ربما لم يخرج كيفين ميتنيك التونسي إلى شوارع تونس لمساندة الثورة، لكن أدي دورًا مهمًا للغاية في إنجاح الثورة التونسية من خلال الإنترنت.
«K3vin Mitchnik» الذي استقي اسمه من الهاكر الأمريكي الأشهر «كيفين متنيك»، شاب تونسي في الـ25 من عمره نجح مع مجموعة من أصدقائه في إطلاق فريق «Tunisian Black Hat» أو فريق القبعات السوداء، الذي نجح في تعطيل عمليات الحجب على الإنترنت والتي أعطاها الفريق اسم حركي هو «عمار 404».
الصحفية الفرنسية مني المختار أجرت الحوار مع ميتنك التونسي بالفرنسية وننشر أجزاء منه للمرة الأولي بالعربية..
كيف أصبحت هاكر؟
حصلت على أول جهاز كمبيوتر وأنا في الـ12 فقط، كان مجرد جهاز للألعاب ثنائية الأبعاد، لكن عندما أصبحت في الـ17 تغير الأمر كثيرًا وأصبحت أكثر اهتمامًا بعمليات الاختراق على شبكة الإنترنت.
في البداية اشتركت في العديد من منتديات الاختراق لكنهم لم يقدموا أي معلومات أو إرشادات لذلك، وعندما كتبت عن رأيي بأنهم غير مفيدين قاموا بالتعامل معي بشدة ثم تحدوني أن أقوم بعملية اختراق، وبالفعل نجحت في ذلك وانضممت لهم.
ما الذي جذبك لتصبح هاكر؟
في البداية كانت هواية حتى أصبحت تحدٍّ.
وهكذا قمت بإنشاء فريق القبعات السوداء التونسي؟
نعم، في بداية عام 2007 اشتركت مع مجموعة من زملائي في إنشاء هذا الفريق من أجل تعامل أفضل مع الإنترنت.
لكن اسم القبعات السوداء يستخدم دائمًا للهاكرز الساعين للمال؟
لا لم نسع للمال أبدًا. كان دورنا واضحًا أثناء حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن على، نعمل فقط على اختراق الحظر الذي يخضعونا له، والآن نحن نعمل على كشف الثغرات الموجودة في أجهزة وشبكات الحكومة لصالحها.
كيف عملتم في دولة الحظر الإلكتروني فيها بهذه القوة؟
الحظر في تونس كان قويًا للغاية، العديد من المواقع كان يتم حجبها مثل «يوتيوب»، وكل مواقع الفيديو وحتى «فيس بوك» كان يتم إغلاقه بين الحين والآخر.
لابد أن المعركة كانت أشد مع إحراق محمد بوعزيزي لنفسه في ديسبمر 2010؟
كانت في أقصى صورها، كانت الحكومة قد وظفت أكثر من 600 تقني لتدمير المواقع المختلفة وسرقت كلمات السر الخاصة بحسابات «جي ميل» و«فيس بوك» وأي شيء يمكنهم من الحصول على معلومات، كانوا يغلقوا مواقع المعجبين على «فيس بوك»، لدرجة أنهم قاموا باستقدام مخربين من أوروبا لإسقاط موقع nawaart.org.
يبدو أن مقاومة السلطة كان تحتاج للكثير من الشجاعة؟
بالفعل، كنت دائمًا ضد بن على، وعندما ظهرت تسريبات «ويكيليكس» أصبحت أكثر معارضة، عندما عرفت مدي قوة تلك العائلة وما تمتلكه من أموال، حرية التعبير كانت دائمًا هي المحرك لنا جميعاً.
كيف ساعدتهم في إسقاط نظام بن على ومساندة الثوار؟
البداية كانت من خلال شراكتنا مع مجموعة من فريق «Anonymous» والتي تعمل من خارج تونس، كنا نتبادل المعلومات من خلال شات «IRC»، ولعدم التعرف علينا، كنا نقوم بإمدادهم بالمعلومات الكاملة عن البنية الأساسية لشبكة الإنترنت في تونس حتى يقوموا هم باختراقها من خارج البلاد، كذلك قمنا بنشر توعيات للمواطنين التونسيين حتى يتمكنوا من اختراق الحظر الإلكتروني بسهولة.
قمت مثلًا بنشر سكريبت خاص على العديد من المواقع حتى يتمكن الناس من إيقاف مفعول ما قام به رجال بن على أثناء الثورة من توقيف لخدمات «فيس بوك»، و«جوجل»، و«جي ميل»، و«تويتر».