يخوض انتخابات مجلسى الشعب والشورى للمرة الأولى عدد من الصوفيين أعضاء الأحزاب المنبثقة من الطرق الصوفية، ومن بينها حزب التحرير المصرى، الذى يخوض الانتخابات مستقلا بعيدا عن التكتلات والتحالفات الانتخابية بـ«53 مرشحاً» خلاف حزب صوت الحرية الذى فضل النزول ضمن الكتلة المصرية وعلى قوائم حزب المصريين الأحرار «بـ10 مرشحين». وبعدها سعى حزبا صوت الحرية والتحرير المصرى للانضمام إلى الكتلة المصرية وسرعان ما قرر حزب التحرير المصرى الانسحاب من الكتلة ليخوض الانتخابات بقوائم مستقلة بعد تباطؤ الكتلة فى إنهاء قوائمها. وقال عصام محيى، الأمين العام لحزب التحرير المصرى، إن الحزب دفع «بـ53 مرشحا» من بينهم 6 سيدات و3 أقباط فى 7 محافظات وقال إن الحزب كان مستعدا بعدد أكبر من المرشحين لولا ضيق الوقت وتأخر من الكتلة المصرية أربك قوائمنا. وأضاف: إن الحزب سيتعاون مع حزب صوت الحرية لدعم مرشحى الحزبين بالإضافة إلى المنتمين للطرق الصوفية بشكل عام. وقال الدكتور عصام سرى، رئيس حزب صوت الحرية، إن الحزب يرى أن الانتخابات فرصة لتدريب كوادره سياسيا واكتسابهم خبرات العمل الحزبى. وأضاف أن ما يهم الحزب الآن مدى قدرة الحزب على منافسة مرشحى الأحزاب الأخرى. واللافت، بعد إغلاق باب الترشيح، خلو قوائم حزبى صوت الحرية والتحرير المصرى من قيادات ومشايخ الطرق الصوفية، وهو الأمر الذى أرجعه الشيخ طارق الرفاعى، شيخ الطريقة الرفاعية، إلى خوف المشايخ من اهتزاز صورتهم أمام المريدين فى حال عدم نجاحهم. وأضاف الرفاعى أن مشايخ الطرق الصوفية حذروه من خوض الانتخابات لكنه قرر خوضها وفى دائرة إمبابة التى تعد معقلا للسلفيين والإخوان ليكون قدوة لمريديه لتفعيل دورهم سياسيا مهما كانت الصعوبات.
وفى حزب التحرير المصرى، رفض الشيخ محمد علاء أبوالعزايم، شيخ الطريقة العزمية، مؤسس الحزب، خوض الانتخابات رغم منافسته للدكتور أحمد فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب المنحل فى بداية انتخابات عام 2010 ثم انسحابه من الترشح بعد ذلك وإعلان تأييده لسرور. وأرجع أبوالعزايم عدم خوضه الانتخابات إلى ارتباطاته بأبناء طريقته وتطهير البيت الصوفى من فلول الحزب الوطنى المنحل وكثرة سفرياته إلى العالم الإسلامى.
وعن اتهام الرفاعى لقيادات ومشايخ الطرق الصوفية بعدم الترشح حتى لا تهتز صورتهم أمام مريديهم حال سقوطهم، قال أبوالعزايم: «رشحت نفسى أمام سرور ولم أخش من اهتزاز صورتى رغم علمى باستحالة إسقاطه بسبب ممارسات الحزب الوطنى، إلا أننى ظللت صامداُ لتوصيل رسالة بأن الصوفيين قادرون على التفاعل مع الحياة السياسية.