x

«75 عاما علي معركة العلمين: حرب العلمين» فى السينما العالمية أفلام عن الضباط والجواسيس

الأحد 29-10-2017 23:26 | كتب: منة خلف, هالة نور, ريهام جودة |
فيلم ثعلب الصحراء قصة رومل فيلم ثعلب الصحراء قصة رومل تصوير : اخبار

معركة من أكبر نقاط التحول في تاريخ الحرب العالمية الثانية، وغيرت دفة الانتصار فيها إلى قوات الحلفاء، رغم أن الكفة القتالية كانت في صالح قوات المحور، وعلى الشاشة فإن السينما خاصة العالمية حفلت بتجارب عديدة ترصد معركة العلمين، بين ما قدمه صناع الأفلام عن الحرب العالمية الثانية، وبعضها حقق إيرادات كبيرة، لكن القليل منها تناول معركة العلمين، وما شهدته الصحراء المصرية بين القوات المتناحرة وزرع 16 مليون لغم وقتها.

فيلم ثعلب الصحراء قصة رومل

«انتصار الصحراء» أو Desert Victory يعتبره كثيرون أول فيلم أجنبى يرصد معركة «العلمين»، والذى أنتجته وزارة الإعلام البريطانية، عام 1943، بعد عام واحد فقط من وقوع المعركة، وحاز الفيلم الذي يعتمد بشكل كبير على لقطات من النشرات الإخبارية، على جائزة الأوسكار، إلا أنه تم انتقاده لإبراز الدور البريطانى في الانتصار، والاستهانة بدور الولايات المتحدة في المعركة.

يقول مارك هاريس، مؤلف كتاب «هوليوود والحرب العالمية الثانية»، إنه عندما وجهنا انتقادا لصناع فيلم «انتصار الصحراء» بالتحيز الواضح في السياق الدرامى، ردت وزارة الإعلام البريطانية بأن الأمريكيين «لم يكن لديهم أي لقطات مصورة جيدة لاستخدامها في الفيلم».

في عام 1951 أنتجت شركة «فوكس القرن الـ20» الأمريكية فيلم «ثعلب الصحراء: قصة رومل»، الفيلم بالأبيض والأسود، ويحكى قصة السنوات الأخيرة في حياة أشهر قائد ألمانى شهد له الجميع بالكفاءة العالية، «رومل»،وجسد دوره الممثل الأمريكى جيمس ميسون، وعندما تم عرض الفيلم، انتقدته صحيفة «نيويورك تايمز» بأنه «يمدح الزعيم المسؤول عن مقتل الآلاف والآلاف من القوات البريطانية»، في إشارة إلى «هتلر».

وفى عام 1953 تم تقديم فيلم El Alamein بطولة ريتا مورينو وسكوت برادلى، وإدوارد آشلى، إخراج فريد إف سيارز، ولعب خلاله الممثل بينى روبن شخصية سائق مصرى يعمل في خدمة الضابط الألمانى.

«روميل ينادى القاهرة» فيلم مشترك بين مصر وألمانيا، وهو التجربة الوحيدة التي شارك فيها ممثلون مصريون في تقديم عمل عن العلمين خلال تلك الحرب، وأُنُتج عام 1958 ويرصد قصة الجاسوسة حكمت فهمى التي جسدت دورها الفنانة إيمان، وقدمت دور راقصة، تدعى «أمينة»، كانت عضوة في خلية تجسس ألمانية في مصر للتمهيد لدخول الألمان، إلا أن الانجليز قبضوا عليها بعد سقوط أحد أعضاء الشبكة في أياديهم، وأُفرج عنها بضغط من الملك بعد حوالى سنتين من السجن، وشاركها البطولة الممثلان أدريان هوفن، وبيتر فان، ومن مصر الفنانان حسن البارودى، وعبدالمنعم إسماعيل، والطفل سليمان الجندى.

وفى عام 1969، تم إنتاج فيلم «معركة العلمين» La Battaglia Di El Alamein، بالاشتراك بين إيطاليا وفرنسا، السياق الدرامى للفيلم ينبع بشكل كبير من وجهة النظر الإيطالية، ومن أجل تجنب الوقوع في فخ الإنحياز، حاول المخرج جورجيو فيرونى أن يركز على بعض الحالات داخل القيادة العليا البريطانية والألمانية.

جمع الفيلم فنانين من جنسيات مختلفة لكنه لا يزال فيلما من زاوية واحدة، إلا أنه أيضا بخلاف الأفلام الشبيهة له، لم يعتمد في توثيقه للحدث التاريخى وللمعركة على سياق درامى يتضمن قصة غرامية بين جاسوسة وضابط أو العكس، وإنما اعتمد على الصور النمطية والتطورات المعلوماتية، لكن بعيون إيطالية لم تكن منصفة بحسب وجهات النظر الأخرى.

الفيلم لعب بطولته فردريك ستافورد وجورج هيلتون ومايكل رينى والممثل الفرنسى من أصل أذربيجانى روبرت حسين، وإخراج جورجيو فيرونى.

وتناول تقدم «روميل» في صحراء العلمين، وما أشيع وقتها من مخاوف عن اقترابه من النيل واستيلائه على قناة السويس في حال لو فاز في المعركة، وزرع المنطقة بالألغام التي أودت بحياة الجنود، بخلاف استمرارها حتى الآن هناك.

كما قدمت السينما الإيطالية فيلم El Alamein- La Linea Del Fuoco أو(El Alamein -The Line Of Fire)، «العلمين- خط النار»، عام 2002، إخراج إنزو مونتيلون، وبطولة كل من باولو بريجوجوليا وإيميليو سولفريزى وبيرفرانسيسكو فافينو، وقدم في نفس الإطار الذي يتعاطف مع الجانب الإيطالى ويبرز دوره في الحرب.

وفى عام 2012 عرض التليفزيون الألمانى ARD فيلم «روميل» وضع القائد الألمانى موضع مجرمى الحرب، وهو الفيلم الأول من نوعه الذي يتحدث بتلك اللهجة، ما أثار حفيظة عائلة روميل، فابنه «مانفريد» وحفيدته رأيا أن ذلك العمل أضعف من دور روميل في مقاومة هتلر، وصور القائد الميدانى الألمانى الشهير في الحرب العالمية الثانية رجلا ضعيفا مقسما بين ولائه للزعيم النازى هتلر وإدراكه بعد فوات الأوان أنه يخدم شيطانا، واعتبر «مانفريد روميل» الذي كان في الـ15 من عمره أن منتجى الفيلم يقدمون أكاذيب.

ورد منتج الفيلم، نيكو هوفمان وقتها «إن هناك الكثير من الأشياء غير المؤكدة تحيط بأسطورة روميل، فهو بالنسبة للبعض جندى شجاع ذو كبرياء هو ثعلب الصحراء، البعض لا يعرف أنه انتحر تحت ضغط من هتلر ويتصور أنه هلك في الحرب وهناك أسئلة كثيرة عن مدى قربه من المقاومة، والأمر كله يعود إلى خيال المؤلف والمخرج».

تكلف الفيلم 6 ملايين يورو، وركز على تصاعد الصراع النفسى داخل روميل خلال الـ7 أشهر الأخيرة قبل وفاته.

ولعل الأمر كما حدثنا الإعلامى مفيد فوزى من أن السينما العالمية اهتمت بشكل أكبر بتوثيق الحرب العالمية الثانية ورصدها من زوايا مختلفة، بدلا عن تركيزها على معركة العلمين، فنجد أشهر الأفلام التي قامت بنقل المشاعر الإنسانية التي انبثقت عن الحرب هو فيلم «المريض الإنجليزى»، المأخوذ عن رواية بقلم الكاتب السيريلانكى مايكل أونداتجى، وتحكى قصة مريض يُعتقد أنه إنجليزى وجد في مصر أثناء الحرب العالمية الثانية، وسقط مع طائرته وتشوه بسبب الحروق إلى درجة لا تمكن أحداً من معرفة هويته، ينتهى به المطاف إلى مشفى في إيطاليا أثناء دخول الحلفاء إليها، وبعد إخلاء المشفى وصعوبة نقله إلى مكانٍ آخر تبقى معه ممرضة كندية، ويلتحق بهذه الممرضة رفيق والدها وتجمعهم صداقة شخص هندى مختص بنزع الألغام وفكها.

