x

«المصري اليوم» ترصد جنى محصول التمور مع إعلان مصر الأولى عالميًا (ملف خاص)

«البلح خيره كتير» لكن «مفيش تسويق»
الإثنين 16-10-2017 23:26 | كتب: آيات الحبال, محمد فتحي عبداللطيف |
جني و فرز محصول البلح في محافظة الوادي الجديد جني و فرز محصول البلح في محافظة الوادي الجديد تصوير : أيمن عارف

النخيل، وسنابل القمح، أحجار الصحراء البيضاء، تلك أبرز الرموز التى اختارتها محافظة الوادى الجديد شعاراً لها، ورغم أن الزراعة بالوادى الجديد متنوعة إلا أن البلح هو المحصول الاستراتيجى للمحافظة، فى يوم الثالث من أكتوبر من كل عام تحتفل محافظة الوادى الجديد بعيدها القومى، الذى يرتبط بموسم جنى البلح، الذى يبدأ من منتصف شهر سبتمبر حتى نهاية شهر أكتوبر. ورغم أن مصر طبقاً لتقارير منظمة الفاو لعام 2017 الأولى عالمياً فى إنتاج البلح، وتأتى الداخلة والخارجة كأعلى مراكز إنتاج للبلح، إلا أن نسب التصدير لا تتجاوز 2% من إجمالى الإنتاج المحلى، ويرجع منتجو البلح السبب فى ذلك إلى عدم اهتمام الدولة بهذا المنتج، ورفع الدعم عن منتجى ومصنعى البلح، بالإضافة إلى غياب خطة لتسويق البلح للمنافسة على مستوى دولى.

جني و فرز محصول البلح في محافظة الوادي الجديد

«المصرى اليوم» رصدت مشاكل منتجى ومصنعى البلح فى موسم الجنى بالوادى الجديد، إحدى أكبر المحافظات إنتاجاً للبلح.

جني و فرز محصول البلح في محافظة الوادي الجديد

مليون و900 نخلة بالوادى الجديد تنتج 60 ألف طن.. ولا توجد خطة لترويج المنتج
جني و فرز محصول البلح في محافظة الوادي الجديد

كثبان رملية، تتخللها مساحات شاسعة مزروعة بأنواع مختلفة من النخيل، تنتشر على جانبى الطريق المؤدى من كمين النقب الواقع على مدخل محافظة الوادى الجديد، والذى يبعد بحوالى 700 كيلومتر عن العاصمة، وتزينها «سباطات النخيل» التى تتدلى منها ثمار البلح الذى ينتظره المزارعون من شهر فبراير فور طرحه حتى سبتمبر من كل عام.

منذ أوائل شهر سبتمبر حتى نهاية شهر أكتوبر تتحول جميع قرى ومراكز الوادى إلى خلية نحل، فالجميع يعمل فى جنى البلح، سواء قطع المحصول أو فرزه، أو تنظيف الأرض أو التصنيع، فمهما اختلف المستوى التعليمى أو المهنى للفرد بالوادى إلا أنه يعمل فى إحدى المهن المتعلقة بالبلح التى توارثها عن أجداده.

اللون البنى الفاتح هو المؤشر لوصول محصول البلح إلى مرحلة النضج، ففور ظهور هذا اللون يبدأ موسم الجنى الذى يشترك فيه جميع السكان على اختلاف أعمارهم، كل له مهمة محددة، فالشباب يصعدون أشجار النخيل يومياً لقطع «السباطات» المحملة بالبلح، التى يستقبلها الأطفال وكبار السن والسيدات لفرزها ووضع الناضج والسليم منها داخل أقفاص بلاستيكية جيدة التهوية حتى يستقبلها التجار على سيارات نقل ثقيلة لنقلها إلى المصانع والثلاجات استعداداً لتخزين بعضها، وتصنيع البعض الآخر طبقاً لاحتياجات السوق.المزيد

«زايد» أشهر قرى الداخلة: حققنا اكتفاءً ذاتياً من المحاصيل الزراعية
جني و فرز محصول البلح في محافظة الوادي الجديد

على بعد 237 كيلو من مركز الخارجة تقع قرية زايد التابعة لمركز الداخلة، سميت بهذا الاسم نسبة إلى عائلة زايد التى تسكنها منذ عام 1952، حيث انتقلت عائلة الشيخ زايد من قرية الجديدة التابعة لمركز الداخلة، والتى تبعد عن عزبة زايد بحوالى 15 كيلومترا، بحثا عن المياه والزراعة، فجميع سكانها من عائلة واحدة تعدادها نحو 200 فرد فقط.

