنون التشكيلية ويضم إبداعات المكرم احمد عبدالفتاح، والثاني بقاعة زياد بكير للفنون التشكيلية بالمكتبة الموسيقية لأعمال مجموعة من مبدعى هذا الفن .
يذكر أن مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية يستمر لمدة 15 يوماً، على مسارح الأوبرا بالقاهرة ( الكبير، الصغير، معهد الموسيقى العربية، مسرح الجمهورية ) وأوبرا الأسكندرية ودمنهور من خلال 45 حفلا غنائيا وموسيقيا بمشاركة 84 نجم من 8 دول عربية هي مصر، فلسطين، العراق، لبنان، المغرب، تونس، الكويت، سوريا.
حضر حفل الافتتاح الدكتور حاتم ربيع أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، والدكتور أحمد عواض رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، الدكتور هشام مراد رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، الدكتورة احلام يونس رئيس اكاديمية الفنون والدكتور انور مغيث رئيس المركز القومي للترجمة، والفنانة جيهان مرسى مدير المهرجان، وعدد كبير من السفراء وممثلي الدول والإعلاميين.