x

سيدات عربيات يروين شهادات صادمة عن التحرش الجنسي (صور)

الجمعة 20-10-2017 02:22 | كتب: بوابة الاخبار |
ملف التحرش - صورة أرشيفية ملف التحرش - صورة أرشيفية تصوير : اخبار

أفرد «بي بي سي» عربي، تقريرا موسعا عن التفاعل العربي مع وسم «MeToo» أو «أنا أيضا»، إثر نشر نساء عربيات على صفحات موقعي التواصل «فيس بوك وتويتر»، قصصا كن قد أخفينها طويلا عن حالات تحرش تعرضن لها، بعضها يعود إلى أكثر من عشر سنوات.

ودشنت الحملة، الممثلة الأمريكية الشهيرة أليسا ميلانو، التي دعت نساء العالم لاستخدام وسم «MeToo» بعد فضيحة منتج هوليوود الكبير هارفي واينستين الذي يواجه اتهامات بالاعتداء والتحرش.

وأفاد «بي بي سي»، أن روى سابا، صحفية ومعدة برامج تلفزيونية من لبنان، كتبت عن أول حادثة تحرش: «هذه هي المرة الأولى التي أشعر فيها أن يدي كانت تسبق أفكاري وأنا أكتب البوست (...) كنت أرجف.. هناك تفاصيل نسيتها أو بالأحرى تناسيتها.. وعندما بدأت الكتابة، عادت التفاصيل كلها إلى مخيلتي».

تقول روى إن هذه هي المرة الأولى التي تتحدث فيها عن حادثة التحرش التي مرت بها في طفولتها، «بعد نشر البوست كلمتني صديقاتي من المدرسة وسألنني عن الشخص ولماذا لم أتكلم من قبل.. ارتحت كتيرا عندما تحدثت عن هذه الحادثة».

أما عن حادثة تحرش أخرى تعرضت لها «روى» من قبل أحد أفراد العائلة، فتقول: «تكلمت عن هذه الحادثة قبل سنة فقط مع أعز صديقاتي، ومنذ شهر فقط أخبرت صديقي عنها.. حتى أن أهلي لم يكونوا على علم بها. احتجت أكثر من عشر سنوات لأتمكن من الحديث عن هذه الموضوع».

«كمية الحب التي تلقيتها بعد البوست تكفيني يمكن لمدة سنة»، تقول روى التي وصلها حتى الآن «أكثر من 120 رسالة» على فيس بوك من أشخاص لم يكونوا مجرد متضامنين معها، بل شاركوها قصص تحرش مروا بها.

وتضيف روى: «ولا مرة كان الحكي عن التحرش أمرا عاديا. حتى وإن كانت بيروت أكتر تحررا من باقي العواصم العربية، يبقى الحديث علنا عن التحرش أمرا نادرا، فهو بحاجة إلى جرأة.. أو بالأحرى إلى التصالح مع الذات ومع ما مررت به».

أما ميس قات، صحفية استقصائية من سورية مقيمة في هولندا، فقالت إنها «خافت من حكم الآخرين» ومن «العيب ومن كل شيء يمكن أن تخاف منه أي امرأة بسيطة» أثناء كتابتها عما مرت به على صفحتها على فيس بوك.

عندما كنت أكتب البوست كنت أقول أقول لنفسي «أنا المرأة القوية التي عاشت وحدها في سوريا منذ عمر الـ 19 وتنتمي لعائلة ليبرالية منفتحة خارجة عن التقاليد ولا تخاف العيب، ابنة امرأة قوية، وأخت امرأة قوية، صحفية أعمل على تتبع المال الفاسد والجريمة المنظمة وأعمل يوميا على مواضيع تتعلق بالقتل والحرب في سوريا.. كنت أفكر.. كيف لامرأة مثلي أن تشعر بالخوف والتردد وهي تكتب عن مثل هذه التجربة».

تقول ميس إنها تجنبت الكتابة عن «قصص كثيرة أخرى» مثل «دكتور الجامعة الذي طلب مني أن أزوره في مكتبه ورسبني 5 مرات، ومدير أختي بالشغل الذي تحرش بها، والشباب الذين كانوا يلتصقون بي بطريقة غريبة وبشعة عندما أركب الميكروباص، وحقيبتي التي ضربت بها شابا بالشارع، ورفيقتي التي تعرضت لتحرش جنسي بشع لفترة طويلة، وبنت الجيران التي صرخت بصوت عال (عندما لحقها شاب) فانفضحت بين الجيران».

تفاعل العشرات مع ما كتبته ميس، حتى أن شابة مصرية تواصلت معها على فيس بوك وكتبت لها: «حسيت كأني أنا اللي بحكي.. أنا كتبت على نفس الهاشتاج لكن ما أتحملتش أحكي التفاصيل».

وشاركت عدد من النساء العربيات قصصهن فقط مع الأصدقاء على صفحات التواصل الاجتماعي، بدلا من المشاركة العامة، كما أن كثيرات كتبن باللغة الانجليزية بدلا من العربية.

وفضلت شابة تعيش في لندن ألا تتحدث أكثر عن الموضوع «كي لا يفكر الناس أن ما مرت به كان شيئا خطيرا».

وعموما، يعتبر حديث النساء في المجتمعات العربية عن تعرضهن للتحرش «تابو اجتماعي» لأنه قد يؤثر على «سمعة الفتاة».

ولا تتوفر إحصائيات في كثير من البلاد عن حالات التحرش، لكن مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة في تونس كان قد نشر مؤخرا دراسة جاء فيها إن أكثر من 50 بالمائة من نساء تم الحديث معهن تعرضن للتحرش في أماكن عامة.

وكان البرلمان التونسي قد أقر مؤخرا قانونا لمكافحة العنف الموجه ضد المرأة ومعاقبة المتحرشين، وأطلق حملة لمواجهة التحرش في وسائل النقل العام.

وفي أغسطس الماضي، انتشر مقطع فيديو يظهر اعتداء جماعيا على فتاة في المغرب ومحاولة نزع ملابسها وسط صراخها على متن حافلة للنقل العام.

وشارك عدد كبير من النساء المصريات قصصا شخصية عن حوادث تحرش مررن بها على صفحات فيس بوك وتويتر.

لكن شيرين يوسف، وهي محامية في الـ34 من العمر وتعيش في القاهرة، قالت إنها لم تشارك في حملة «أنا أيضا» فهي عادة ما تكتب عن هذه المواضيع، لكن كل النساء التي تعرفهن في مصر كتبن عن حادثة مررن بها باستخدام الهاشتاج.

وتضيف أن الناس المحيطين بها هم من أوساط اليسار لذا فالحديث عن هذا الموضوع «ليس أمرا غير عادي» بالنسبة لهم.

وتعتقد شيرين أنه يجب على الرجال أن يتحدثوا عن تحرشهم بدلا من أن تقوم النساء بالحديث عن «التجارب الأليمة التي مررن بها لأن هذا لن يغير أي شيء؛ فالرجال يعرفون جيدا ما نمر به ويعتقدون أن هذا خطؤنا».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية