دائماً ما ارتبط اسم القوات المسلحة وقواتها البحرية بسجل زاخر من البطولة والتضحية في سبيل مصر وشعبها العظيم، والقوات البحرية أحد أفرع القوات المسلحة التي سطرت أروع البطولات في سجل التاريخ وسيبقى يوم 21 أكتوبر عام 1967يوم لاينسى من ذاكرة الوطن بما قدمه أبطال الضفادع البشرية من وحوش البحرية من بطولة تجسدت في إغراق المدمرة إيلات التي أخترقت المياه الأقليمية وتمكن لنشين صواريخ من التعامل مع المدمرة وإغراقها بإستخدام الصواريخ البحرية سطح / سطح وبهذه المناسبة يسرد لنا قائد القوات البحرية الفريق أحمد خالد أبرز تطورات القوات البحرية.
بداية أحب أن أؤكد أن إغراق المدمرة إيلات كان م أعظم إنتصارات البحرية المصرية خاصة وأنها نفذت بعد حرب 1967 بحوالى 3 أشهر وكانت من أعنف الأزمات التي عصفت بمصر بل والعالم العربى خلال تاريخنا الحديث وكانت هذه الفترة مليئة بالأحزان واليأس وكان لابد من القيام بعمل بطولى يرفع الروح المعنوية للقوات المسلحة ويعيد الثقة للشعب في قواته المسلحة .
«إن إغراق المدمرة إيلات يعتبر من أهم التطورات في مجال الحرب البحرية الحديثة التي حدثت خلال النصف الأخير من القرن العشرين فقد كانت هذه العملية هي الأولى من نوعها في التاريخ لإستخدام الصواريخ سطح/سطح في الحرب البحرية ونتج عن نجاح إستخدام هذه الصواريخ تغييراً شاملاً لمفاهيم التكتيك البحرى في العالم بأثره .
أما بالنسبة لأهم مظاهر إحتفال القوات البحرية هذا العام، فيتجسد في إنضمام وحدات حديثة إلى القوات البحرية متمثلة في حاملة المروحيات أنور السادات طراز ميسترال والغواصتان (41 ،42) طراز 209 والقرويطة الفاتح طراز جوويند.
«في البداية أن أوكد على أن ما ينشر في وسائل الإعلام بشأن ترتيب البحرية المصرية عالمياً سواء كان صحيحاً أو جانبه الصواب لا يشكل أهمية للقوات البحرية المصرية لان ما يهمنا هو ما نملكة من إمكانيات وقدرات قتالية تمكن القوات البحرية من تحقيق جميع المهام المكلفة بها وقد إستطاعت القوات البحرية المصرية من الوصول لهذة المكانة عالمياً من خلال استراتيجية واضحة ومحددة لتطوير القوات البحرية من خلال ثلاث محاورأساسية
المحــور الأول: الأ هتمام بالتأهيل العلمي للفرد المقاتل من خلال تطوير المنظومة التعليمية بالقوات البحرية .
المحور الثانى: المحافظة على الكفاءة الفنية والقتالية للوحدات البحرية الموجودة بالخدمة وأستمرار تطويرها بأجهزة ومعدات ومنظومات تسليح حديثة .
المحور الثالث: تدبير وحدات بحرية حديثة مثل حاملتى المروحيات ( جمال عبدالناصر- انور السادات ) طراز ميسترال والفرقاطة الحديثة تحيا مصر طراز (فريم) ولنش الصواريخ( أحمد فاضل ) طراز (مولينيا) ولنشات الصواريخ طراز سليمان عزت واخيراً الغواصتين (41 ،42) طراز 209/1400 وفرقاطة الفاتح طراز جوويند والقرويطة شباب مصر طراز بوهانج بالأضافة إلى دخول القوات البحرية مرحلة التصنيع المحلى / المشترك بالإمكانيات الذاتية وبالتعاون مع بعض الدول الصديقة بما يمثل نقلة نوعية للقوات البحرية المصرية.
«القوات البحرية كأحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة تنفذ العديد من المهام لتأمين الجبهة الداخلية وحماية ركائز الأمن القومى على المستويين الداخلى والخارجى وتنوعت المهام التي نفذتها القوات البحرية من تأمين كافة موانئ جمهورية مصر العربية بصفة دائمة وعلى مدار (24) ساعة، والمحافظة على إنتظام حركة الملاحة البحرية وتأمين المياه الإقليمية والإقتصادية، ومنع أي إختراقات لسواحلنا ومنع عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات ومكافحة عمليات الهجرة غير الشرعية، وكذا تأمين خطوط مواصلاتنا بالإضافة إلى تأمين حركة الملاحة للسفن التجارية بالمجرى الملاحى لقناة السويس في الإتجاهين الشمالى والجنوبى، وتأمين المنشآت الحيوية على الساحل وبالبحر من منصات وحقول البترول والغاز الطبيعى، وكذا القيام بأعمال المعاونة والانقاذ في حالات الكوارث والأزمات .
و تقوم القوات البحرية حاليا كاحد الفرع الرئيسية للقوات المسلحة بدور كبير في عملية حق الشهيد هذا الدور يتلخص في الآتــــــــى :
عزل منطقة العمليات من ناحية البحر بواسطة الوحدات البحرية وعدم السماح بهروب العناصر الإرهابية من جهة البحر، كذلك منع أي دعم يصل لهم من جهة البحر .
الإستمرار في تأمين خط الحدود الدولية مع الإتجاه الشمالى الشرقى وتكثيف ممارسة حق الزيارة والتفتيش داخل المياه الإقليمية المصرية والمنطقة المجاورة ومعارضة أي عائمات أو سفينة مشتبه فيها .
قامت عناصر الصاعقة البحرية بإستخدام العائمات الخفيفة المسلحة بمداهمة جميع الأوكار والمنشآت المشتبه فيها على الساحل وتفتيشها بطول خط الساحل الشمالى لسيناء وبالطبع جميع هذه الأعمال تتم بتنسيق كامل مع كافة الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية العاملة بهذه المنطقة بما يحقق تنفيذ هدف القيادة العامة للقوات المسلحة من العملية حق الشهيد للحفاظ على أمن وسلامة مصرنا الحبيبة .
حرصاً من القيادة السياسية للدولة على الحفاظ على إستقرار الشعب اليمنى الشقيق وتثبيت الشرعية الدستورية للدولة اليمنية بعد الإنقلاب على الحكم الشرعى للبلاد بمعرفة الحوثيين وبناءً على طلب الرئيس اليمنى(عبدربه منصور هادى) بالتدخل العربى في اليمن إنضمت وحدات القوات البحرية مع قوات التحالف العربى لدعم الشرعية في اليمن في العملية (إعادة الأمل) منذ شهر مارس 2015 وحتى تاريخه لتحقيق الأمن والإستقرارللشعب اليمنى الشقيق وذلك بعدد من الوحدات البحرية بمهمة فرض الحصار البحرى على الموانئ اليمنيه الواقعة تحت سيطرة قوات الحوثيين لمنع تهريب الاسلحة والمعدات العسكرية للاراضى اليمنية وكذا تامين حركة الملاحة البحرية جنوب البحر الأحمر وخليج عدن وحتى باب المندب .
