تعد آلة الـ "فوفوزيلا" التى يستخدمها جمهور مشجعى كرة القدم هناك في جنوب إفريقيا من أشهر وسائل التشجيع فى بلاد أبناء مانديلا ، وبالرغم من الصخب الشديد المستمر من النفخ المتواصل دوما في تلك الآلة ، مما قد يتسبب فى بعض الإزعاج لمن هم ليسوا من هواة الأصوات العالية ، إلا أنها تصنع أجواء ساحرة في تلك الأيام هناك بجنوب إفريقيا التي تحتفل وتواصل الاحتفال مع شعبها بطريقتهم بإقامة المونديال الأول في التاريخ فوق أرض القارة السمراء وتحتضنها بلادهم حالياً.
وآلة الفوفوزيلا هى عبارة عن بوق بلاستيكي يُحدث نفيرًا مميزًا يشبه نهيم الفيل، وعادة ما يهتز الملعب بهتافات المشجعين ونفيرهم في تلك الآلات ، وقد ساهم اتحاد كرة القدم بجنوب إفريقيا، من خلال أحد مشاريعه الاجتماعية، في صناعة هذا البوق البلاستيكي الملون.
كما تعد "الماكارابا" نوعًا آخرًا من أدوات التشجيع المثيرة للاهتمام، وهي عبارة عن خوذة مزخرفة شبيهة بتلك التي يرتديها عمال المناجم، حيث يقضي مشجعو كرة القدم ساعات طوال وهم يزينون خوذاتهم بالألوان ويرسمون عليها شعارات فرقهم المفضلة، ورغم الغموض الذي يشوب أصل هذه العادة، إلا إنها عادة ما تُعزى إلى ألفريد "ماجيستريت" بالوي.
ويتفرد فن التشجيع في جنوب إفريقيا باستخدام آلة الفوفوزيلا والماكارابا، وعلاوة على ذلك، يرتدي المشجعون أحيانًا نظارات شمسية كبيرة أو يحملون لوحات تحمل عبارات لتحفيز فريقهم، كما يُعد تلوين الوجه ورسم علم البلاد أمرًا شائعاً بين المشجعين في جنوب إفريقيا.
الطريف أن تلك الآلات قد زادت من مبيعات "سدادات الأذن" التى تعتبر الحل الوحيد لمقاومة أصواتها العالية ، إلا أن تقريرا قد ذكر مؤخراً أنه قد نفذت أغلب كميات تلك "السدادات" من مختلف صيدليات جنوب إفريقيا منذ بدء البطولة قبل يومين.
وذكرت "أنيتا ساريمبوك" مسئولة واحدة من أكبر الصيدليات في شارع "لونج ستريت" الشهير في كيب تاون لصحيفة "أرجوس ويكيند": "تمكنا أمس من بيع 600 سدادة أذن" ... وأشارت ساريمبوك إلى أنهم قاموا بطلب ألفي سدادة أخرى للأيام المقبلة.
وتساعد هذه السدادات على تخفيف صوت الفوفوزيلا الذي يصل إلى الأذن بدرجة كبيرة ، كما أنها صممت أيضا بألوان علم البلد المضيف فى وسيلة جيدة وذكية أيضا لمزيد من الترويج لبلادهم على كل الأصعدة.
وقد تحدث أحد الباحثين حول تلك الآلة موضحا أن قوة نغمة الفوفوزيلا وصلت إلى نحو 135 ديسيبل داخل ملعب "سوكر سيتي" بجوهانسبرج خلال مباراة افتتاح البطولة الجمعة الماضية بين جنوب أفريقيا والمكسيك أي أنها كانت أعلى من صوت محرك الطائرة النفاثة !!
الجدير بالذكر أن الاستخدام المستمر لهذه الأداة الموسيقية لم يقف ضرره على إلحاق الأذى بطبلة الأذن حيث يشير أطباء أيضا إلى أن هناك شكاوى من المرضى من إصابات تشمل تشقق الشفاه أو تورمها، ويحذرون من أن الأبواق المزعجة يمكن أيضا أن تنشر ميكروبات البرد و الأنفلونزا بسبب تمريرها من شخص لآخر وخلال إطلاقها ينثرون في الهواء قطرات صغيرة من البصق.
والكل يذكر المحاولات العديدة من جانب بعض المؤسسات الدولية فى أعقاب كأس القارات الأخيرة التى أقيمت بجنوب إفريقيا ، وشاركت فيها مصر ، عام 2009 ، لإيقاف أو الحد من استخدام تلك الآلة بسبب مخاطرها على الصحة ، إلا ان كل هذه المساعي قد فشلت تماماً ، لأنه يبدو أن الصخب الملازم لها أصبح متعة لا تقل عن متعة مشاهدة المباريات هناك .. ولتستمر تلك الأبواق الملونة فى إطلاق نغماتها ملازمة ومصاحبة لكل مباراة فى كأس العالم 2010 لترتبط بتلك الكأس للأبد مثلما ظلت الجماهير تذكر دوما الكم الهائل من الأوراق الملونة التى كانت دوما تلقى على أرضيات ملاعب المكسيك فى بطولة 1986.