ورصد الفيلم حياة 4 شخصيات من عرقيات مختلفة مهجرين مبعدين عن أوطانهم بسبب ويلات الحرب العالمية الثانية التي أفقدتهم هوياتهم.

في الأفلام المصرية: حضور على الهامش
فيلم لعبة الست

بخلاف السينما العالمية لم تهتم السينما المصرية ولا أفلامها بالحرب العالمية الثانية ولم تقترب منها بصورة مباشرة لتقدمها على الشاشة فيما اكتفى عدد قليل من الأفلام بالإشارة إليها من بعيد وبصورة هامشية مثل خان الخليلى وإسكندرية ليه وحكمت فهمى.

اعتبرت الناقدة ماجدة خير الله، أن السينما المصرية مقصرة تجاه الأعمال التاريخية وتعامل مع الأحداث كأنها «جريدة» تتناول كل ماهو مستحدث ومطروح على الساحة فقط، رغم أن الحرب العالمية الثانية جاء مردودها على مصر وخاصة الإسكندرية، حيث عانت أهوالاً بسببها، ووصلت قوات «روميل» إلى العلمين.

وقالت «خير الله» في تصريحات خاصة لـ «المصرى اليوم»: إن هذا الحدث العالمى أثر على كافة الدول ونال مصر من تأثير مثل الدول التي تعاملت معها، لأن الحروب تؤثر على العالم اقتصاديا، وسياسياً، وثقافيا، وفى كافة المجالات بل تقوم بإعادة تركيبة الحياة للبلاد جغرافيا من انضمام دول أو انقسامها عقب الحروب وأثناءها لذلك فإن الأجيال الحالية لا تعلم شيئًا مما جرى من أحداث تاريخية، مستدلة بذلك بفيلم «الناظر» لعلاء ولى الدين، عندما وجه للطلاب سؤالا عن ثورة يوليو، ولم يعرفوا شيئًا عنها، رغم أن هناك من يتذكرون ما حدث بالحرب، وأن الجيل الحالى ظُلم جراء التغييب السينمائى أو الدرامى لسرد التاريخ وأسقط مراحل هامة من الحروب.المزيد

«روميل في الواحات»: مسلسل إذاعى يرصد دور المرأة أثناء الحرب
محمد عبد القادر

بين مؤلفاته التي اقتربت من العشرين كتابا في الإعلام والسياسة نسج أبوالإعلام المصرى الراحل الدكتور محمد عبدالقادر حاتم (3 سبتمبر 1918 ـ 7 يوليو 2015) رواية يتيمة بعنوان «روميل في الواحات» حولتها الإذاعة المصرية إلى عمل درامى لعب بطولته شكرى سرحان وسهير المرشدى وأعد له السيناريو والحوار الكاتب الراحل فتحى أبوالفضل (30 سبتمبر 1913- 30 نوفمبر 1986) وأذيع المسلسل عبر أثير إذاعة الشعب والتى كانت إحدى الشبكات الإذاعية المصرية حتى بداية الثمانينيات وتم تحويلها إلى إذاعة الشباب والرياضة وخرجت منها عدة إذاعات إقليمية مثل القاهرة الكبرى والدلتا والقناة وشمال سيناء وغيرها

المسلسل أعادت إذاعة ماسبيرو إف إم إذاعته منذ عدة أسابيع بمناسبة مرور 75 عاما على حرب العلمين وباعتباره عملا يرصد هذه المرحلة.المزيد

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية