أكد سامح شكري، وزير الخارجية، أن المنظمات الدولية قائمة على مبدأ المساوة بين الدول، وميزانيتها يتم إقرارها من خلال أنصبة مرتبطة بالدخل القومي للدول الأعضاء، فالدولة الصغيرة في الأمم المتحدة تتساوى في الحقوق والالتزامات تجاه المنظمة وعملها بنفس قدر أغنى دولة.
وحول الدول التي قررت إعطاء أصواتها لصالح قطر في انتخابات اليونسكو، قال «شكري»، خلال لقاء خاص على قناة «أون»، مساء الأحد، إن من أعطى صوته لقطر فهو له كل الحق في ذلك، مؤكدا أنه في نهاية الأمر أصبح صوته هباء، موضحا أن فوز فرنسا كان مؤكدا.
وفيما يتعلق بالهتاف الذي حدث خلال انتخابات اليونسكو، أكد وزير الخارجية أن هذا الشخص ليس له أي علاقة بالبعثة الدبلوماسية المصرية في اليونسكو، لافتا إلى أن تواجده ربما جاء لارتباطه بمنظمة غير حكومية، وأضاف «أوجد له العذر لأن هناك شحنا معنويا كبيرا نظرا للسياسات القطرية التي جعلت العواطف تخرج عن الإطار المعتاد».
وأضاف «شكري»، حول التعاطف مع المرشح الأجنبي ضد المرشح العربي: «إنه شيء مؤلم، إلا أن هذا هو النتيجة الطبيعية للسياسات التي خرجت عن التضامن والإطار والأمن القومي العربي»، لافتا إلى أن الشعب القطري تربطنا به كل المحبة والتقدير، إلا أن سياسات الحكومة القطرية هي التي تجعلنا في هذه الورطة.
وحول إعلان موقف مصر علنا دعمها فرنسا، أوضح «شكري» أن علاقة البلدين تاريخية وبها قدر عالٍ من الاهتمام على مستوى الشعب الفرنسي ومدى شغفه بالحضارة المصرية وتقديره لمصر وما أسهمت به، وأيضا مصر وارتباطها بفرنسا في مجال العلوم والاستكشافات التي تمت من الوفود الفرنسية، فضلا عن التعليم الفرنسي في مصر والمصالح الاقتصادية والسياسية والتوافق الذي تم تعزيزه في السنوات الأخيرة، كل هذا وأكثر يجعل لهذه العلاقة أولوية متقدمة في السياسة الخارجية المصرية.
وأضاف «شكري» «إن وجود فرنسا على رأس هذه المنظمة وتنافسها مع من لا نرى فيه نفس الاستحقاق والقدرة أو مصلحة للمنظمة كان لابد أن نعلنها بشكل واضح، ولا سيما أن هناك مجموعة من الدول كانت تدعم مصر منذ بداية الانتخابات، وكانت قد اتخذت مواقف تظهر ارتباطها الوثيق بها وبفكرة العناصر التي طرحتها مصر، فيما يتعلق باستحقاقها لهذا المنصب سواء لدور المجموعة العربية أو لفكرة التناوب على المنصب، فتم الاستشعار أنه لا بد من الإعلان عن ذلك حتى لا تتخذ الدول التي أعطت صوتها لمصر قرارا خاطئا مبنيا على أنه ما إذا تراجعت مصر فتذهب هذه الأصوات إلى الطرف الذي لا نراه جديرا بالمنصب».
وقال وزير الخارجية «إن هناك دولا عديدة قامت بدعم مصر في انتخابات مدير عام اليونسكو، وإن تلك الدول نقدر موقفها الثابت في كل مراحل الانتخابات»، لافتا في الوقت ذاته إلى أن هناك دولا عربية قامت بتأييد مصر بشكل قوي ومستمر وهناك دول كانت تتوقع مصر أن تؤيدها إلا أنه لم يحدث ذلك.
وأشار إلى أن بعض الصحافة الفرنسية- مثل جريدة (الليموند)- رصدت تحركات مريبة تشير إلى ممارسات تثير الشبهات من خلال وجود حقائب يتم تداولها وأشياء أخرى.
وحول الثقافة القطرية، قال «شكري» إنها مستمدة من الثقافة العربية، ومصر تحترم خصوصية الثقافة في كل الدول العربية الشقيقة، ولكن عندما نأتي إلى اليونسكو فإن تلك المنظمة مرتبطة بتعدد الإسهامات وإثراء الثقافة العربية عبر سنوات طويلة من التأثير، والتأثير المصري واضح، حيث هناك كتاب مصريون حصلوا على جائزة نوبل، فضلا عن الثقافة المصرية المستمدة من الحضارة العربية والقبطية والفرعونية والإغريقية، فمصر هي أم الحضارات ولا يمكن أن تقارن، ومن هنا أتى إحساس الدول العربية الشقيقة بأن مصر ممثلة عنهم في الدفع نحو الخارج في الثقافة العربية.
ونفى «شكري» أن يكون مبعوث قطر قد تحدث مع الجانب المصري، مشددا على أن مصر لم تبادر إلى التنسيق مع قطر، وذلك لاعتبارات الأزمة القائمة وعدم إعطاء أي إشارة خاطئة بوجود أي نوع من التقارب أو الرضا لهذه المنافسة.