تسعى القيادة العامة للقوات المسلحة إلى الإرتقاء بالفرد المقاتل بإعتباره الركيزة الأساسية في منظومة الإستعداد القتالى للقوات المسلحة ومن هذا المنطلق يتم تاهيل الضباط والصف والجنود بالقوات البحرية (فنياً- تخصصياً- لغوياً- تدريبياً) وتسعى القوات البحرية بالاستمرار في تأهيل وإعداد الكوادر المختلفة من ضباط وضابط الصف في جميع التخصصات والمستويات لأداء مهامهم بكفاءة عالية كونهم العمود الفقرى للقوات البحرية وليكونوا قادرين على إستيعاب التطور العالمى في مجال التسليح وخاصة بعد إنضمام عدد كبير من أحدث الوحدات العالمية وذلك بالتوسع في استخدام احدث أنظمة المحاكيات على مستوي العالم لثقل مهاراتهم وتاهيلهم للتعامل مع مختلف الأجهزة والمنظومات الحديثةنظرياً وعملياً بالإضافة للخبرات المكتسبة من خلال الإشتراك في التدريبات المشتركة مع الدول الصديقة وسيتم اليوم افتتاح احدث أنظمة المحاكيات التدريبية على مستوي العالم وذلك لتدريب اطقم الغواصات وسفن السطح المنضمه حديثاً للقوات البحرية .
انضمت للقوات البحرية خلال الفترة السابقة العديد من الوحدات البحرية مثل حاملتى المروحيات طراز ميسترال والفرقاطة الحديثة طراز (فريم) ولنش الصواريخ طراز (مولينيا) واللنشات الصواريخ طراز سليمان عزت واخيراً الغواصتين طراز 209/1400 والفرقاطة طراز جوويند والقرويطة طراز بوهانج كما تم إعادة تنظيم القوات البحريةفى أسطولين هما الأسطول الشمالى والأسطول الجنوبى مما استلزم اعادة تحديث وتطوير البنيه التحتية من ( منشآت- أرصفة- وورش ) لتتواكب مع هذا التطوير كما كان لزاماً علينا الاهتمام بإعادة تنظيم التمركزات للألوية والتشكيلات البحرية طبقاً للتنظيم الجديد وهو ما أوجب علينا زيادة عدد المنشآت والارصفة البحرية داخل قطاعى راس التين وابى قير.
تأمين الأهداف الإقتصادية والحيوية للدولة بالبحر هي أحد المهام الرئيسية للقوات البحرية المصرية وفي ظل تنامى إكتشافات البترول/ الغاز داخل المياه الإقتصادية الخالصة لجمهورية مصر العربية ولمسافات تصل إلى 100 ميل بحرى من الساحل المصرىبما يتطلب وجود وحدات لها القدرة على الإبحار لمسافات بعيدة وتحمل حالات البحر المختلفة لتأمين هذه الإكتشافات فقد كان لإنضمام هذا الوحدات الجديدة ذات الإمكانيات العالية أكبر الأثر في زيادة القدرات القتالية للقوات البحرية التي تمكنها من تأمين كافة الأهداف الحيوية والإقتصادية.
تعتبر الغواصات من طراز (209/1400) من أحدث الغواصات التقليدية على مستوى العالم وقد حرصت القوات المسلحة على تطوير قدراتها العسكرية في كافة الأفرع والتخصصات وإدخال أحدث النظم القتالية والفنية لتكون قادرة على تنفيذ كافة المهام الإستراتيجية داخل/خارج الجمهورية ولعل إنضمام الغواصات طراز(209/1400)للقوات البحرية يشكل نقله نوعية ساهمت في رفع القدرات القتالية للقوات البحرية بما يمكنها من مجابهة كافة التهديدات التي تؤثر على الأمن القومى المصرى وتكون بمثابة رسالة ردع لمن تسول له نفسهالتفكير في المساس بمصالحنا الإقتصادية أو تهديد أمننا القومى على كافة مسارح العمليات .
شهدت القوات البحرية المصرية تطور في تنويع السلاح وعززت من قواتها في الميادين البحرية من خلال الصفقات العسكرية من فرنسا والمانيا .... ما هي اوجة الإستفادة من تنوع مصادر السلاح داخل القوات البحرية ؟
بالتأكيد فإن القيادة العامة للقوات المسلحة حرصت على أن تشمل إستراتيجية تطوير التسليح لكافة أفرع القوات المسلحة على تنوع مصادر السلاح من كافة الدول بما يتيح لمصر الحصول على وحدات ذات إمكانيات وقدرات قتالية عالية لها القدرة على تنفيذ كافة المهام العملياتية للحفاظ على أمن وإستقرار وحماية الأمن القومى المصرى.
