نظمت سفارة الاتحاد الأوروبي لدى مصر بالتعاون مع وزارة التعاون الدولى والأمم المتحدة، مساء الجمعة، احتفالية بالعلمين بعنوان «٧٥ عاما.. من الألغام إلى التنمية»، تم خلالها استعراض الإنجاز الذي تحقق في عملية إزالة الألغام بالساحل الشمالي الغربى في مرحلته الثانية تزامنا مع تدشين الرئيس عبدالفتاح السيسي المرتقب لمدينة العلمين الجديدة.
وجاءت هذه الاحتفالية، التي افتتحها إيفان سوركوس، سفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة، في إطار الاحتفالات بالذكرى الخامسة والسبعين لمعركة العلمين وحضرها لفيف من سفراء الدول الأوروبية ومسؤولي الأمانة التنفيذية لإزالة الألغام بالساحل الشمالى الغربي وسلاح المهندسين العسكريين.
وأكد السفير إيفان سوركوس، سفير الاتحاد الأوروبي لدى مصر، في كلمته خلال الاحتفالية، أن معركة العلمين التي دارت بهذه المنطقة بين شهرى يوليو وأكتوبر عام ١٩٤٢ على أرض مصر كان لها أهمية كبرى في تغيير مسار الحرب العالمية الثانية، مشيرا إلى أن هذه المعركة خلفت وراءها كميات كبيرة من المتفجرات والألغام، وهناك مساحة تزيد على 2000 كم مربع لا تزال مليئة بألغام تمثل خطرا على التنمية ما استدعى تضافر الجهود المصرية والدولية لازالتها.
وأوضح أن هذه الألغام أزهقت العديد من الأرواح والاصابات للسكان؛ لكنه شدد على أنه بالرغم من أن الخطر لا زال قائما إلا أن هذه الحالات تقل مؤخرا بشكل ملحوظ.
وأضاف أن الاتحاد الأوروبى لم يترك مصر وحدها في التعامل مع ازالة الألغام، لكنه انضم مع وزارة التعاون الدولى والأمم المتحدة والشركاء الدوليين في جهد متكامل للمساعدة في تطهير المنطقة من الألغام وتحقيق التنمية، وتم منذ ثلاث سنوات اطلاق هذا المشروع بقيمة أربعة ملايين و٧٠٠ ألف يورو.
ووجه سفير الاتحاد الأوروبى التهنئة للحكومة المصرية والعاملين بهذا المشروع على الانجاز الذي تحقق حتى الآن والذى يتجاوز التمويل وتقديم معدات لازالة الألغام إلى تعزيز أنشطة متنوعة تسهم في توفير فرص عمل وتأهيل وعلاج للمتضررين.
من جانبه أكد اللواء فتحى منصور مساعد مساعد مدير إدارة المهندسين العسكريين، في كلمته، أن الانجاز الذي تحقق حتى اليوم على صعيد إزالة الألغام بالساحل الشمالى الغربى هو انجاز هائل، مشيرا إلى أن التقدم يسير حاليا بمعدلات ممتازة .
وأوضح أن باكورة هذا الانجاز تتجسد في تدشين الرئيس عبدالفتاح السيسى لمدينة العلمين الجديدة التي تسهم في تعزيز التنمية الحضارية والسياحة والصناعة والزراعة وضخ الاستثمارات للتنمية والتى نأمل من ورائها خيرا كبيرا .
وأشاد بدعم الشركاء الدوليين لمصر في مجال ازالة الألغام ومخلفات الحروب في منطقة الساحل الشمالى الغربى حتى نستطيع مواجهة مشكلة كبيرة ونحقق التنمية في كل شبر من أرض مصر.
ومن جانبه أكد ريتشارد ديكتس المنسق المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الانمائى بالقاهرة أن الأمم المتحدة حريصة على مساعدة مصر لإزالة الألغام بعد خمسة وسبعين عاما من معركة العلمين إحدى أضخم معارك الحرب العالمية الثانية، موضحا أننا نأمل من خلال الاستمرار بنفس الوتيرة في القضاء على هذه المشكلة حتى لا يفقد أشخاص آخرون أرواحهم ويبزغ اقتصاد منطقة مطروح والساحل الشمالى الغربى لمصر.
وأوضح أنه بالرغم من مرور ٧٥ عاما على معركة العلمين إلا أنه لا تزال لهذه الحرب آثارها على من يعيشون بهذه المنطقة جراء مخاطر الألغام.
وأضاف أن برنامج الأمم المتحدة الانمائى يقوم منذ عام ٢٠٠٧ مع الاتحاد الأوروبى والأمانة التنفيذية ووزارة التعاون الدولى بالتعاون لإزالة الألغام من هذه المنطقة، مشيرا إلى أن ذلك يتم أيضا بتمويل من شركاء دوليين كبريطانيا واليابان واستراليا وغيرها من الدول.
وأشار إلى أنه تم تخصيص أربعة ملايين و٧٠٠ ألف يورو في اطار هذا المشروع، موضحا أنه يتم خلال المرحلة الثانية الجارية حاليا تطهير نحو ٩٠٤ كم مربع من الألغام.
وشدد على أن مدينة العلمين الجديدة سوف تجذب المواطنين من سكان المناطق المزدحمة وستكون بها مشروعات سياحية ومشروعات ضخمة للطاقة والصناعة، وكذا مفاعل نووى وغيرها من المشروعات التنموية بعد إزالة الألغام من الساحل الشمالى الغربي.
وقال إن هذا المشروع يتعامل كذلك من عدد من العوامل الإنسانية المتعلقة بمساعدة ضحايا ومصابى الألغام لتمكين المجتمع والمواطنين بهذه المنطقة من الانتاج والتنمية، مشيرا في هذا الصدد إلى مساعدة ثمانين أسرة ونحو ٥٤٢ من ضحايا الألغام واطلاق مشروع مركز تركيب الأطراف الصناعية، وأكد في ختام كلمته أنه من غير المقبول أن يعانى حتى اليوم أشخاص من الخوف جراء حرب انتهت قبل ٧٥ عاما.
من جانبه، وجه اللواء المهندس محروس الكيلانى نائب منسق الأمانة التنفيذية لإزالة الألغام بالساحل الشمالي الشكر للدول المانحة التي ساعدت مصر في إزالة الألغام لما لذلك من أهمية بالغة في تحقيق التنمية بهذه المنطقة المهمة من مصر.