أعلن الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، الثلاثاء، عن إطلاق مشروع «نيوم» أول منطقة اقتصادية خاصة تمتد عبر السعودية ومصر والأردن.
وقال بن سلمان، وفقا لوكالة الأنباء السعودية «واس»، إنه سيتم بناء «نيوم» من الصفر على أرض خام، وستشكل التقنيات المستقبلية حجر الأساس في تطويره ما سيتيح المجال لتبني أسلوب جديد للحياة.
وأشار إلى أن الدكتور كلاوس كلينفيلد، الذي عُين لمنصب الرئيس التنفيذي للمشروع يتمتع بسجل حافل في قيادة بعض الشركات الأكثر ديناميكية وتطورا وأفضل أداء في العالم، قائلا: «نعتقد أن هذه المهارات بالإضافة إلى خبرته القيادية ستضمن نجاح المشروع».
وأعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي عن توقيع بن سلمان عقد تعيين كلينفيلد لمنصب الرئيس التنفيذي للمشروع، وهو الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة السابق لشركتي ألكوا ووأركونيك الرائدتين عالميا في صناعة الألومنيوم، بالإضافة إلى صناعة المنتجات وتقديم الحلول الهندسية.
وستدعم المملكة وصندوق الاستثمارات العامة والمستثمرون المحليون والدوليون المشروع بأكثر من 500 مليار دولار، على مدى السنوات المقبلة.
من جانبه، قال كلينفيلد إن المشروع فرصة فريدة تجمع بين أعلى مستويات المعيشة مع آفاق اقتصادية فريدة، ويشرفني أن أقوم بهذا الدور القيادي.
ويأتي المشروع في إطار التطلعات الطموحة لرؤية 2030 بتحول المملكة إلى نموذجٍ عالمي رائد، في مختلف جوانب الحياة، من خلال التركيز على استجلاب سلاسل القيمة في الصناعات والتقنية داخل المشروع.
وأوضح ولي العهد السعودي أن «منطقة»نيوم«ستركز على 9 قطاعات استثمارية متخصصة تستهدف مستقبل الحضارة الإنسانية، وهي مستقبل الطاقة والمياه، ومستقبل التنقل، ومستقبل التقنيات الحيوية، ومستقبل الغذاء، ومستقبل العلوم التقنية والرقمية، ومستقبل التصنيع المتطور، ومستقبل الإعلام والإنتاج الإعلامي، ومستقبل الترفيه، ومستقبل المعيشة الذي يمثل الركيزة الأساسية لباقي القطاعات، وذلك بهدف تحفيز النمو والتنوع الاقتصادي، وتمكين عمليات التصنيع، وابتكار وتحريك الصناعة المحلية على مستوى عالمي، وكل ذلك سيؤدي إلى إيجاد فرص عمل والمساهمة في زيادة إجمالي الناتج المحلي للمملكة، وسيعمل المشروع على جذب الاستثمارات الخاصة والاستثمارات والشراكات الحكومية.
وتمتاز منطقة المشروع بخصائص مهمة، أبرزها الموقع الاستراتيجي الذي يتيح لها أن تكون نقطة التقاء تجمع أفضل ما في المنطقة العربية وآسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا، وتقع المنطقة شمال غرب المملكة على مساحة 26.5 ألف كم2، وتطل من الشمال والغرب على البحر الأحمر وخليج العقبة بطول 468 كم2، ويحيط بها من الشرق جبال بارتفاع 2500 متر، يضاف إلى ذلك النسيم العليل الذي يسهم في اعتدال درجات الحرارة فيها، كما ستتيح الشمس والرياح لمنطقة المشروع الاعتماد الكامل على الطاقة البديلة.
ويتطلع المشروع لتحقيق أهدافه الطموحة بأن تكون المنطقة من الأكثر أمنا في العالم إن لم تكن الأكثر، وذلك عبر توظيف أحدث التقنيات العالمية في مجال الأمن والسلامة، وتعزيز كفاءات أنشطة الحياة العامة، من أجل حماية السكان والمرتادين والمستثمرين.
وسيتم السعي بقوة لتطبيق مفهوم القوى العاملة للاقتصاد الجديد الذي يعتمد على استقطاب الكفاءات والمهارات البشرية العالية للتفرغ للابتكار وإدارة القرارات وقيادة المنشآت، أما المهام المتكررة والشاقة، فسيتولاها عدد هائل من الروبوتات والتي قد يتجاوز عددها تعداد السكان، ما قد يجعل إجمالي الناتج المحلي للفرد في المنطقة هو الأعلى عالميا، وكل تلك المقومات والخصائص ستضع المشروع في الصدارة من حيث كفاءة الخدمات المقدمة ليصبح الأفضل للعيش في العالم.