فى تمام التاسعة والنصف صباح الاربعاء عادت الحياة من جديد لتدب فى البورصة المصرية، بعد أطول فترة توقف شهدتها منذ فتح أبوابها، حيث توافد السماسرة على مكان تنفيذ العمليات فى البورصة المعروف باسم «الكوربية»، وأمنت عناصر الشرطة العسكرية المكان، من خلال كردون أمنى مكثف حول شوارع البورصة، فيما تولت الشرطة تنظيم المواطنين الراغبين فى دخول هذه الشوارع والتأكد من هويتهم.
ورغم هذا الحماس المتأجج لدعم البورصة، فإنه لم تمر سوى 16 ثانية فقط، وعندها توقف العمل بتدخل سريع، ليسجل التاريخ أقصر جلسة فى السوق، بينما كان بعض السماسرة منهمكين فى متابعة شاشة التداول، وآخرون مشغولين بالاتصالات الهاتفية مع شركاتهم، لتسيطر عليهم نظرات القلق والخوف من الانهيار.
ولكن بعد عودة التداول مرة أخرى فى الساعة الحادية عشرة، دب تصفيق حاد من أغلب السماسرة داخل القاعة.
داخل شركات السمسرة كان المشهد غريباً، الكل يترقب أول يوم للتعاملات فى البورصة، التشاؤم كان يطغى على الكثيرين منذ الصباح الباكر، وآخرون ملأهم الأمل بأن تنقذ الحكومة البورصة من الهلاك بأى طريقة كانت، وسيطرت الثورة على أحاديث السماسرة والمتعاملين، خاصة ما يتعلق بالأسماء التى تورطت فى قضايا أطاحت بسمعة شركاتهم وتأثير ذلك على البورصة، حتى إن أحد العملاء تهكم على الأمر قائلاً: «فى سهم شركة نزل وبقى 57 قرش ودول حتى مايجيبوش قرص طعمية».