كما إن عملية الإحلال والتجديد للوحدات البحرية، تخضع لعدة معايير منها التهديدات الحالية والمستقبلية، التوازن العسكرى مع دول الجوار، التطور العلمى والتكنولوجى في مجال التسليح، والقدرات الإقتصادية للدولة لتوفير التمويل المادى اللازم لعملية التطوير، ويتم الإحلال والتجديد على فترات زمنية وطبقاً للإستراتيجية العامة للقوات المسلحة في تطوير وتحديث الأفرع الرئيسية .
في ظل التطوير والتحديث التي تقوم بة القوات المسلحة عامة والقوات البحرية خاصة لإعادة تنظيم القوات للتواكب مع التطور التكنولوجى العالمى ولتكون قادرة على مجابهة كافة العدائيات والتهديدات ( نمطية -غير نمطية ) والتى اصبحت تهدد منطقة الشرق الأوسط عامة وجمهورية مصر العربية خاصة تم إعادة تنظيم القوات البحرية وتقسيمها إلى إسطولين لزيادة فاعليه القيادة والسيطرة مما يتيح للقيادات على كافة المستويات التقدير الفورى للموقف وسرعة إتخاذ القرار مع إمكانية تحقيق المرونة اللازمة لتنفيذ المتطلباتالعملياتية بسرعة دفع التشكيل المناسب لطبيعة المسرح وطبقاً لنوع العدائيات لتحقيق المهمة بأقل خسائر ممكنة .
نظراً للمكانة العالمية للقوات البحرية المصرية وتصنيفها حديثاً كواحدة من أكبر وأقوى البحريات في منطقة الشرق الأوسط، تحرص العديد من الدول الصديقة والشقيقة على تنفيذ تدريبات مشتركة مع مصر والتى تعود على الطرفين بالعديد من الفوائد كالآتــــــــى :
- إتقان تنفيذ المهام المختلفة وصقل مهارات ضباطنا وجنودنا وذلك من خلال الإستفادة من التطور في مساعدات التدريب ومنظومات التسليح الحديثة المتوفرة لدى الدول الشقيقة والصديقة .
- الإستفادة من التدريب في ظروف جومائية مختلفة ومسرح عمليات مختلف لدراسة تأثيرةعلى الأسلحة والمعدات .
- التعرف على فكر الدول المشتركة في التدريب في إدارة الأعمال القتالية .
- تدريب الضباط على أحدث الوحدات البحرية في العالم والتعرف على أساليب التدريب القتالى بالبحر .
- تشترك قواتنا البحرية مع العديد من الدول الشقيقة والصديقة في التدريبات البحرية المشتركة.
أما بالنسبة للجزء الثانى من السؤال فهو يحدث الأن فعلياً، فنحن ننفذ تدريبات بحرية مشتركة مع بعض الدول العربية والآن تشارك مصر قوات التحالف العربى في عملية ( إعادة الأمل ) وذلك لمواجهة التهديدات المشتركة التي تهدد الامن القومى المصرى والعربى .
بالفعل تمتلك القوات البحرية ثلاث قلاع صناعية بحرية تتمثل في الآتــــــى:
- ترسانة إصلاح السفن بالقوات البحرية .
- الشركة المصرية للإصلاح وبناء السفن .
- شركة ترسانة الأسكندرية .
وهم قادرين على التأمين الفنى وصيانة وإصلاح الوحدات البحرية المصرية وأيضاً قادرة على التصنيع، وقد بدأت بالفعل في تصنيع عدد من لنشات تأمين الموانئ ولنشات الإرشاد والقاطرات بالإضافة إلى التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة في مجال التصنيع المشترك حيث يتم حاليا التصنيع المشترك للفرقاطات طراز جويند بترسانة الأسكندرية، بسواعد وعقول مصرية مدربة ومؤهلة وبالتعاون مع الجانب الفرنسى.