أكد دبلوماسيون لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن هيئة تابعة للأمم المتحدة لمراقبة للأسلحة الكيماوية وجدت أن الحكومة السورية مسؤولة عن هجوم مميت بغاز الأعصاب قتل أكثر من 80 شخصا.
وأحيل التقرير السري الصادر عن «آلية التحقيق المشتركة» إلى أعضاء مجلس الأمن، يوم الخميس، قبيل نشره علنا.
وقتل أكثر من 80 شخصا باستخدام غاز السارين في بلدة خان شيخون الخاضعة لسيطرة المعارضة في الرابع من أبريل الماضي.
وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا قد ألقت باللوم على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد في ذلك الهجوم، وأمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتنفيذ ضربة صاروخية على أهداف تابعة للحكومة السورية ردا على ذلك الهجوم.
لكن روسيا، التي تدعم قوات الحكومة السورية في حربها ضد تنظيم داعش المتطرف في البلاد، تساءلت عن منهجية آلية التحقيق المشتركة. وتقول الولايات المتحدة وبريطانيا إنها محاولة لإنكار الأدلة التي تشير بأصابع الاتهام إلى الحكومة السورية.
وقالت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي في بيان إن الدول التي رفضت قبول هذه التقارير «تحاول حماية نظام» الأسد.
وأضافت هالي: «إن تقرير اليوم يؤكد صحة ما كنا نعرفه منذ فترة طويلة. مرة تلو الأخرى، نرى تأكيدا مستقلا على استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيماوية».
وقالت إن «تجاهل الكم الهائل من الأدلة في هذه القضية يدل على تجاهل مقصود للمعايير الدولية المتفق عليها على نطاق واسع».
وتعمل «آلية التحقيق المشتركة» جنبا إلى جنب مع بعثة تقصي حقائق من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية التي حددت بالفعل أن غاز السارين استخدم في خان شيخون ولكنها لم تحدد من قام باستخدامه.
وخلص محققون بمجال حقوق الانسان في جنيف في تحقيق منفصل الشهر الماضي إلى أن القوات الجوية السورية مسؤولة عن الهجوم.
وفى وقت سابق من يوم الخميس، خلصت نتائج دراسة استقصائية خاصة أجراها موقع «بلينجكات» المستقل، وشاركت فيه وكالة الأنباء الألمانية، إلى تورط الحكومة السورية في هجوم كيماوي آخر وقع قبل أيام فقط من هجوم خان شيخون.
ووقع الهجوم الكيماوي في 30 مارس الماضي على قرية اللطامنة بشمالي سورية، ما تسبب في إصابة العشرات.
وقال محققو «بلينجكات» إن الدليل المادي في موقع هجوم اللطامنة يشير إلى استخدام نفس نوع القنابل المستخدم في خان شيخون.
وأشاروا إلى العثور على حطام مشابهة وبقع قاتمة على الأرض في الموقعين.
وقال أنور رحمون، وهو مزارع محلي كان من بين الضحايا، لـ (د.ب.أ) إن أكثر من خمسين شخصا بينهم أطفال، أصيبوا جراء الغاز الذي أحرق أيضا ألفي متر مربع من العشب.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إنه تم استخدام غاز كيماوي غير محدد في هجوم اللطامنة، وحملت القوات الجوية السورية المسؤولية عنه.
وفي وقت سابق، قالت منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية إنه تم استخدام غاز السارين في الهجوم على اللطامنة.
وفي عام 2013، أصدر مجلس الأمن قرارا يطالب سورية بالتخلص من مخزونها من الأسلحة الكيميائية وإنهاء مثل هذه الهجمات.