القرية تقع فى وسط الصحراء وبجوارها عدد من الهضاب الصحراوية التى تنمو خلالها الزراعات المتنوعة، حيث استطاع بيت زايد تحويلها إلى مزرعة نخيل وزيتون، بالإضافة إلى بعض المحاصيل الحقلية للاكتفاء الذاتى.المزيد

«عبدالرحمن»: «عايز أبقى صاحب مزرعة بس مش هزعق للعيال»
جني و فرز محصول البلح في محافظة الوادي الجديد

يمتلك يدين خفيفتين وقدمين سريعتين ما يميزه عن باقى أطفال القرية فى سرعة جمع البلح المتساقط من أعلى فى تلك المزارع المليئة بالنخيل، يستيقظ يوميا فى الوقت الذى تبدأ فيه الشمس احتلال سماء قرية «عين على» بمدينة الخارجة، يبدأ فى تجهيز عدة عمله المكونة فقط من شكارة، من خلالها يستطيع تحميل رزقه وما يتمنى أن يكون سببا فى تحقيق أحلام تكمن فى عقله وخياله طوال الوقت، يقول عبد الرحمن، طالب بالصف الخامس الابتدائى: «أصحى يوميا من الفجر أنا وأخويا، نجيب شكارة كبيرة، ونبدأ نشوف مين من المزارعين النهارده هيجمع محصوله من البلح، ونروح على هناك، لما أصحاب المزارع يبدأوا فى جمع المحصول من على النخل فى بلح كتير بيقع على الأرض وهما مش بيلموه احنا بنروح نجمعه فى الشكارة اللى معانا وبعدين نروح نوزنه ونبيعه للتجار».المزيد

متسلقو النخل: الحياة من فوق «خطر» بس بنحبها.. ونتمنى توفير أطباء
جني و فرز محصول البلح في محافظة الوادي الجديد

أعلى النخلة يلوح لأحد زملائه فى العمل، يقول له «الحياة من فوق مختلفة يا جدع»، محمد أحمد، رجل ثلاثينى، يعمل حارس أمن بمبنى الإذاعة والتليفزيون بمدينة الخارجة بمحافظة الوادى الجديد، بجانب عمله باليومية فى مزارع النخيل، اعتاد العمل فى موسم جنى البلح داخل المزارع وعمله يعتمد على الصعود على النخل وقطع السباطات، حيث تعتمد هذه المهنة على الشباب من سن 15 حتى 35 عاما، وهم المدربون على «صعود النخل».

يقول محمد: «الدنيا بقت غالية جدا، ومحدش يقدر على فتح بيته بماهية الوظيفة الحكومية، عشان كده بنزل اشتغل باليومية فى مزارع النخيل، شغلنا هنا متقسم على كذا حاجة، يعنى فى واحد بيطلع النخلة يقطع البلح من فوق وناس تحت بتفرز وناس بتنضف النخل من الجريد وناس بتحمل العربيات، والبلح ده فاتح بيوت ناس كتير».المزيد

والسيدات يعملن فى فرز وتعبئة البلح.. والسبب: «طلوع النخل صعب»
جني و فرز محصول البلح في محافظة الوادي الجديد

لا يقتصر موسم جنى البلح على العمل داخل مزارع النخيل بل إن مصانع النخيل أيضا تحتاج إلى العمالة بشكل مضاعف وتطلب المزيد، وذلك للقيام بأعمال النقل وتنزيل المنتج وتخزينه والتعبئة وغيرها من الأعمال الموسمية المرتبطة بموسم جنى البلح، وهنا يأتى دور السيدات فى منظومة البلح واللاتى لا يجدن طلوع النخل، حيث تعتمد المصانع فى أعمال التعبئة والتغليف عليهن لإنجاز هذه المهمة.

لم يقتصر عمل السيدات فى فرز وتعبئة البلح داخل المصانع الكبرى فقط، بل إن هذا العمل تتخصص فيه جميع السيدات ويعملن به فى المنازل وفى المزارع جنبا إلى جنب مع الرجال، أثناء عملية جنى البلح، ولكن العدد الأكبر يتواجد داخل المصانع بالمنطقة الصناعية.المزيد

التمور المصرية في أرقام

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية