x

القوات العراقية تحكم سيطرتها على كركوك وحقول النفط

الثلاثاء 17-10-2017 20:02 | كتب: محمد السيد علي, وكالات |
القوات العراقية تعزز تواجدها فى شوارع وسط «كركوك» القوات العراقية تعزز تواجدها فى شوارع وسط «كركوك» تصوير : اخبار

وسع الجيش العراقى من سيطرته على مواقع جديدة فى محافظة كركوك، أمس، واستعادت القوات الحكومية المدعومة من الحشد الشعبى جميع حقول النفط فى كركوك، وسيطرت على مدينة سنجار التابعة لمحافظة نينوى دون مقاومة من قوات البشمركة الكردية، وأخلت البشمركة مواقعها فى قضاء مخمور غرب أربيل، وقال ضابط عراقى كبير إن القوات العراقية سيطرت على حقلى باى حسن وآفانا فى شمال غربى كركوك أمس، بعد السيطرة على حقول بابا كركر وجامبور وخاباز، أمس الأول، وقال مسؤولون فى قطاع النفط فى بغداد إن كل الحقول تعمل بشكل طبيعى وأن وزارة النفط العراقية تسلمت تلك الحقول، ويأتى ذلك فى إطار معركة استعادة كركوك التى أطلقها الجيش العراقى، أمس الأول، للسيطرة على المناطق المتنازع عليها بين الحكومة المركزية العراقية وإقليم كردستان العراقى.

وأكد مسؤول إعلام الاتحاد الوطنى الكردستانى فى الموصل إن القوات العراقية فرضت سيطرتها على مدينة سنجار، وأضاف أن القوات تمركزت فى عدة مبان رئيسية وحكومية داخل المدينة، وأن جميع قوات البشمركة الكردية انسحبت من المدنية التى لم تشهد أى نزوح والأوضاع مستقرة، وأعلنت مصادر أمنية أن جهاز مكافحة الإرهاب التابع للقوات العراقية استعاد السيطرة على الوضع فى قضاء الدبس فى كركوك، بعد تسلل عناصر من «داعش» إلى المنطقة مساء أمس الأول، أعقبها اندلاع اشتباكات بين الجانبين.

وتمكنت القوات العراقية من السيطرة على معبرى برويزخان وباشماخ الحدوديين مع إيران فى محافظة السليمانية، بعد استعادة وسط مدينة كركوك ومبنى مجلس المحافظة، وتجريد قوات البشمركة من أسلحتها، كما استعادت العديد من مبانى المؤسسات المحلية المهمة دون اشتباكات، ورفعت القوات العلم العراقى على مبنى محافظة كركوك تنفيذا لأمر رئيس الوزراء حيدر العبادى، ووجه العبادى كلمة، مساء أمس الأول، إلى العراقيين قال فيها إن «واجبى هو العمل وفق الدستور لخدمة المواطنين وحماية وحدة البلاد التى تعرضت لخطر التقسيم نتيجة الإصرار على إجراء الاستفتاء الذى نظم من قبل المتحكمين فى إقليم كردستان ومن طرف واحد»، وطمأن العبادى أهالى كردستان وكركوك بأن الحكومة العراقية تحرص على «سلامتهم ومصلحتهم».

وفرضت قوات الشرطة الاتحادية حظرا للتجول فى كركوك، مساء أمس الأول حتى صباح أمس، كما سيطرت القوات العراقية على مطار كركوك العسكرى وقاعدة «كيه- 1» العسكرية، وحقول نفطية ومحطة الكهرباء الرئيسية ومناطق أخرى خلال ساعات من انطلاق «عملية فرض الأمن فى كركوك».

ولم تقع مواجهات أو اشتباكات أثناء سيطرة القوات الاتحادية على مقار الحكم المحلى فى المدينة المتنازع عليها مع حكومة أربيل، فيما أعلن مسؤول كردى كبير يخوض معارك على الجبهة الجنوبية أن قوات البشمركة انسحبت من بعض المواقع، وقال: «كنا نقول منذ أيام إن تجهيزاتنا لن تكون كافية للمعركة، لكن لم يتم الاستماع إلينا».

وتظاهر مواطنون تركمان وعرب فى شوارع كركوك، حاملين العلم العراقى، وهتفوا بشعارات وأهازيج تعكس تأييدهم للقوات الاتحادية، فى وقت نزحت فيه مئات العائلات خاصة من الأكراد باتجاه محافظتى السليمانية وأربيل الكرديتين خشية التعرض لأعمال انتقامية من قوات الحشد الشعبى الشيعية، وفق ما أعلنت مصادر أمنية.

ودخل أبرز حزبين كرديين فى حرب مفتوحة إثر تقدم القوات العراقية فى مواجهة مقاتلى البشمركة فى كركوك، واتهم مسؤولون فى الاتحاد الوطنى الكردستانى، الذى كان يتزعمه الرئيس العراقى الراحل جلال طالبانى، رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزانى، بسرقة النفط من أجل تعزيز نفوذه، وقال مسؤول كبير فى الاتحاد الوطنى الكردستانى بكركوك: «بعض قادتنا تعاونوا فى إعادة انتشار القوات الحكومية فى كركوك وسهلوا دخولهم بدون مواجهات».

واعتبر العديد من الأكراد أن خسارة كركوك وقعت نتيجة مؤامرة تواطأ فيها أكثر من طرف، إلا أن تركيزهم كان على الدور الإيرانى، مؤكدين أن الهجوم كان بقيادة وإشراف الحرس الثورى الإيرانى، وقال المستشار الإعلامى لرئيس إقليم كردستان، كفاح محمود، إن الإيرانيين كانوا واضحين جدا، كان هناك العديد من جنودهم من عناصر ما يسمى الحرس الثورى، بل إن أغلب هذه العناصر كانوا يتحدثون بالفارسية، وشدد على أن «ما حدث مؤامرة شاركت فيها إيران بالحشد والتغطية الجوية وبموافقة تركية»، كما اتهم المسؤول الأمريكيين بالتورط فى خسارة كركوك، مرجحا أنهم كانوا على علم بتوقيت الهجوم العراقى على كركوك، لكنهم لم يحذروا أربيل.

فى المقابل، نفى على أكبر ولايتى، مستشار المرشد الإيرانى على خامنئى، أمس، أى دور لإيران فى كركوك، وأضاف أن غالبية الأكراد يرفضون الأعمال الطموحة لرئيس إقليم كردستان.

ودعت الخارجية الأمريكية إلى التهدئة فى كركوك فى أعقاب سيطرة القوات العراقية على كركوك وآبار النفط المحيطة بها، وحثت المتحدثة باسم الخارجية، هيثر نويرت، بغداد وأربيل على تفادى المزيد من الصدامات، وقالت إن واشنطن تدعم الحكومات بما يتفق مع الدستور العراقى فى جميع المناطق المتنازع عليها.

وتشكل المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل شريطا يبلغ طوله أكثر من 1000 كيلومتر يمتد من الحدود مع سوريا حتى الحدود الإيرانية وتبلغ مساحتها نحو 37 ألف كيلومتر، ويمر هذا الشريط جنوب محافظات الإقليم الـ3، وهى أربيل والسليمانية ودهوك، ويضم مناطق فى محافظات نينوى وأربيل وصلاح الدين وديالى وكركوك.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية