تمسكت الدكتورة بسمة عبد العزيز، مدير الإعلام والتثقيف بالأمانة العامة للصحة النفسية، بالبيان الذي أصدرته، الإثنين، لرفض إحالة المدون مايكل نبيل إلى مستشفى الصحة النفسية بالعباسية، رغم إحالتها للتحقيق وتبرؤ وزارة الصحة من البيان.
وقالت عبد العزيز في تصريحات لـ«المصري اليوم»: «ما دفعني لإصدار هذا البيان هو الميراث السيئ في تاريخنا لاستخدام المرض النفسي والعقلي كوسيلة للاغتيال المعنوي لبعض الشخصيات، وهو ما حدث لإسماعيل المهداوي، الكاتب الماركسي والمعارض لنظام عبد الناصر، والذي تم إدخاله مستشفى العباسية لمدة 17 عاما، وكذا الشاعر نجيب سرور، وقد فزعت من احتمالية أن يكون الأمر نفسه يتكرر مع مايكل.. لقد كنت أدافع بهذا البيان عن سمعة الطب النفسي وعن سمعتنا كأطباء».
كان البيان، الذي نأت وزارة الصحة بنفسها عنه، قد جاء فيه أن «إحالة النشطاء السياسيين وأصحاب الرأي إلى المستشفيات النفسية بدعوى تقييم قواهم العقلية هو أمر خطير وغير مقبول، يعيد إلى الأذهان الحقبات المظلمة من تاريخ الإنسانية، حين كان يتم الزج بالمخالفين للنظام السياسي والمجتمعي السائد في المستشفيات النفسية بغرض عزلهم عن المجتمع ووصمهم فيما بعد بضعف الإدراك والبصيرة وبالتالي تشويه آرائهم وتسفيهها حتى بعد ثبوت سلامتهم».
من جانبه، أكد الدكتور حسام حسن، الطبيب المقيم بقسم الطب النفسي الشرعي بمستشفى العباسية، والمتابع لحالة مايكل الصحية، تضامنه مع بيان إدارة الإعلام، وقال: «من حق مايكل أن يرفض توقيع الكشف الطبي عليه أو تلقى العلاج بالمستشفى ولا يجوز لأحد إجباره على شيء، وهو ما أطلعنا مايكل عليه منذ دخوله المستشفى».
ويحاكم مايكل نبيل أمام القضاء العسكري منذ شهر مارس الماضي بتهمة الإساءة للمؤسسة العسكرية، بعد نشره مقالاً على مدونته الشخصية رصد فيه عدداً من «الانتهاكات التي قام بها الجيش ضد المتظاهرين أثناء الثورة وبعد تنحي مبارك».
وأصدر القضاء العسكري حكماً في أبريل الماضي، بالسجن 3 سنوات على مايكل، وهو ما تم الطعن عليه بعد ذلك، وتم قبول الطعن في 11 أكتوبر الجاري، وبدأت إجراءات إعادة المحاكمة في 18 أكتوبر أثناء جلسة لم يحضرها المدون المحبوس ومحاموه احتجاجاً على محاكمته كمدني أمام محكمة عسكرية، وتم في تلك الجلسة اتخاذ القرار بتوقيع الكشف الطبي عليه للوقوف على حالة قواه العقلية.
وأوضح الدكتور حسام حسن، المتابع لحالة مايكل، أنه فقد 14 كيلوجراماً من وزنه بسبب إضرابه عن الطعام المستمر منذ 62 يوماً، وأنه ممتنع بشكل كامل عن الطعام، ويتغذى فقط على العصائر والألبان التي تقدم له من وقت لآخر تحت الإشراف الطبي.
وقال مارك، شقيق مايكل نبيل، إنه زار شقيقه المحبوس في مستشفى العباسية، صباح الإثنين، مشيراً إلى أن إحالته للطب النفسي جاءت بناء على طلب محامٍ انتدبته المحكمة العسكرية ولم يوكله مايكل، بعد امتناعه ومحاميه عن حضور جلسة إعادة المحاكمة.
وقال مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا العنف، إن اللجنة الثلاثية المنوط بها توقيع الكشف الطبي على الحالة العقلية لمايكل نبيل والمشكلة من الأطباء: مصطفى شاهين، وإسماعيل يوسف، وفيكتور سامي، سوف تبدأ عملها، الثلاثاء.