شهدت منطقة الواحات الصحراوية الواقعة غرب الجيزة، معركة حامية الوطيس بين قوات الأمن وعناصر إرهابية مسلحة، بعد أن داهمت مأمورية أمنية من قطاعات الأمن الوطني والعمليات الخاصة ووحدة مكافحة الإرهاب وقطاع الأمن العام بوزارة الداخلية، موقعا على بعد نحو 35 كم في عمق الصحراء من نقطة الكيلو 135 بطريق الواحات، لضبط عناصر مسلحة، دلت المعلومات الأولية على اتخاذهم من الموقع معسكرا تدريبيا، للتجهيز والتخطيط لتنفيذ عمليات عدائية ضد منشآت شرطية في البلاد خلال الفترة المقبلة.
وقالت مصادر أمنية لـ«المصري اليوم» إنه عقب ورود معلومات باتخاذ العناصر الإرهابية الموقع كمعسكر تدريبي، تم تجهيز مأمورية أمنية معززة بوحدات قتالية من إدارة العمليات الخاصة بالداخلية، شاركت فيها مدرعات قتالية وسيارات دفع رباعي، وداهمت الموقع، ووقعت معركة دامية بين قوات الأمن والعناصر الإرهابية، التي استخدمت قذائف صاروخية «آر. بي. جي» وقنابل يدوية وبنادق آلية في المعركة.
وأضافت المصادر– التي فضلت عدم ذكر أسمائها– إن الحصيلة الرسمية الأولية لشهداء منطقة الواحات في الجيزة، ارتفعت إلى 16 شهيدا و10 مصابين، معظمهم ضباط شرطة، تم نقلهم إلى مستشفيات الشرطة في العجوزة والمركز الطبي العالمي، على أن يتم تشييع جنازات الشهداء في عدة محافظات اليوم السبت.
وذكرت المصادر أن الضحايا والمصابين هم فقط من تم العثور عليهم، وأنه جار تمشيط المنطقة، للبحث عن ضحايا آخرين محتملين، لافتة إلى مقتل عدد من العناصر المسلحة (غير محدد).
وأوضحت المصادر أن استهداف المأمورية الأمنية- التي تحركت لضبط مطلوبين متشددين في عمق صحراء الواحات– جرى باستخدام قذائف صاروخية «آر. بي. جي.» وعبوات متفجرة من عشرات المسلحين، فضلا عن تبادل إطلاق النار بالأسلحة الخفيفة بين الجانبين.
وأمدت وزارة الداخلية «مأمورية الواحات»، بتعزيزات قتالية مدعمة بغطاء جوي (طائرات هيلكوبتر) لإجلاء الضحايا والمصابين وملاحقة العناصر الإرهابية التي فرت عبر دروب صحراوية إلى اتجاه الغرب.
وأغلقت أجهزة الأمن كل الطرق المؤدية إلى مناطق العمليات في الواحات، خاصة في المناطق الحدودية في نطاق محافظات الفيوم والجيزة والوادي الجديد، فيما نصبت عشرات الأكمنة الثابتة والمتحركة للتضييق على الجناة.
ورجحت مصادر أن عناصر إرهابية تتبع بشكل مباشر تنظيم «داعش»، كانت طرفا في المعركة المسلحة التي دارت رحاها عصر الجمعة، واستمرت نحو ساعة، وأن من بين القائمين على المعركة هشام عشماوي، المتهم في حادث الفرافرة الإرهابي، بالتنسيق مع جماعة أنصار الشريعة التي تتخذ من دولة ليبيا المجاورة تمركزا لها.
ورفعت وزارة الداخلية حالة الطوارئ في كافة قطاعاتها وإداراتها، وقطعت إجازات الضباط والأفراد والمجندين، وأعلنت حالة التأهب القصوى، لملاحقة الجناة وضبطهم، فيما فتح تحقيق عاجل في الحادث، للوقوف على أبعاده وملابساته، وتقديم تقرير وافي للقيادة السياسية.